اعترافات جديدة لنجل بن لادن: الملا عمر كان يغار من أبى

الأحد، 18 أبريل 2010 08:01 م
اعترافات جديدة لنجل بن لادن: الملا عمر كان يغار من أبى صدر النسخة الفرنسية من كتاب "أسامة بن لادن.. خلفية عائلية"
كتبت ديرا موريس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر يوم الجمعة النسخة الفرنسية من كتاب "أسامة بن لادن.. خلفية عائلية" عن دار نشر Denoël، والذى يحوى شهادات نجوى زوجة بن لادن وابنه عمر، الذى رفضت دول "منطقة شنجن" منذ أيام منحه تأشيرة دخول إلى أراضيها، حيث كان يعتزم المشاركة فى حملة إطلاق الكتاب فى فرنسا، ويروى هذا الكتاب، الذى ساهمت فيه الصحفية الأمريكية جين ساسون، مراحل حياة العائلة منذ زواج أسامة بن لادن ونجوى فى 1974 بالسعودية، وحتى هروبها مع ابنها عمر من أفغانستان قبيل هجمات 11 سبتمبر 2001، حيث انقطعت علاقتهما به منذ ذلك الحين.

يقول الكتاب إنه على الرغم من الكم الهائل من المعلومات عن أنشطة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، إلا أننا فى النهاية لا نعرف إلا القليل جدا عن شخصيته. فقد عرف هذا الرجل الذى يبحث عنه العالم بأكمله كيف يخلق حول ذاته هالة من الغموض هى التى صنعت قوته وهيبته. ولكن لأول مرة، يرفع اثنان من أقاربه بشجاعة جزءا من النقاب الذى يخفى هذه الشخصية الغامضة، وهما نجوى بن لادن زوجته الأولى من بين خمس زوجات، وعمر ابنه الرابع.

يرسم هذا الكتاب صورة شخصية لأسامة بن لادن يصور فيها جانب الجهادى المتحمس فيه وجانب الأب الحريص على تربية أطفاله فى إطار الامتثال الصارم لقواعد الإسلام. إذ يصف عمر بن لادن التربية القاسية التى تلقها فى طفولته، والتى هى أبعد ما تكون عن صرامة التعليم التقليدى، ويروى صرامة وقسوة والده الذى كان يفرض على جميع أفراد أسرته تدريبات لتعليمهم إمكانية البقاء على قيد الحياة فى الصحراء، وحظر أى وسيلة من وسائل الراحة الحديثة باسم التقشف الدينى. كما يتحدث عن أتباع والده الذين هم على استعداد للموت من أجل قائدهم.

أما نجوى بن لادن، فتتذكر كيف تزوجت فى الخامسة عشرة من عمرها، وتتحدث عن سنوات العزلة التى عاشتها مع أبنائها الإحدى عشر. وكيف عانت كل العائلة من انحراف مسار أسامة بن لادن، حين انتقلت النساء والأطفال من الإقامة فى الفيلات السعودية الفاخرة إلى ضواحى الخرطوم، ومنها إلى المعسكرات فى أفغانستان، وكيف حولت سلسلة الهجمات والعمليات الانتقامية حياتهم إلى عذاب.

وتتشابك ذكريات عمر ونجوى بن لادن خلال سطور هذا الكتاب ليحكوا حياتهم اليومية فى تلك الفترة، حتى أتت اللحظة التى استشعروا فيها وقوع خطر محدق، فتمكنوا من الفرار من أفغانستان قبل هجمات 11 سبتمبر 2001. وانقطعت علاقتهم بأسامة بن لادن منذ ذلك الوقت.

وفى حوار أجرته معه مجلة "الاكسبرس" الفرنسية، وسألته خلاله إذا كان قد أصبح من الصعب عليه أن يحمل اليوم اسم عائلة "بن لادن"، يجيب عمر أن هذا الأمر يجعل أحيانا حياته معقدة، إذ أن أنشطة والده كثيرا ما تثير ردود فعل سلبية، وخصوصا فى البلدان الغربية. ولكن فى المملكة العربية السعودية، فإن اسم عائلة بن لادن يستدعى أيضا فى الأذهان صورة جده، الذى كان رجلا ذكيا جدا وساهم فى بناء ذلك البلد.

كما سألت "الاكسبرس" عمر بن لادن، الذى ترك المدرسة فى سن 12 عاما وتعرض فى وقت مبكر لمظاهر الكراهية، لماذا لم يتحول إلى متطرف على الرغم من أن والده قد أراده أن يسلك نفس مساره. وأجاب عمر أنه منذ صغره كان يهوى ركوب الخيل والاستماع إلى الموسيقى، وإنه لا يعرف إيذاء غيره من البشر ولا حتى الحيوانات، "فإننا جميعا مخلوقات الله، وقد جعلنا مختلفين عن بعضنا البعض" كما يقول.

وعما إذا كان والده قد طلب منه حمل السلاح، يروى عمر أن أسامة بن لادن "لم يكن من نوع الرجال الذين يستجدون أى شىء، حتى من أقرب أفراد أسرته". ولكنه كان قد أخبر ابنه أنه سيكون خليفته وكان يريد له أن يشاركه رؤيته للعالم. وفى أفغانستان، لم يكن يخفى رغبته فى أن يذهب أبناؤه إلى المسجد ويشاركون فى الجهاد.

وحول ذكرياته عن هجمات أغسطس 1998 المتزامنة والتى ضربت سفارتى الولايات المتحدة فى أفريقيا، وتسببت فى مقتل أكثر من 200 شخصا، يروى عمر أنه كان فى أفغانستان آنذاك، وأن أخبار الهجمات كانت تٌستقبل بفرحة. كما أن والده قد أخذ أبناءه ورجاله بعد وقت قصير على مرورها بعيدا عن معسكرات التدريب وأنهم عاشوا لمدة شهر تقريبا فى أحد المنازل التى تعتبر آمنة.

وعن رد فعل الملا عمر، الزعيم الروحى لحركة طالبان التى كانت تهيمن على أفغانستان فى ذلك الوقت، يشير عمر بن لادن إلى أن والده والملا عمر لم يكونا بهذا التقارب الذى صورته وسائل الإعلام. فقد كان الملا عمر يشعر بانزعاج من وجود بن لادن، كما أنه قد طلب منه مغادرة البلاد. إلا أن بن لادن أقنعه بالانتظار لمدة عام حتى يتمكن هو ورجاله من ترتيب أمر مغادرتهم. وبعد ذلك، ومع مرور الشهور، هدأت العلاقة بين الرجلين.

أما عن هجمات 11 سبتمبر، يقول عمر بن لادن بأنه لم يستطع التصديق فى البداية أن والده كان وراء هذا الهجوم ضد الولايات المتحدة. إلا أن الشريط الذى أعلن فيه عن مسؤوليته عن تلك التفجيرات هو الذى أقنعه بذلك بعدها بشهور. ولكن، بحسب ما يقول عمر، "على الرغم من أننى ما زلت آمل أحيانا ألا تكون لوالدى يد فى هذا الأمر، إلا أن دوره فى هذا الحادث ليس موضع شك. وأنا آسف لكل المعاناة التى عاشها الناس خلال هذا اليوم المأساوى".

هل عرضت الولايات المتحدة على عمر بن لادن حمايته، مقابل تقديمه معلومات عن والده؟ يجيب عمر أن عرضا من هذا القبيل قد طُرح عليه منذ بضع سنوات، ولكنه يجهل مكان والده، فهو لم يره منذ أوائل عام 2001. كما يؤكد عمر أن والده لن يسعى أبدا للاتصال به، فهو لا يضع ثقته سوى فى عدد قليل جدا من الناس.

وفى النهاية تسأله المجلة : هل مازالت تحب والدك حتى الآن؟ ويجيب عمر : "إذا رأيته اليوم، سأنظر إليه باعتباره والدى، وليس باعتباره شخص مكروه أو مصدر إعجاب لملايين من الناس.. فأنا أحبه كأب ولكننى لست راضيا عن أنشطته المسلحة".
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة