بدأت الزيارة باستقبال أهالى واحة "القارة" للمحافظ ومرافقيه من القيادات الشعبية والتنفيذية بالترحاب ونحر الذبائح وإطلاق الأعيرة النارية فى الهواء ابتهاجا بالضيوف، ورغم أن محافظة مطروح كانت قد أعدت خيمة كبيرة بالواحة تم إحضارها من مدينة مرسى مطروح مع مستلزمات وجبة الغداء وكذلك طاقم الطهو والخدمة لعدم تحميل أهالى الواحة الفقيرة عبء تكاليف ضيافة عدد كبير من الضيوف، إلا أنّ أهالى الواحة قاموا بنحر الذبائح وشاركوا فى الخدمة وإحاطة الجميع بالكرم والحفاوة البالغة فى ظل السعادة والفرحة التى لم تفارقهم طوال الزيارة.
وعندما طلب المحافظ من أهالى الواحة عرض مشاكلهم وشكواهم ومطالبهم استمع من شيخ الواحة مهدى حمزة مطالب الأهالى التى كانت بسيطة ولم تكن هناك أى مشاكل أو شكاوى لأهالى الواحة وذلك لبساطة الحياة التى يعيشونها، حيث انحصرت مطالبهم فى مكافأة العاملين بمدرسة الواحة وعددهم 9 مدرسين من الذين تركوا أسرهم بمحافظات مصر المختلفة وجاءوا لهذه المنطقة المعزولة فى الصحراء لتعليم أبناء الواحة، حيث قرر المحافظ صرف مكافأة لهم بواقع 300 جنيه شهريا، وعند تفقده لمدرسة "قارة أم الصغير" للتعليم الأساسى لاحظ المحافظ النظام والنظافة والمستوى الجيد للمدرسين فى تعليم التلاميذ قرر صرف مكافأة 20 ألف جنيه للمدرسة منها 10 الآف جنيه لصيانة المدرسة و 2000 مكافأة لمدير المدرسة و 8 الآف مكافأة يتم توزيعها بالتساوى على العاملين بالمدرسة كما قرر دعم المدرسة بعدد بمولد ديزل لتوليد الكهرباء لتشغيل الحواسب الآلية وتعليم التلاميذ عليها.
كما قام المحافظ بصرف مبلغ 47 ألفا و 500جنيه لتوزيعها على جميع مواطنى الواحة بواقع مائة جنيه لكل فرد بالإضافة إلى توزيع منحة عينية بمبلغ 15 ألف جنيه عبارة عن 5 كيلو دقيق 5 كيلو أرز و2 كيلو سكر لكل أفراد الواحة.
كما قرر السيد المحافظ مخاطبة وزير النقل لرفع كفاءة الطريق المؤدية للقارة بداية من بئر النصف على طريق مطروح سيوة وحتى قارة أم الصغير بطول 150 ك تقريبا.
وفى مجال الصحة طالب بسرعة الانتهاء من إنشاء وحدة صحية لتلبية مطالب أهالى الواحة ودعم الواحة بطبيب وكذلك ضرورة وصول القوافل العلاجية التابعة لوزارة الصحة بصفة مستمرة للواحة لتقديم الخدمات الطبية لهم.
وفى مجال الكهرباء قرر دعم القارة بمولّد ديزل إضافى لتوليد الكهرباء لخدمة أبناء الواحة وطلبة المدارس بجانب الديزل الموجود حاليا والذى يتم تشغيله ليلا لإنارة الواحة.
وقام المحافظ بجولة بالواحة وتفقد عين المياه الطبيعية التى تندفع منها المياه الساخنة بقوة وتصل درجات حرارتها إلى 70 درجة مئوية ثم يتم تحويلها إلى أحواض التبريد لكى يمكن استخدامها فى الزراعة واستهلاك المواطنين حيث طلب المحافظ من المسئولين بالمياه الجوفية والزراعة والرى وضع التصورات والخطط اللازمة لاستغلال عيون المياه والتى تمثل ثروة عظيمة بالمنطقة.
كما تفقّد المحافظ آثار القارة القديمة بأعلى الجبل المتاخم للواحة الحالية وتعرّف على طبيعة سكن وحياة أهالى الواحة القدامى، وشاهد المنتجات البيئية والمشغولات اليدوية التى عرضت بالسوق بوسط القرية الأثرية المبنية بمادة الكرشيف والتى تُصنع من الطمى المخلوط بالملح.
وقد طالب المحافظ بضرورة التزام أهالى قارة أم الصغير باستخدام الأساليب البيئية الطبيعة فى البناء حفاظا على التراث السيوى وشدد على ضرورة المحافظة على الطبيعة الأثرية للقارة القديمة وترميمها.
وفى نهاية الجولة وعقب الغذاء قام أهالى الواحة بذبح نخلة وتقديم " الأقروز " أو الجمار وهو قلب النخلة وتوزيع أجزاء منه على الضيوف لتناوله وهذا تقليد وطقس هام يقومون به مع الضيوف المهمين والأعزاء تعبيرا عن الحفاوة البالغة ويعتبرون ذلك أكبر شىء يمكنهم تقديمه لهم.
