محمد الدسوقى رشدى يكتب: خريطة قنابل الإخوان فى ألمانيا لإفساد زيارة السيسى.. السهولة التى يكذب بها الإخوان هنا ليس سببها الوحيد جهل الألمان بالإسلام

الثلاثاء، 02 يونيو 2015 10:09 ص
محمد الدسوقى رشدى يكتب: خريطة قنابل الإخوان فى ألمانيا لإفساد زيارة السيسى.. السهولة التى يكذب بها الإخوان هنا ليس سببها الوحيد جهل الألمان بالإسلام محمد الدسوقى رشدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن اليومى..


الحرباء وحدها تستطيع التعايش فى بيئات مختلفة، تنجح دوما فى إيهام أهل الصحراء بأنها واحدة من أهل الرمل، بنفس القدرة على إقناع أهل الغابات أنها وليدة البيئة الخضراء.

تفعل الحرباء ذلك لأنها قادرة على خداع العيون والتلون بلون المنطقة التى تعيش بها، وإن كان التلون فى حالة الحرباء هبة ربانية تعينها على التخفى والاندماج، فإن التلون فى عرف البشر نوع من النفاق والكذب، وهذا ما يجيده الإخوان المسلمون، وهذا ما يجلب لهم عيشا هنيئا فى بعض البلدان الأوروبية.

النفاق الذى يبرع فيه الإخوان يمنح رجال الجماعة القدرة على إنتاج خطاب مزدوج فى معاييره ومتناقض فى معانيه، وقد انكشفت تلك اللعبة فى الفترة الأخيرة مع كل سقطة نكتشف فيها أن جماعة الإخوان كانت تصدر بيانات باللغة الإنجليزية تحمل مضمونا مختلفا ومتناقضا مع البيانات الصادرة من نفس الجماعة باللغة العربية، ولا أدل على ذلك من بيان الجماعة الذى صدر باللغة الإنجليزية لتهنئة الأقباط بأعياد الميلاد المجيد، بينما نفس مكتب الإرشاد صرح شيوخه وأفتوا بأن تهنئة الأقباط بأعيادهم حرام شرعا، ثم تكرر الأمر فى مراسلات جهاد الحداد للصحف الأوروبية التى تلخصت فى رفض العنف واستخدام السلاح، بينما كانت منصة رابعة التى يتكلم من فوقها جهاد حداد مع الغرب عن السلمية، يصدر من عليها تهديدات بالعنف والإرهاب والتفجيرات ولكن باللغة العربية.

هذه القدرة على التلون وإنتاج خطاب مزدوج فى معاييره ومتناقض فى أحكامه الشرعية هى التى منحت الإخوان قوة الوجود فى أوروبا وفى أرض ألمانيا تحديدًا.

المؤشرات الواردة حتى الآن تقول بأن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لألمانيا لن تكون سهلة، لا تهون أبدا من الحديث القائل بأن الوجود الإخوانى فى ألمانيا ممتد ومتجذر وتاريخى، سأشرح لك ذلك بالتفصيل بعد أن أخبرك بالسر الذى ساعد الإخوان على هذا الانتشار والذى يمكن تلخيصه فى قدرة الجماعة على تقمص دور الحرباء والتلون لإرضاء المجتمع الألمانى، عبر إنتاج خطاب دينى منطوق بلغة ألمانية سليمة، يتمتع برحابة دينية منقطعة النظير ويتبنى مواقف وأحكاما دينية مخالفة لما تروجه الجماعة باللغة العربية، خطاب دينى يوجهه الإخوان للألمان يشبه إلى حد كبير الخطاب الدينى الذى يهاجم الإخوان الناطقين به فى مصر أمثال إسلام البحيرى وخالد منتصر ويعتبرونهم بسببه أعداء الدين، ومع ذلك لا يجدون غضاضة فى استخدامه لنيل رضا السياسيين الألمان.

قمة النفاق والازدواجية تظهر لك واضحة حينما تشاهد كيف يختلف الخطاب الدينى الذى تستخدمه نفس القيادات الإخوانية فى ألمانيا لمخاطبة المسلمين فى ألمانيا من العرب والأترااك، فى هذه الحالة يتم نزع قناع الكذب والتلون ويظهر التطرف، فيتجلى الأمر كالتالى، قيادات الإخوان فى ألمانيا تتحدث للإعلام الألمانى ومع السياسيين فى برلين عن الحوار المبنى على الثقة المتبادلة والاندماج فى المجتمعات الغربية، بينما نفس القيادات تنشر الكراهية بين المسلمين المقيمين فى ألمانيا، وتحذر المُصلين من شرور المجتمع الغربى، وفى الوقت الذى يندد فيه الخطاب الإخوانى بعمليات الإرهاب فى أوروبا للمسافرين فى مدريد، يدعو المسلمين فى ألمانيا لجمع الأموال للتنظيمات الإرهابية المختلفة.

الإخوان فى ألمانيا يظهرون مع السياسيين فى برلين للحديث عن عظمة الدولة الألمانية العلمانية والقدرة على الفصل بين ما هو سياسى وما هو دينى، ولكن فى مجلة «الإسلام» التى تصدر من المركز الإسلامى فى ميونخ تنطق المقالات برفض مفهوم الدولة العلمانية، وتأكيد أن المسلمين لا يمكن أن يرتضوا، على المدى الطويل، قوانين الأسرة وقانون الملكية العقارية وقانون المحاكمات الألمانية.. ويجب أن يتوجه المسلمون إلى إجراء اتفاق بينهم وبين الدولة الألمانية من أجل محاكم منفصلة للمسلمين، وهذا فعليا ضد سياسة الاندماج التى يتشدق بها التنظيم.

السهولة التى يكذب بها الإخوان فى ألمانيا، ليس سببها الوحيد جهل الألمان بالإسلام، ولكن سببها أيضا طمع بعض الأحزاب والمنظمات السياسية هناك التى تندفع لخطب وتنظيمات الإخوان فى برلين وميونخ واخن وباقى المدن الألمانية كلما ظهرت قضية تمس المسلمين، من أجل كسب الأصوات المتزايدة فى المجتمعات المسلمة المنغلقة، هذا بالإضافة إلى سبب آخر يتعلق بقدرة الإخوان على الإنفاق نظرا لتمويلهم الضخم فى مقابل ضعف تمويل التجمعات الإسلامية الأخرى الأكثر اعتدالا واحتراما.

الإخوان يخططون منذ تم الإعلان عن زيارة السيسى إلى برلين لإفساد هذه الزيارة واستغلالها، سواء عبر تنظيم مظاهرات احتجاج أمام المطار أو أمام مقر إقامته، أو عبر تأليب الصحافة الألمانية وبعض المنظمات الحقوقية على الرئيس عبر علاقاتهم الممتدة والمتشعبة، ولا تهويل هنا فى الحديث عن علاقات الإخوان المتشعبة فى ألمانيا لأن الوجود الإخوانى هناك تاريخى، ألمانيا هى البلد الذى احتضن التنظيم الدولى للإخوان المسلمين من خلال المركز الإسلامى العالمى فى هامبرج، وبالمناسبة كان من أسسه هو محمد مهدى عاكف فى ثمانينيات القرن الماضى، ووفقًا لبعض التقديرات فإن هذا التجمع يضم عددا كبيرا من السوريين والأتراك يشكلون كتلة إخوانية قوامها حوالى 200 ألف فرد، ومن المنتظر أن يوقد تحركاتهم «المجمع الإسلامى فى ألمانيا» خاصة أن رئيسه «سمير الفالح» ينتمى للجماعة، والفالح جاء لرئاسة المجمع الخطير بعد رحيل إبراهيم الزيات، القيادى المعروف بالتنظيم الدولى، المؤشرات الأولى تقول بأن المجمع تولى المسؤولية مبكرا عبر إرسال عبارات احتجاج إلى كل الهيئات الألمانية ضد الزيارة، بالإضافة إلى قيامه بالتنسيق مع مها عزام، أستاذة العلوم السياسية ورئيسة ما يسمى بالمجلس الثورى المصرى، الذى سافر مجموعة من أعضائه، هم جمال حشمت ومحيى حامد ووليد شرابى لألمانيا لوضع خطط إفساد الزيارة.

قوة هذا التجمع الإسلامى الذى يعتبر غطاء جماعة الإخوان فى ألمانيا بدأت بعد ثورة 23 يوليو حينما بدأت قيادات التنظيم فى الهروب من مصر وكان على رأسهم سعيد رمضان الذى سافر إلى ألمانيا وفتح الباب لهجرة عدد من طلاب الإخوان للدراسة هناك، واستغل قرار حكومة ألمانيا الغربية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع البلدان التى اعترفت بألمانيا الشرقية الشيوعية، والتى كان من بينها مصر لفتح باب استضافة المزيد من اللاجئين المصريين والسوريين، وفى نهاية الخمسينيات وتحديدا 1958 أسس سعيد رمضان الجمعية الإسلامية فى ألمانيا وأصبحت واحدة من المنظمات الإسلامية الثلاث هناك، وترأسها من 1958 إلى 1968. وخلف سعيد رمضان فى رئاسة جمعية المسلمين فى ألمانيا الباكستانى «فازل يازدانى» حتى تولية غالب همت من عام 1973 - 2002، وهو سورى الجنسية وأحد مؤسسى بنك التقوى مع يوسف القرضاوى ويوسف ندا، وخلف غالب إبراهيم الزيات، الذى أحدث طفرة جعلت من المركز الإسلامى فى ميونخ أحد مقرات الإخوان المسلمين الأوروبية منذ تأسيسه، واندرج تحت مظلته مراكز إسلامية من أكثر من ثلاثين مدينة ألمانية، وتكمن القوة الحقيقية للجمعية اليوم فى تنسيقها مع وإشرافها على عدد من المنظمات الشبابية والطلابية الإسلامية فى ألمانيا، وهنا تكمن خطورة الزيات الذى وضع ملف الشباب على رأس الأولويات وركز على الجيل الثانى من المسلمين الألمان، والزيات هو عامل الربط بين ما هو إخوانى وما هو تركى، فهو ابن لإمام مصرى كان خطيبا فى مسجد ماربورج وأم ألمانية ومتزوج من صبيحة أربكان بنت أخت نجم الدين أربكان، وبعد وصول إبراهيم الزيات إلى رئاسة «التجمع»، أدرك أهمية التركيز على الشباب «الجيل الثانى من المسلمين الألمان»، وأطلق حملات تجنيد للشباب المسلم فى المنظمات الإسلامية، إلا أن تقريرا لشرطة ميكينهايم عن الزيّات يكشف عن علاقته الخطيرة بمنظمات مختلفة، كما تربط شرطة ميكينهايم الزيات بـ«المعهد الأوروبى للعلوم الإنسانية»، وهو معهد فرنسى يُعدّ أئمة أوروبيين، وفيه يُلقى العديد من رجال الدين المتطرفين محاضراتهم.


موضوعات متعلقة..



- السيسى فى مقر المستشارية الألمانية للمرة الأولى الأربعاء.. الرئيس يلتقى "يواخيم جاوك" ويشهد توقيع اتفاقيات لتلبية ثلث احتياجات مصر من الطاقة.. ويلتقى رجال أعمال ألمان.. وزعيم الكتلة البرلمانية










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 8

عدد الردود 0

بواسطة:

قاهر الفئران

الرئيس عبدالفتاح السيسى لديه القدرة على اكتساب ثقة واعجاب قادة العالم بصدقه ووطنيته

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد توفيق

عادي

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سعد

مكر الله

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed

طز فى الاخوان

عدد الردود 0

بواسطة:

hamzaali

هذا المقال وامثاله يجب ان يترجم وينشر فى المانيا

عدد الردود 0

بواسطة:

عماد الشواربي

الله مع السيسي و يجعل في كل خطوه في زيارته الى المانيا نصرا جديدا للمصريين

عدد الردود 0

بواسطة:

عمرو

لو الإعلام المصري محايد لما إحتاج الإخوان للذهاب إلى الإعلام الغربي

عدد الردود 0

بواسطة:

الى عبدالمرشد رقم 7

ما هذا الغباء الاخوان اصلا عملاء للغرب من ايام الانجليز واولادهم معاهم جنسية امريكية من زمان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة