خلال لقائه بطلاب أكاديمية الفنون للسينما..

نَصِير شَمة: لا يوجد مبدع بلا ذائقة موسيقية

الجمعة، 23 أبريل 2010 01:20 م
نَصِير شَمة: لا يوجد مبدع بلا ذائقة موسيقية الموسيقار العراقى نصير شمة
كتب بلال رمضان - تصوير سامى وهيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الموسيقار العراقى نصير شمة على أنه لا يمكن لأى شخص أن يكون مبدعًا حقيقًا وليس لديه أدنى معرفة ذائقية بالموسيقى، مشيرًا إلى أن للموسيقى أبعادا ثلاثية هامة، لا يمكن لمتذوقها ألا تؤثر فيه، فهناك بعد ينعكس على الملامح، وبعد على الفكر، وآخر ينعكس على الروح، مضيفًا "أن هذا التوزان الذى تخلقه الموسيقى ينعكس على شىء فيما بعد، فأنا أعرف المبدع الذى لا يتذوق الموسيقى من وجهه، وبدون أن يتحدث، ولدينا الكثير من المبدعين الكبار عندما يتحدثون عن أعمالهم نتمنى لو أننا لم نسمع لهم".
جاء ذلك خلال اللقاء الطلابى، الذى عقد بأكاديمية الفنون للسينما، ضمن فعاليات الموسم الثقافى، فى الثانية ظهرًا، بقاعة المؤتمرات، وتحدث فيه نصير شمة عن الموسيقى التصويرية فى السينما، وأدار اللقاء الناقد الموسيقى إيهاب صبرى.
وعن الموسيقى التصويرية، قال شمة "بدأت كتابة الموسيقة التصويرية للأفلام وأنا طالب فى معهد الدراسات النغمية فى بغداد، وكان أول شىء كتبته فى عام 1984، فهناك مخرج مسرحى اسمه عزيز خيوم، هو من اكتشف أثناء تقديمى للعروض المسرحية أن القطعة الموسيقية التى أقدمها تحتوى على صورة مشهدية، فأخذنى إلى المسرح، وأنا فى الحقيقة أعشق المسرح جدًا، وكتبت أكثر من أربعين عملا للمسرح الجاد، وبعد ذلك دخلت على الفيلم الوثائقى، وكانت أحداث العراق التى مرت منذ الثمانينيات إلى الآن، عبارة عن مفرخ للأفلام الوثائقية؛ ولقد ألفت مقطوعات موسيقية لأكثر من تسعين بالمائة لهذه الأفلام، ولقد أعطانى الفيلم الوثائقى فرصة كبيرة للتعامل مع الصورة؛ ولذلك لأن الموسيقى لها فعل أكبر مساحة من السينما فى هذه الأفلام، وجزء كبير من هذه الأفلام حصل على العديد من الجوائز، وفى الحقيقة أنا أحب الأفلام الوثائقية أكثر.
وتابع شمة "عندما تعاملت مع الكثيرين من المخرجين فى العالم، اكتشفت أن وعى المخرج بالموسيقى ضعيف جدًا، ومن الصعب أن يتعامل مؤلف الموسيقى مع مخرج جاهل بالموسيقى، وهذا الجانب ليس من الكماليات ولا يغتفر، فلابد أن يكون للمخرج إلمام بكل مكملات المشهد وتقنيات الموسيقى، وكلما اتسعت معرفة المخرج بالموسيقى كلما اتسعت رؤيته للمشهد.
وأشار شمة "شاركتُ فى لجان تحكيم مهرجانات سينمائية دولية، مثل روتردام، ومهرجان البحر الأبيض المتوسط، وكانت معى مديرة مهرجان بروكسل الدولى، وكان معى مخرج مغربى كبير، والفنانة المصرية بوسى، واكتشفنا فى هذه المهرجانات أن كثيرا جدًا من المخرجين الكبار أصحاب الأسماء الكبيرة، يرتكبون أخطاءً بديهية تضحك، كنا نسأل من أين جاء هذا المخرج؟ وأين تعلم؟ فكنا نعى أن هذا المخرج توفرت له عناصر الإنتاج المحلية، وكتب عنه الأصدقاء بمحبةٍ ولكن بمجرد أن تخرج أفلامه للمهرجانات الدولية ينكشف أمره، ويخفت نجمه، فأعطينا الجائزة لطفل فى فيلم عربى، حتى لا يقال إن نصير شمة وبوسى لم يمنحا الجائزة لأحد".
ودعا شمة الطلاب بالقراءة وبالفن التشكيلى، والاستماع إلى الموسيقى يوميًا، ولمدة عشرين دقيقة، بشرط أن تكون هذه الموسيقى قد أثبتت بقائها عبر العصور، مثل الموسيقى الكلاسيكية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة