حســام الأطيـر يكتب: حكـاية عـم يـونس

الجمعة، 01 مايو 2015 02:00 م
حســام الأطيـر يكتب: حكـاية عـم يـونس صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عـم يونس راجل مصرى غلبـان، مـاهو أصل كـل المصريين غلابـه، مش كلهم يعنـى الصـراحـة، لأن فيه كمـان ديـابة، لكـن عـم يـونس كـان من الغلابـة، عـايش يـومـه بيومـه، لا شـاغـل بـاله ببكره، ولا بيفكـر فى بعده، لمـا يطلع النهـار يقول يـا فتاح يـا عليم يـا رزاق يـا كـريم، ابسطها يابـاسط، كـان بيقف بعربية فـول، أهـو بيجرى على أكـل عيشه، وعنده خمس عيـال، مـاشاء الله لا حـول ولا قـوة، كبيرتهم فـاطمه، وساكنين فى أوضتين، هتقولى إزاى؟؟ . هقولك معرفش بس أهى عيشه والسلام، مش هقولكم طبعـًا بيأكلهم إيه ومنين!

ولا اللحمة بيشوفها كم مرة فى الشهر! شهر إيه قـاصدى فى السنة! لكن عم يونس لا عمـره حلم بقصـر ولا جـاه، ولا حلم إنه يصيف فى السـاحـل أو شـرم، دا حتى يمكن مايسمعش عنهم، ولا حتى فى التليفزيون، طبعـًا وهـو اللى زى عم يـونس فـاضى يتفرج على تليفزيونـات !!!! كـل اللى كـان عـايزه وبيتمناه من ربنـا، إنـه يربى عيـاله بالحلال، ويشوفهم متعلمين، ويفرح بكل واحد فيهم ويطّمن عليهم قبـل مـايقـابـل وجـه كريم.

من عربية الفـول إتعلمت فـاطمه وإخوتها الأربعـة، فاطمة دخلت تمريض علشان تخلص بدرى وتطلع تشتغل علطول، وتساعـد أبوهـا الغلبان وأمها الشقيانة فى تربية أخواتها التانيين، بس فـاطمه كبرت وإحلوت وخطابها كتروا، وعـم يـونس غلبان لا حيلته قيـراط ولا فـدان، وفـاطمة عـايزه تتجهز، وهيجيب منين فلوس الجهاز؟!، لكن عـم يونس سابها على الله وقصد بـاب الكريم اللى عمره ماقفـل بـابه فى وش عبـاده، إستلف قرشين من هنا على قرشين من هنا، على مساعـدة من ولاد الحلال، على قرض صغير من البنك، وربنـا سترها وفـاطمه إتجوزت، بس بعد ماإتقطم وسط أبوهـا وأمها، لكن فـرحة الضنى غالية، وبتهون معـاهـا أى حـاجه، وبدأت الديّـانة تدق عالبيبان، وعم يونس ملتزم بتسديد القرض كل شهر، وعربية الفول، هتعمل إيه ولا إيه ولا إيه، كلام فى سركم دى مابتأكلش عيش حـاف فى الغلا اللى إحنا فيه .
كبـر عـم يونس والصحة مبقتش مساعداه وزادت عليه الديـون والهموم، مابين 4 عيـال وأمهم عايزين يـاكلوا كـل يـوم، دا غير إيجـار القوضتين اللى سـاكن فيهم، أه ماهو انا نسيت أقولكم إن القوضتين اللى سـاترين عم يونس وعياله ( إيجار )، يعنى الراجل هيلاحقها منين ولا مين، دا حتى مراته اللى كانت بتساعده فى شوية الفول اللى بيسرح بيهم الصبح، بقيت مريضة سكـر وضغط وقلب وحاجات تانية كتير، وكـل يـوم والتانى محجوزة فى المستشفى، وطبعـًا مستشفى حكومى، يعنى لا رعـاية ولا اهتمام ولا أى حاجة، ومصاريـف العلاج كترت ولسه فى بنات عايزه تتجوز، وعيال تـانيه ماكملتش تعليمها، والناس اللى ليها فلوس عنده لو صبـرت يوم ولا اتنين مش هتصبـر التـالت، ماهو الحال من بعضه وكله حالته تعبانه واللى لـه قرش فى الزمـان دا عن حد مابيسكتش عليه.

بذمتكم واحد زى عم يونس بظـروفـه دى، لمـا يكون عايش فى وسط مجتمع فيه رجـال أعمال بتعمل حفلات عالفاضى وعالمليان بـالملايين، وفيه مرشحين بيصـرفـوا الملايين بـرضه على الدعاية الانتخابية، وفيه لاعيبة كـرة بيبقضوا بالملايين فى الشهـر وممثلين بتقبض بالملايين فى مسلسل واحد، الراجل لما يسمع عنه الكلام دا، إيـه ممكن يجرالوا؟

وكمـان أنا راضى ذمتكم واحد زيـه يفرق معاه فى إيـه الحزب الوطنى يتهد ولا مايتهدش.. ولا الممثلة الفلانية اتجوزت من الممثل الفلانى ولا دى إشـاعات!! او اللاعب الفلانى هينتقل للنادى العلانى ولا لأ!
بالمناسبة عـم يـونس راجل ملوش فى السياسة، زى اغلب المصريين، ولا يفـرق معاه فـلان أو عـلان أو الحزب الفلانى أو العلانى، والراجل طول عمره بيحب بلده رغم كل المرار اللى طافحه طول حيـاته، وعمره ماقال على بلده كلمة وحشه، لأنه راجل أصيل ويعرف الأصول كويس، بس كمان لازم حد يقدره، ويعوضه على المرار اللى شـافه.

على فكـرة ممكن حكاية عـم يـونس تكون افتراضية، لكنها واقعية فى نفس الوقت لأنها موجودة حوالينا فى كل حته، أيوة فى زى عـم يونس كتير جدًا، وماحدش سائل فيهم ولا مهتم بيهم، آن الأوان حـد ينصفهم ويعيشولهم يومين مرتاحين، مش كتير عليهم والله.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة