وأكد الدكتور أنور مغيث على أن "ثلاثية جليبرى" عمل أدبى مهم، خاصة أنه يغطى فترة محورية من تاريخ مصر الحديث والمعاصر، وأن الكاتبة عاصرت تلك الأحداث بسبب زواجها من المفكر والمناضل إسماعيل صبرى.
وأضاف مغيث، الرواية تتميز بالتعرض للسياسة بشكل غير مباشر من خلال تفاصيل الحياة اليومية بأسلوب أدبى يعكس نبض الشارع المصرى بداية من عصر الملك، مرورا بعبد الناصر، والسادات.
وقال الدكتور خيرى دومة، إن كتاب "ثلاثية جليبرى" فى مجملة يعكس أزمة هوية طاحنة، تدركها الرواية وتعبر عنها بوضوح ودون حسابات أو مواربة، خاصة أن كتابة السيرة الذاتية فى جوهرها لون من ألوان استعادة الماضى فى محاولة للبحث عن الهوية، ولون من بلورة هذه الهوية وصياغتها، أو هى لون من الدفاع عن هوية ما.
وأضاف دومة، أن الكتاب يطرح سؤالا ضمنيا يستحق التأمل، وهو "من الذى يملك حق صياغة هوية وطن كمصر؟ وحق التعبير عن هذه الهوية؟ هل هم الغالبية الساحقة من أبناء الفقراء المصريين الذين لا يملكون قوت يومهم؟، وربما لا يعرفون القراءة والكتابة ولا يملكون قدرة التعبير عن هذة الهوية، أم هم الأقلية المعزولة من أبناء الأغنياء الذين يعيشون على هامش الهوية المصرية؟.
"ثلاثية جليبرى" هى سيرة ذاتية من ثلاثة أجزاء تأتى بعنوان "حدائق الزمن الماضى، رحلة السجون، من موت لاَخر" وجليبرى أفلاطون مؤلفة هذا الكتاب، هى أخت الفنانة التشكيلية الكبيرة إنجى أفلاطون، وزوجة المناضل والاقتصادى المعروف إسماعيل صبرى عبد الله، وهى كاتبة مصرية تكتب بالفرنسية، كما كتبت قصصًا ومقالات متنوعة فى الصحافة الفرنسية والفرانكفونية. وتعتبر هذه الثلاثية بحق وصف دقيق للتاريخ الاجتماعى لمصر الحديثة، والتحولات التى عرفتها بعد ثورة يوليو، من تراجع الأرستقراطية القديمة وظهور الأغنياء الجدد، والخوف من الشعب ومن الديمقراطية، وانتشار النزعات الاستهلاكية بجوار تشدد ليس للدين بل لشكلياته، وتحالف البيروقراطية، ومجتمع العقاب بجميع أدواته، وتدريجيًا تحول المجتمع الذى ولد من ثورة يوليو 1952 إلى مجتمع تسوده المصالح ويحكمه" أمن الدولة".
موضوعات متعلقة..
الشاعر علاء عيسى يصدر ديوانه السابع تحت عنوان "الشعر اللى ما يصيبشى يدوش"