أحمد مصطفى الغـر يكتب : طوابير.. إلى اللانهاية

السبت، 17 أبريل 2010 07:54 م
 أحمد مصطفى الغـر يكتب : طوابير.. إلى اللانهاية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنها حقا ثقافة.. ثقافة اكتسبها الشعب من كثرة الوقوف أمام منافذ التوزيع،أو منافذ الخدمات الحكومية، أو منافذ المتاجر أو التسجيل ،أو منافذ استخراج أى أوراق رسمية، أو أى منافذ أخرى..

تعلمنا الوقوف فى الطابور منذ نعومة أظافرنا، و طوال مراحل التعليم الإبتدائى ثم الإعدادى ثم الثانوى، كنا نقف فى الطوابير، فى الجامعة ووقفنا فى الطوابير أيضا عند الإنتهاء من تسجيل أى شئ أو عند استخراج أى مستند، و أمام الخزنة أيضا( وحتى لا تسئ فهمى.. كنا نقف أمام الخزنة للدفع، وليس للصرف)، و فى الجيش نقف فى طوابير.. وعند دفع فاتورة التليفون نقف فى طوابير.

عند التقدم لوظيفة ستجد نفسك فى طابور أيضا.. هذا غير الطابور الذى اعتبره الأب الروحى للطوابير جميعا وربما سيظل أبديا أبا روحيا لها، وهو طابور رغيف العيش.. و إن هدأ صداها أحيانا، إلا أنه لا يأبه أن ينتهى أو يمحى من حياتنا، لأنه سيعود عاجلا أو آجلا.. و من آخر صيحات الطوابير ستجد طابور أنبوبة البوتاجاز، لأن هذا الطابور مكون من شقين، الشق الأول: وهم البشر ، والشق الثانى: وهى الأنابيب والتى تقف فى طابور متسلسل فى انتظار أحلامها بأخرى مملوءة بالغاز.

اذهب لاستخراج أى مستند رسمى من أى جهة حكومية ستجد الطوابير هى أول ما ينتظرك ، فتحتل مكانا فى إحدها وتنتظر الفرج حتى يأتى دورك.. يبدو أن الطوابير أصبحت إدمانا لدى البعض، فلم نعد نطيق أن نحيا بدون طوابير، بل إن الطوابير أصبحت سمة مميزة من سمات الوطن، وباتت جزءا لا يتجزأ من مظاهر الشارع المصرى.

و الآن.. هل يمكنك أنت أن تحيا بدون وجود الطوابير فى حياتك؟؟ بل هل يمكنك أن تشعر بالرضا والقناعة النفسية إذا ذهبت إلى أى مكان يتسم بالبيروقراطية والروتين وقمت بالانتهاء من الإجراءات دون أى تعقيد أو طوابير؟؟ .. بالطبع أنت تملك حق الإجابة،، ولكن مبدئيا لا أظن أنه يمكنك أن تحيا بدون الطوابير.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة