بريطانيا استخدمت مُنجماً ألمانياً للتجسس على هتلر

السبت، 26 أبريل 2008 09:27 ص
بريطانيا استخدمت مُنجماً ألمانياً للتجسس على هتلر
إعداد: حاتم عطية عن هاآرتس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لأول مرة قامت إنجلترا فى أوائل العام الحالى 2008 بكشف النقاب على قصة الجاسوس اليهودى الألمانى الذى استطاع بنبؤاته أن يكشف أسرار هتلر ويساعد فى هزيمته قبل بدء اندلاع الحرب العالمية الثانية فى عام 1942 التى دارت بين إنجلترا عضو دول التحالف فى الحرب ضد ألمانيا النازية بقيادة الرايخ الثالث أدولف هتلر وحلفائه من دول المحور.
حيث قام جهاز الاستخبارات البريطانية الشهير بM.I.5 بتجنيد الكثير من العملاء والجواسيس لتوفير المعلومات الكافية عن استعدادات هتلر وقادته للحرب المرتقبة فى الفترة التى سبقت الحرب بعامين والتى شابهت الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتى السابق.

أدركت الاستخبارات البريطانية أنه يجب تجنيد جاسوس من نوع خاص لمعرفة والتنبؤ بما يدور فى رأس هتلر ورأس قادته العسكريين، لأنه من الصعب جداً التنبؤ بعقلية هتلر وما يدور بها من أفكار قد تدمر إنجلترا وحلفاءها وتتسبب فى هزيمتهم بالحرب، وهنا جاء دور المنجم والجاسوس اليهودى الألمانى الأصل لويس دى وهل Louis deWohl
فقد كشفت وثائق قومية بريطانية سرية أن الاستخبارات استخدمت لويس دى وهل لهذا الغرض، إلا أن الوثائق أشارت إلى أن الاستخبارات البريطانية التى استخدمت دى وهل حاولت وقف نشاطه لأن الكثير من ضباط الاستخبارات رأوا أنه مجرد دجال، وأولهم كان ديك وايت رئيس ال M.I.5 فى ذلك الحين وحتى أوائل الخمسينيات.
ولد دى وهل فى العاصمة الألمانية برلين فى 1903، عمل بعد ذلك موظفاً فى بنك، وكاتباً روائياً وسينمائياً، ليهاجر بعد ذلك فى عام 1935 إلى إنجلترا هرباً من اضطهاد هتلر لليهود فى تلك الفترة، بينما هاجرت زوجته ألكساندرا إلى سانتايجو وطالبت أن يعترف بها كأميرة رومانية أو بارونة " لقب قديم للنبيلات فى العائلات المالكة بالدول الغربية"، وتقول الوثائق إنه بعدما هاجر إلى لندن طالب عدة مرات أن يعامل كنبيل مجرى.
وفى عام 1939 طالب أن يكون عميلاً للاستخبارات البريطانية بعد أن ألف كتاباً فى التنجيم و زعم أنه يملك قدرات خاصة فى التنجيم ومعرفة كل ما يمكن أن يحدث مستقبلاً، بعد ذلك قامت الاستخبارات البريطانية بتأجير شقة له فى فندق "بارك لان" بلندن، وبدء دى وهل بالتنجيم وتحليل تنبؤاته عن قادة هتلر العسكريين وحلفائه أيضاً، ويسلم تقارير تحليله للاستخبارات الإنجليزية، مثل نبؤته القائلة "بإن هتلر سيتخذ قرارات مهمة جداً فى أول 8 أيام فى شهر يوليو 1942 ستسفر عن كارثة"، ، وهنا رأى بعض الضباط الإنجليز أن نبؤات دى وهل غامضة جداً، ولا تفيدهم فى الحرب ضد هتلر، ومن الجدير بالذ كر أن رئيس وزراء بريطانيا " ونيستون تشرشل" لم يكن يؤمن بالتنجيم ولكنه قام بإرسال دى وهل إلى أمريكا ليعلم الأمريكان بأن هتلر سوف يخسر الحرب بعد عدة شهور فى حالة اندلاع الحرب

ولكن المنجمين الأمريكيين أكدوا أن هتلر سيفوز بالحرب و سيهزم الولايات المتحدة، ولكن دى وهل الذى كان دائم التفاخر بنفسه مشبهاً نفسه بالمنجم الشهير" نوسنر أدموس"، أكد بأن الهزيمة ستكون من نصيب هتلر مما يعنى أن بريطانيا وحلفاءها سيفوزون بالحرب.
ثم وقع حادث بيرل هاربر فى ميناء فى هاواى عندما هاجمت القوات اليابانية الميناء الأمريكى بصورة مفاجئة فى 7 ديسمبر 1941، وهو حدث غير مجرى التاريخ، أجبر الولايات المتحدة على دخول الحرب العالمية الثانية، وأسفر عن مقتل 2403 من الجنود الأمريكيين و 68 من المدنيين وإغرق و إتلاف 19 سفينة وبارجة حربية و تدمير 188 طائرة وهنا تأكد الرئيس الأمريكى فرانكلين روزفلت من نبؤات دى وهل، ومنح دى وهل رتبة ضابط من القوات الأمريكية مؤقتاً، وعندما عاد دى وهل إلى لندن وجد شقته فتشت، مما أرعب الاستخبارات البريطانية، ولكنهم أصروا على الاحتفاظ بدى وهل الذى قام بكسر الكثير من احتمالات العملاء فيما يتعلق بالحرب ونظراً لأنه قد تم تعينه وكيل دعاية لهم ليؤكد بأن هتلر سيخسر الحرب، واستخدم مكتب الحرب الدعائية البريطانى نبؤات دى يهل بشكل كبير فى بثها لخفض الروح المعنوية لأعدائهم النازيين، إلى أن جاءت الحرب وفاز الحلفاء على ألمانيا النازية فى الحرب العالمية الثانية 1942، ولكن دون الاعتماد على تنبؤات دى وهل وفقاً لما أكدته وثائق الاستخبارات البريطانية السرية.
ولكن دى وهل ذكر فى كتابه " نجوم الحرب والسلام" أنه كان منجم الاستخبارات البريطانية وأنه حارب هتلر من شقته المترفة فى فندق "بارك لان" بلندن بواسطة نبؤاته، وذكر ضابط المخابرات البريطانى ستيفن واتس بأن دى وهل لم يكن شخصاً مرغوباً فيه ولكنه أثر كثيراً باستخدامه لتنبؤاته، توفى دى وهل فى سويسرا بعام 1961 بعد أن ألف حوالى 19 كتاباً فى التنجيم من أصل 23كتاباً له.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة