محمد خالد السباعى يكتب: ليس بالمال وحده يحيا الإنسان

السبت، 16 مايو 2015 10:08 ص
محمد خالد السباعى يكتب: ليس بالمال وحده يحيا الإنسان صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المال.. هى الأوراق التى نقشت عليها رسوم وكتابات لتتحكم فى مصير البشر وتكون عند البعض غاية لا وسيلة لتحقيق الغايات.

المادة.. تعاسة الإنسان فى كل العصور، التفكير المرير وعمل الحسابات الجبرية العظيمة قبل اتخاذ قرار واحد لشراء أى شىء تكاد تشعر أن المال ليس فقط هذا الوحش الذى يتحكم بحياتك، بل هو أيضا السيد الذى يفرض قوانينه وذوقه طبقا للمقدار الذى تحتويه منه، والرهبة التى تجعلك شحيحا تجاه المال، خصوصا أنه أتى إليك بعد مشقة وعناء ولكن مهلا.. ظهر اتجاه جديد فى الآونة الخيرة ينبذ المادية بكل أنواعها ما جعل لهذا الاتجاه تابعين كثر لأنه جاء بدلائل موجودة فعلا، مثلا.. أن المال يستطيع شراء ملايين الأسرّة لكنه لا يستطيع أن يشترى نوما هنيئا مدته ساعة واحدة، وإن المال من الممكن أن يكون كافيا لشراء الطعام لكن لا يجلب لك النفس الطيبة لأكله، وبوسع المال أيضا أن يأتى بأنواع التسلية على اختلافها من كل صوب واتجاه لكنه لا يستطيع أن يرسم بسمة واحدة على شفتيك، وأخيرا مثال أكثر من رائع فى الحكايات والأساطير، وهو أن المال بوسعه أن يشترى المنزل، لكن لا يستطيع أن يحيطك بالأمان الذى تحتاجه، والذى من الممكن أن تجده فى حضن من تحب، أصدقهم جميعا بل إنى أؤمن بهم لكن الوقت التى تتحدث فيه عن سرير وبيت وتسلية وطعام يدل على أنك وعلى الأقل جربت منهم ما شئت أو حتى جربتهم لمرة واحدة، لكن البعض لم يشعر قط بدفء المنزل لكى يشعر بدفء حاضنه لم يفكر فى التسلية لأن عقله توقف عن التفكير بسبب خواء معدته التى لم تذق الطعام الحسن من قبل، أما بالنسبة للسرير فلا أعتقد أن بعض الفقراء قد فكروا يوما ما مدى اختلاف السرير عن الأرض التى ينامون عليها.

لا أقلل من فكر الاتجاه لأنى من أنصاره، لكنى لوهلة فكرت لو أننى مكان هؤلاء، من يعانون أقسى أنواع الفقر، لو أنى لا أملك قلما حتى أكتب ما أفكر به، بل أننى لا أملك مناخى هذا لكتابة مقال كهذا.

إن المال وما نملك من أشياء كثيرة فى حياتنا لن يتغلب عن الرضا، عن نظرة فخر تجاه شخص تحبه حقق شىء لأجلك عن حب عن حضن تجد فيه راحتك وسكونك، لكننا نعيش واقعا وهو أن المال يحكم ويتكلم ويقود فى معظم الأحيان كما يقول الغرب، لكن ما إن تمعنت النظر جيدا ستجد أن كل من امتلك المال مر بلحظات معنوية جعلت منه يستطيع أن ينظر للمادة بصورة أخرى، جعلها وسيلة لراحته ولم يجعل غايته جمعها.

لن أقول إن المال هو مجرد أوراق وأنه بلا أهمية، لكن الإنسان خلق من أجل المعنويات لا الماديات، فمنذ بداية خلقنا وحكمة خلق حواء من ضلع آدم لتكون سنده ومعه دائما، وعفو يوسف عن أهله، حتى إصرارك لتأليف كتاب أو شغفك لإخراج فيلم، أو حتى عن وقوف إيفا براون بجانب هتلر، كل هذا جعل منا بشرا نستحق أن نخلق ونرضى خالقنا، فسحقا للمادة ولتحيا فطرة الإنسان ولننتظر جيلا جديدا يسخر المادة دائما للتمتع بمعنوياته وحريتها.












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة