حسـام الأطيـر يكتب: الوعى المجتمعى فى ظل المعركة

الخميس، 09 يوليو 2015 10:01 ص
حسـام الأطيـر يكتب: الوعى المجتمعى فى ظل المعركة علم مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ظل مشهد تسـوده العبثيـة والعشـوائيـة، مـا بين نخبـة سياسية متخبطـة تثبت فشلهـا الذريع يـومـاً بعد يـوم، وأحزاب كـرتونية هشـة لا تمتلك أى قدرات تؤهلها لأن تكون رقـما فى المعادلة السياسية أو تكون بديلاً وطنيـا يملأ السـاحة السياسية، ومـا بين مجموعـات انحـرفـت عن المسـار الثـورى الوطنى وأصبحت خارج إطـار الجماعـة الوطنية تخدم أعـداء الوطن من الإخـوان وغـيرهـم وتسمى نفسهـا كذبـاً ( كيـانات ثـورية) أو يطلق على أعضـائها كذبـاً أيضـاً ( شباب الثـورة)، يبقى هنـاك مجتمع مهدد بالانقسـام وبالاختراق كمـا سبق وتـم اختراقـه من عـدة تيارات حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من مجتمع أقـل ما يـوصف به أنه مجتمع (مشـوه) .

لا أبـالغ حين أقـول أن الكل أخطأ والكل ضـلَّ سعيـه، بسبب عـدم الإدراك وأزمـة اللاوعـى التى أصـابت الكثيـر من المتصدرين للمشهد السياسى والعمل العـام بسبب عـوامـل مختلفة، مما أثـر على المجتمع وجعله فى حـالة مشتتة، فمن المفترض أن تكون النخبة ( بساستها ومثقفيهـا وأدبائها ومفكريهـا) هى طليعة العقل والوعى والضميـر الجمعى، وأن يكـونـوا بمثـابـة البـوصـة والمرآة للمجتمع التى توضح لأفـراده معـالم الطـريق وتحميهم من الأفكـار المنحـرفـة والشـاذة التى تهدد أمن وسلامة المجتمع،خـاصـة فى ظـل الحرب النفسية التى يتم ممارستها الآن على الشعب المصرى من خلال نشـر الأكـاذيب والمعلومـات المغلوطة المتعمدة وعمليات هدم الثـوابت الوطنية وتشـويـه التاريخ والحقائق والطعن والتشكيك فى كل مـا هـو وطنى ومرتبط بمفهوم الدولة والوطن .

إن الـواجب على الجميع الآن فى هذه المرحلة الحرجـة والدقيقة من عمـر الوطـن أن يكـون على قـدر المسـؤولية وعلى مستوى الحدث، وأن يتخلى عـن الفلسفـة الفـارغـة والمراهقة الثـوريـة، ويجب على بعض النخبـة التى تملأ الشـاشـات ( ثـرثـرة ) بالحديث عن الثـورة وعن أهداف الثـورة، وعن جمال الثـورة وحلاوة الثـورة، أن تنزل من عليـائهـا ومن أبـراجها العالية التى تسكنها، إلى أرض الواقـع وتتعامل مع تفاصيله ومعطيـاته، فلسنـا الآن فى رفـاهية التحليل والتنظيـر، لاسيمـا وأن المواطن الجالس فى منزله سقـم من تلك الوجـوه المتكـررة ونقم عليها، لإحسـاسه بأنها تشغل وقتـاً من يومـه دون فائدة تعود عليه وعلى حيـاته اليـومية، وليس لها رأياً متزناً أو موقفاً ثـابتاً، فالكل يغنى على ليلاه، والكل هدفه المصلحة الشخصية أو بلغة العصـر ( السبوبة) إلا من رحم ربى .

لقد أصبـح لزامـاً على الجميـع تحديد الأهداف وترتيب الأولـويات وتعبئة المجتمع من أجل مواجهة مخططات العدو الذى أصبح قريباً جداً منا ويحاصرنـا من كل مكان، ولن يتحقق ذلك إلى بالتوعيـة وتوضيح الصورة بشكل صحيح للمواطن البسيط كلاً حسب فهمه وحسب ثقـافته، وتحصينـه من الانحـرافـات الفكـرية ومن حملات التضليل والـزيف والخداع الممنهجة وذلك عن طريق المعرفـة فالمعرفـة هى زاد العقـول والوقـاية خير من العـلاج، فأصبـح معلومـاً للجميع بشكل لا يحتمل الشك أن الوطن مستهدف وأن الدولة كلها مستهدفة بشكل خطيـر، وأننا فى حـالة حرب بمعنى الكلمة، حربـاً فُرضت علينـا ويستخدم فيهـا العدو كل وسـائل وأنـواع الحرب من التحريض ومن الخداع ومن حرب إعلامية وإليكترونية ونفسية وأيضـاً عسكـرية، مما يستوجب أن نكون على نفس الجاهـزية القتالية للعـدو ونستخدم نفس أسلحته ووسائله لمقاومته وقطـع أذرعه التى تعـبث بأمن مجتمعنا ووطننا، فلا وقت للحيـاد أو ( الإمساك بالعصى من المنتصف ) ولا وقـت لمجاملات أشخاص أو كيانات أو شباب بأعينهم على حساب الوطن وأمنه، وعلى بعض الراقصين على الحبل، وأصحاب المواقف الضبابية أن يحددوا موقفهم وموقعهم إما أن يكـونوا فى صف الوطن أو فى صف الأعداء .








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة