أحمد التايب يكتب: الشباب المتسكعون

السبت، 30 مايو 2015 04:19 م
أحمد التايب يكتب: الشباب المتسكعون صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشباب هم سلاح الأمة، ومن خلالهم يمكننا مواجهة أى عدوان وبهم النهوض بالأمة الإسلامية والعربية، فمن المعروف أن الشباب هم طوق النجاة الذى إذا تمسكنا به نجونا، وإذا تركناه هلكنا، حيث ظهرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة سلبية تهدد المجتمع، وهى تسكع بعض الشباب فى الشوارع وانحرافهم الأخلاقى، فما أحوجنا جميعاً إلى وقفة مع النفس لنرى ونتدبر فى أسباب تلك الظاهرة السلبية والنظر فى إمكانية معالجتها .

إن لتلك الظاهرة أسبابا كثيرة؛ فعلى سبيل المثال تأثر معظم الشباب بالتقاليد والعادات الغربية من خلال شاشات التلفاز أو الإنترنت واستخدام الإنترنت فيما يضرهم، رغم أنه بمثابة مكتبة مفتوحة للثقافة يستطيعون البحث من خلاله عن أى معلومة، وبكل سهولة وفى وقت قصير.. والأفلام والبرامج الأجنبية على الفضائيات التى يتأثر الشباب بسلوك غريبة فيتعلمون البعد على الحق والهداية ومحاولة تقليد شباب الغرب ظنا أنهم حصلوا على قمة التقدم .

وكذلك ظهرت فى السنوات الأخيرة، كما لاحظناه فى وسائل الإعلام ـ العديد من حوادث المعاكسة والتحرش والاغتصاب بسبب وجود وقت فراغ لديهم لا يستغلونه إلا فى تلك الأفعال البشعة وقيامهم بتعاطى المخدرات، وهى العامل الأساسى فى ذهاب عقولهم وفعل هذه الجرائم.

والمشاحنات والمشاجرات والبلطجة كل الوقت وحرمان ساكنى الشوارع والمارة فى الطريق من أخذ حقهم فى الراحة نظراً لما يسببه الشباب من الضوضاء والمضايقات طول الوقت وخلق عداوات بين سكان المناطق قد تدوم لفترات طويلة ينتج عنها جرائم .

فلابد أن نريح المارة وعدم الجلوس فى الطرقات.. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إياكم والجلوس فى الطرقات" فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، فقال: "فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه" قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال: "غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر".

ومن مظاهر ذلك أيضاً تخريب الشباب لبعض حوائط المنشآت الحكومية والخاصة وتشويهها بالكتابات والألوان، والقيام بالتخريب والجلوس على سيارات وممتلكات الناس بدون وعى، كذلك قيام الشباب بتشغيل الأغانى بأصوات عالية تسبب إزعاج السكان وتسبب التلوث السمعى مما يؤثر على المجتمع تأثيراً سلبياً حيث لا يستطيع الناس التركيز فى عملهم ويجعلهم فى حالة من التوتر الدائم .

ومن مظاهر انحراف الشباب الأخلاقى أيضاً خداع البنات على الإنترنت وبرامج الدردشة حيث يعطون معلومات غير حقيقية عن أنفسهم حتى يأخذوا المعلومات التى يريدونها منهم ثم يسيئون إلى سمعتهم ويلحقون بهم الأذى والضرر، والسبيل إلى الحد من هذه الظاهرة عديدة مثل: وجوب قيام الآباء والأمهات بتوجيه أبنائهم إلى الطريق الصحيح وتقديم النصائح إليهم التى تفيدهم فى حياتهم حتى لا تأتى لهم من أناس غير أهل للنصيحة. وكذلك يجب على المرء أن يبحث عن صديق ذى خبرة ليقتدى به ويتخلق بأخلاقه فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم {المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل} وكذلك يجب على الإعلام أن يقوم بتوعية الشباب ويعلمهم ما يجب عليهم فعله فى أوقات فراغهم لأن الشباب فى هذه الأجيال يتأثرون بالتلفاز ووسائل الإعلام . وأيضاً يجب على الشباب أن يجد ما يستثمر به وقت فراغه مثل القراءة ولإطلاع والتصفح على الإنترنت للبحث عن المعلومات النافعة وأن تقوم جهات مختصة للبحث عن الشباب العاطل وتدر له مشروع صغير ليشغله عن فراغه لبناء مستقبله .

وفى النهاية أدعو الله أن تتحقق تلك السبل للحد من التسكع وانحراف الشباب ومعالجة هذا الأمر.. فهم أمل الأمة والسبيل الوحيد إلى تقدم الأمم وتفوقها على بقية الأمم .








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة