بعد أن اتهمت "فاتيما بوتو" "بناظير" بالاشتراك فى مقتل أخويها..

مذكرات "بناظير بوتو" تشعل أزمة بين أقاربها

الأربعاء، 05 مايو 2010 12:50 م
مذكرات "بناظير بوتو" تشعل أزمة بين أقاربها مذكرات "بناظير بوتو"
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أزمة جديدة وقعت بين أفراد عائلة "بوتو" الباكستانية بعد أن نشرت "فاتيما بوتو" ابنة أخت "بناظير بوتو" مذكرات عمتها، وربطت بين مقتل عمتها ومقتل أخويها، وفق ما ذكرته صحيفة الجارديان البريطانية.

المذكرات التى حملت اسم "أغانى السيف والدم"، لاقت قبولا واسعا فى المجتمع البريطانى حتى إنها دخلت قائمة الكتب الأكثر مبيعا لهذا الأسبوع، وعلى العكس من ذلك تماما كان الوضع فى باكستان أعنف، حيث واجه الكتاب هجوما حادا من النقاد والمحللين السياسيين، وعدد من أقارب "بناظير بوتو" الذين اعتبروا "فاتيما" تزيف التاريخ وتفترى كذبا على ذكرى "عمتها" التى اغتيلت فى ديسمبر عام 2007.

وحذرت العائلة من أن الكتاب قد ينقل الخلاف بين أفرادها من جيل إلى جيل، خاصة وهو يحمل تأنيبا واضحا لبيلاول بوتو ابن عم فاتيما، والوريث السياسى المتوقع لعائلة "بوتو" والذى يدرس حاليا بجامعة أوكسفورد.

فيما وصف "طارق إسلام" أحد أفراد العائلة أيضا المذكرات بأنها لا تعدو سوى أن تكون رواية تاريخية بها الكثير من الأحداث المختلقة"، وأضاف فى تصريحات للجارديان" "لا أريد أن أخلق خلافا عائليا ففاتيما قريبتى وأنا أحبها كثيرا ولكن للآسف كتابها ملىء بالأخطاء، ولقد عمدت فيه فاتيما إلى تشويه بعض الحقائق من أجل قناعات شخصية لديها".

وتشير "الجارديان" إلى أن حالات الوفاة غير الطبيعية التى تعرضت لها عائلة "بوتو" كانت محورا لجدل كبير فى الكتاب،مما يجعل العائلة نسخة باكستانية من مسرحية تراجيدية يونانية استمرت لمدة 3 عقود، وبالنسبة "لفاتيما" فإن الحديث عن مقتل والدها "مورتزا بوتو" على أيدى عناصر الشرطة الباكستانية بعد محاولة انقلاب فاشلة كان الأكثر إثارة لغضب العائلة، خاصة أن "فاتيما" لامت على "بناظير" تبرئها من أخيها، وابتعادها عن أبنائه عقب مقتله، حيث كانت تعمل كرئيسة للوزراء آنذاك، مما جعل منتقدى فاتيما ينكرون ذلك، بل ويؤكدا أنها اختلقت بعض الوقائع لكى تثبت وجهة نظرها، وقد علق "ماهر على" أحد أكبر كتاب الأعمدة الباكستانيين على الكتاب قائلا: "ما كتبته فاتيما عن والدها مؤثر جدا، ولكنها تناولت الأحداث من وجهة نظر واحدة فقط، وكان عليها أن تعتمد على التاريخ أو على الأقل تحليل سياسى جاد للأحداث الأخيرة".

كما ذكر أحد ضباط الشرطة الذى رفض التصريح عن اسمه أن الكتاب ملىء بالتناقضات، وفسر بعض النقاد ما ذهبت إليه "فاتيما" بخصوص والدها أنه محاولة لتلميع دوره فى المنظمة الثورية التى حاولت الانقلاب على دكتاتورية الجيش الباكستانى وفشلت، ووفق للنقاد فإن بناظير لعبت دورا أكثر وضوحا فى مصرع أخيها الآخر "شهناواز" الذى لقى حتفه بجنوب فرنسا عام 1985، حتى إن فاتيما ألقت اللوم على "بنظير" أيضا فى تلك القضية، واعتبرت أن رقبة عمها معلقة على باب بنظير وفق ما ذكرته لجاك فيرجاس المحامى الفرنسى الذى تولى القضية، وقد علق المحللون السياسيون والأقارب على ذلك بقولهم "لا يوجد دليل واحد يدعم ما تدعيه فاتيما".

وقد رفضت "فاتيما" التعليق على سؤال الجارديان الذى سألها عن سر إلغاء احتفالها بالكتاب بعد أن علمت أن الدكتوره فرانزا شيخ، الخبيرة الباكستانية، سوف تدير اللقاء"، ودافعت فاتيما عن كتابها فى تصريح نقلته عنها الـ"بى بى سى"، وقالت "الطريق إلى العدالة طويل وصعب.

وتروى "المذكرات" ذكريات "فاتيما بوتو" عندما كانت فى الـ14 من عمرها، عندما تلقت نبأ مصرع والدها مورتزا بوتو" على أيدى عناصر الشرطة الباكستانية بعد معركة بالأسلحة النارية أمام منزلهم فى كراتشى عام 1996، وتعطى المذكرات صورة واضحة عن الفساد الذى كان قائما فى باكستان، مما أدى إلى مصرع 4 أفراد من عائلة بوتو فى العوام الـ31 الماضية، وتروى "فاتيما" أن والدها وأسرتها قد فروا من "باكستان" فى أعقاب انهيار نظام "َضياء الحق" ولم يعودوا إلى البلاد إلا عام 1993 حيث لقى مصرعه، وهذا الغياب الطويل عن البلاد هو الذى أطلق يد "بناظير" فى حزب الشعب الباكستانى وحركة "خلق ذو الفقار"، وهو ما سبب خيبة أمل لوالدها "مورتزا" فعاد من منفاه إلى باكستان وتحدى الوضع السياسى القائم بدلا من أن ينضم إليها، وقد كانت عودته تهديدا حقيقيا لمكانة "بنظير" السياسية، وتؤكد "فاتيما" أنها كانت تحب عمتها بناظير جدا عندما كانت طفلة، إلا أن المسافة بدأت تتسع بينهما بعد أن أدركت "فاتيما" مكانة "بناظير" ودورها فى الآلة العسكرية الباكستانية، وتحدد "فاتيما" اثنين من القرارات الأساسية التى رسمت مسار حياة "بنظير"، أولهما اتفاقها مع نظام "ظيا" وقبولها خوض الانتخابات عام 1986، وهو ما جعلها تنضم للمؤسسة السياسية العسكرية التى لم تستطع منها فرارا، والقرار الثانى هو زواجها من آسف على زرادى عام 1987 والذى تصفه فاتيما بالرجل اللعوب الإقطاعى المستهتر.

وتحمل "فاتيما" مسئولية مصرع والدها على عاتق عمتها "بناظير" وزوجها "زرادى"، وتؤكد أن مصرع والدها مع 6 من حراسه على إيدى عناصر الشرطة فى الوقت الذى كانت فيه عمتها تشغل منصب رئيس الوزراء لم يكن قرارا عشوائيا، إنما قرار صادر عن أعلى رأس فى الدولة.

كما تؤكد أيضا أن مصرع عمها الآخر "شهناوزاز" بوتو مسموما عام 1985 تم بالتعاون مع "زرداى" وبناظير" من ناحية والسى آى إيه من ناحية أخرى.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة