حسـام الأطيـر يكتب: 23 يـوليو أم الثـورات

الأربعاء، 22 يوليو 2015 12:05 م
حسـام الأطيـر يكتب: 23 يـوليو أم الثـورات الزعيم جمـال عبدالنـاصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الثالث والعشرون من يوليو عـام 52 انطلق الضباط الأحرار ليعلنوا للشعب انتهاء فترة الاستعباد وبداية لعصر جديد مشرق فى تاريخ مصر والعرب والشرق الأوسط بل ودول العالم الثالث وانتصرت إرادة الشعب الذى التف حول الضباط الأحرار لنبذ الظلم وليؤكدوا للشعب العربى أن قوة العرب فى توحدهم ليجمعوا الهمم نحـو استعادة الحرية وتحقيق العدالة الاجتماعية بعد أن عانى الشعب المصرى من الظلم والاستعباد وغيـاب العدالة الاجتماعية واتسـاع الفجوة الطبقية بين طبقات المجتمع بشكل شـاسع وما نتج عن ذلك من التمييز الطبقى وحالة استحقار واستعلاء من جانب طبقة الاقطـاعيين والدوائر ذات النفوذ والسلطـة والمقربين من (السـرايا) إلى باقى أفراد الشعب.

وللوصف الصحيح لثـورة 23 يـوليـو فإننا نقـول إنها حركـة قـام بها الجيش وبـاركها والتف حولها الشعب لتوافـر عنصـر المصداقية فى هذه الحركـة فلم تكن (انقلاباً عسكـريـاً) بالشكل المعهود أو تغييراً شكلياً أو قامت طمعـاً فى السلطة والسيطرة على الحكم !!....ولكنها قامت للشعب ومن أجل الشعب، لذا حظيت بتأييد شعبى جارف من قطـاعات عديدة على رأسها الفلاحين وطبقات الشعب العاملة الذين كانت تعيش حياة تتسم بالمرارة والمعاناة والاضطهاد والتمييز، كما أنه كان يوجـد تيّاراً شعبياً كبيراً خلف قائدٍ ثورى وطنى مخلص جاء من رحم هذه الأرض الطيبة وهذا المجتمع البسيط اسمه جمال عبدالناصر صدق مع شعبه وأخلص له وعمل جاهـداً من أجل مصلحته وخدمته.

وتميزت ثـورة 23 يـوليـو بشمولية حركتها وأهدافها لعموم المنطقة العربية ودول العالم الثالث وكل الدول التى تعانى من الاستعمـار حينها وهذا مـا جعل لها ظهيـرا شعبيا كبير تخطى الحدود الجغرافية المصرية والعربيـة وامتد إلى ربـوع أفـريقيـا وأمريكـا اللاتينية وغيرها من خريطة العالم.

إنّ ما صنعته الثـورة داخل مصر وخارجها تحت قيادة الزعيـم جمـال عبـد النـاصـر كان كبيـرا جـداً ومـؤثـراً جـداً وتركت مردودا إيجـابيا انعكس على حيـاة شعوب تلك الدول وجعلهم يرفعون صوره ويدينون لـه بالولاء حتى الآن ويعتبـرونه رمـزاً لمعانى الحريـة والكرامـة والعدل وهذا ما يظهـر دائمـاً فى أى احتجاجات شعبية أو مظاهرات أو انتفاضات.. الخ.

وإذا كانت الإنجازات المادية للثورة فى داخل مصر تتحدّث عن نفسها فى كـافة المجالات، الاقتصادية والاجتماعية والثقـافية.. الخ، فإنّ الإنجازات الفكرية والخلاصات السياسية لهذه الثورة، خاصّةً فى العقد الثانى من عمر الثورة (فترة الستينات)، بحاجةٍ إلى التأكيد والتركيـز عليها دائمـاً وإبـراز معالمها ونتائجها، فقد طـرح الزعيم جمـال عبدالنـاصر القـائـد الفعلى للثـورة مجموعـة أهدافا فكرية عامّة وعـدداً من الغايات الاستراتيجية المحدّدة، إضافةً إلى جُملة مبادئ حول أساليب العمل الممكنة لخدمة هذه الغايات الاستراتيجية والأهداف الفكرية العامّة، كمـا وضع فلسفـة خـاصة بالثـورة استندت إلى القيم والمبادئ الأسـاسية التى قـامت من أجلهـا لخصها فى كتابـه الشهير (فلسفة الثـورة) الذى شرح فيـه للعالم بأسلوب بسيط جداً كيف حدثت الثورة؟ ولماذا حدثت؟ وماالمطلوب بعد ذلك؟

يبقى أن نعلم جيـداً أن ثـورة 23 يـوليو ثـورة بكل المقاييس وينطبق عليها مفهـوم الثـورة حيث يتوافـر فيها عنـاصر ومقومات شكل وطابع التغيير الثورى , والتى تظهر فيها طبقة اجتماعية جديدة وتكون قادرة على تنحية طبقة اجتماعية غير قـادرة على تدبير الأمور فى نظام سياسى ما، وتكون الطبقة الاجتماعية الجديدة حاملة لمشروع اقتصادى وسياسى بتجاوز ما هـو كائن حتى فى مجالات أخرى كالثقافة والفكر والتعليم. وحين تتمكن الطبقة الاجتماعية الجديدة من السيطرة على الأوضاع السياسية حينئذ يتحقق المفهوم السياسى للثورة، وهذا ما تحقق فى ثورة 23 يوليو التى تعتبر هى أم الثـورات والمرجعية الأساسية للشعب والدولـة المصـريـة ,وملهمة الثورات العربية كلهـا.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة