مجدى بكر أبو عيطا يكتب: حلم القيادة فى فن الإدارة

الجمعة، 10 يوليو 2015 10:13 ص
مجدى بكر أبو عيطا يكتب: حلم القيادة فى فن الإدارة صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عزيزى المحب لوطن يحلم ويتمنى بأن يكون كما تخيلناه دولة مصرية عصرية تحلم برفعة وتقدم وعودة لمكانتها العميقة فى التاريخ فهى أعظم الحضارات الإنسانية بلا مزايدة وبلا فخر فنحن قد ورثناها ووجب علينا المحافظة عليها فقد تفوقت فى كل الفنون والعلوم والحوائط والجدران والمعابد وصفحات التاريخ الخالد تشهد وتؤكد وأن كل من يقلل من قدرها موهوم ومغيب عن حقيقة ثابتة أكيدة .

ولم تكن تلك الحضارة مجرد كلام أو رؤيا ولكن حضارة عبر الزمان تمكنت وتأكدت فى كل عصور الإنسانية كان التميز وسيستمر ولكن عندما تختل المعايير وتكمن التحديات نحتاج صحوة وإعادة نظر فى رؤية واقعنا كما يجب.

وإن الحديث المطرد والطويل والمتنوع والذى زاد لغطه والكلام فيه حول معايير الكفاءة والصلاحية والتميز والأفضلية والأولوية كلها معايير نتحدث عنها ولكن مازالت هناك معايير مختلطة تحاول اللغط وتعطيل حلمنا الكبير فى منتج أفضل فمازالت تبارزها الوساطة والمحسوبية والتوريث وكل ذلك كان من أمراض دولة ماقبل الثورة والذى عجل بشيخوختها وعطل منتجها وضيع الكثير من حلمها المأمول وأفقد المواطن الثقة فى مزيد من العمل والإنتاج وإحساسه بالانتماء.

وفى مطلع الثورة تجدد الأمل ولكن مازال عالقا بين رغبات ذاتية وأحلام وردية ونرجسية وهيمنةعطلت كذلك الحلم وكادت تفسده فأدخلتنا من طور وشكل لطور وشكل آخر من التعطيل من خلال الاعتماد على ما سمى بأهل الثقة وضيع كذلك الحلم وعطله حتى انفرجت الحياة من جديد وتجدد الحلم والأمل بنا ولنا عندما نسمع النداءات المتتالية من رغبة جديدة فى البناء وعزيمة قوية فى الأداء يؤكدها واقع ونماذج ومشاريع تقام ولكن مازال البعض مغيب عن تلك الرغبة العارمة ومن يحاول أن يعطل فهل نستطيع أن نطهر نفوسنا ونتوب من نرجسية التعطيل ونكسر حدة التحدى والتربص بالدولة الواعدة التى يجب أن نخلص جميعا لها النفوس لأننا نحنى الذين سنجنى الثمار فإن كانت مرا فهى غصة وألم وإن كانت عذبا رقراقا فحلاوة وبشارة لنا جميعا وسنحكى ويحكى التاريخ عنا ذلك.

ولكن حلمنا المتجدد فى قيادات جديدة فى ميدان العمل والإنتاج لابد أن ترتبط بواقع مأمول وحلم منشود ومعايير متجددة يصنعها الرغبة فى بناء وطن نحلم ونتمسك به لكى نرفع راياته ونفاخر أمام الأجيال أننا حافظنا على المسيرة وأكملنا الطريق دون قطعه وأننا أضفنا جديدا فالقائد فى العمل الذى لايتمتع بقدرات فائقة يعطله ويعرقله فإذا كانت هناك فجوة فى العمل الإدارى وجهازه تحتاج لوعى وإعادة معايير فلدينا الكفاءات وأهل التميز والثقة والدراية ويجب أن تعلى من جوانب التطوير والجودة فى الأداء والكفاءة وإجراء القياس على أرض الواقع والقدرات الشخصية وعدم الاعتماد على مجرد حجز أماكن وشغل وظائف وتصدر القيادة فى ميادين العمل بدون قدرات ومحاسبية ونستطيع أن نعلى من جوانب الكفاءة والتميز من خلال الأداء ومعايير التميز والمحاسبية والشفافية والحوكمة والقدرة على القيادة وحسن الأداء والتصرف وإتاحة الفرص لكل من يريد الرغبة فى القيادة والعمل مع تحمل المسئولية والواقع والاعتماد على المشاركة والرقابة الواضحة الجلية ووضع معايير واضحة صريحة وإتاحة الفرص لكل الطامحين والراغبين من خلال وعى ورؤى واضحة ورسم استراتيجية وخطوات واقعية.

إن المعايير الموضوعة تحت الوسادة فى الاختيار تجلب تأخرا وتعطل إنتاجا وعندما نلفظ قائدا ماهرا لحجج واهية ونفضل من هو أقل منه قدرات وطاقات لمجرد تميزه عصبيا أو توريثيا أو محسوبيا أومن خلال واسطة نكون نجنى على حلمنا بأيدينا فيجب أن نعطى الفرصة لكل قائد طموح ومحب للوطن وتتوافر فيه أولا روح الانتماء للوطن وحب العمل والقدرة على البذل والعطاء وتاريخه الخدمى يشهد لذلك وتتطور شخصيته وتنوعها فى الخبرات وحسن الأداء أما الذين يهبطون علينا بطرق فوقية أو على طريقة شبيك لبيك يجعلنا نتراجع فى حلمنا وأنه يجب ان نتيح لهم الفرص فى التدريب والإعلاء من قدراتهم حتى يستطيعون المنافسة على قيادة العمل بشرف ومخزون من الطاقة والقدرة.

وإن الدولة المصرية الحديثة يجب أن تكون على دراية واسعة وشمولية فى التفكير وأن تستثمر كل مواطنيها وتوظف قدراتهم وترفع من الأداء من خلال التدريبات والتطوير بواقعية من أجل جودة ملموسة محسوسة لامجرد التنميق وحلاوة الحديث وتجميل الصورة والإعلام والإعلان عن الأداء وحسب ولكن ما يحققه المنتج وينعكس على تطوير الواقع والتفكير الرشيد والتوسع فى الاستثمار المجتمعى وتشجيع المؤسسات الحرة والهيئات المتعددة والتنسيق بينها فى الأداء وإعطاء فرص تشجيعية للعمل الحر والعمل الخدمى من خلال المجتمع المدنى وضرورة دعمه للمؤسسات الحكومية والترابط بين المؤسسات التنفيذية والتشريعية والشعبية ودفع الأداء للأمام نحو مجتمع يحلم بالرقى والتقدم ولن يكون لنا ذلك إلا إذا تحررنا من معوقاتنا التى ندركها جميعا ونقر بها ومكاشفة لواقعنا نحو هذه الدولة المأمولة وليست بالمستحيلة ولكن بمزيد من الثقة والوضوح والسعى والإخلاص والتأكيد على روح الانتماء والنماء لمجتمع وحياة أفضل.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة