محمد الفيتورى عاشق إفريقيا الأخير.. فى النهاية صدقت شائعة موته

السبت، 25 أبريل 2015 09:28 ص
محمد الفيتورى عاشق إفريقيا الأخير.. فى النهاية صدقت شائعة موته الشاعر الراحل محمد الفيتورى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يا عاصف حيث تخطو
لشد ما أنت غاضب
تكاد تشهق رعبا
وأنت آت وذاهب
فى مدن من نحاس
وأمة من عجائب

أبريل يحب الشعراء أكثر من اللازم لذا يأخذهم معه، فللمرة الثانية فى أقل من أسبوع وبعد رحيل الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى، يقتنص شهر أبريل، فى جمعته الأخيرة، الشاعر الكبير محمد الفيتورى، وذلك عصر أمس الجمعة، بمستشفى الشيخ زايد بالعاصمة المغربية الرباط، عن عمر يناهز 85 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض.

وحكاية محمد الفيتورى مع الحياة والموت غريبة فالموت ظل يراوغه منذ زمن طويل، وربما هو أكثر شاعر طاردته شائعات الموت، فمنذ سنين عدة لا تخلو السنة من شائعة تتعلق برحيل محمد الفيتورى، حتى وصل الأمر فى أبريل 2012 إلى أن كتب فاروق شوشة "أنعى لكم الفيتورى" وبعض الشعراء والكُتّاب العرب ذهبوا إلى نظم المراثى فى بعض المواقع الإلكترونية دون التحقق من صحة المعلومة، وكان رد الفيتورى عليهم "شكرا لكل من تذكرنى".. وفى 30 ديسمبر 2013 تجددت الشائعات مرة أخرى وكانت قناة الميادين قد تناقلت خبر وفاته مما دفع أسرته للخروج لنفى هذه الشائعة.

وحكاية الفيتورى مع الحياة أغرب من حكايته مع الموت فشاعر إفريقيا الكبير الذى وهب نفسه وشعره لها، لم يعرف تحديدا تاريخ ميلاده هل هو 1930 أم 1936، ولم يخضع يوما لبلد واحد، حتى تقديمه فى الأمسيات الشعرية كان محيرا، فهو السودانى المصرى الليبي، ولد لأب سودانى من أصول ليبية وعاش فى إسكندرية مصر والتحق بكلية دار العلوم بالقاهرة، طرده جعفر النميرى من السودان 1974 وأسقط عنه الجنسية وفى ليبيا تم منحه جواز سفر ليبى وارتبط بعلاقة قوية بالعقيد معمر القذافى وبسقوط نظام القذافى سحبت منه السلطات الليبية الجديدة جواز السفر الليبى، فأقام بالمغرب وفى عام 2014، عادت الحكومة السودانية ومنحته جواز سفر دبلوماسى، كل شعوب هذه البلدان تحبه وكل أنظمتها المستبدة تكرهه، كم دولة أسقطت جنسيتها عنها وتركته فى ظن منها أنها ستكون نهايته، لكن لكونه "ابن أفريقيا" لم يجزع أبدا.. وكان يواصل الشعر والحياة.

ولعل أهم ما يميز شاعراً كبيراً كالفيتورى أن قارئه لا يستطيع أن يفرق فى شعره بين ما هو شخصى وقومى أو بين ما هو شخصى وعام، فهو يمزج دائما بين الاثنين، لأنهما ممتزجان بالفعل فى شخصيته، وللشاعر الكبير ضمن إنتاجه 4 مسرحيات منها اثنتان مكتوبتان نثراً هما: يوسف بن تاشفين، والشاعر واللعبة، ومسرحيتان شعريتان هما: أحزان أفريقيا (سولارا) وثورة عمر المختار، إضافة إلى 12 ديوان شعر نشرت فى ثلاث مجموعات شعرية: الأولى والثانية فى لبنان، والثالثة فى القاهرة وهى: أغانى أفريقيا (28 قصيدة) وعاشق من أفريقيا (30 قصيدة) واذكرينى يا أفريقيا (18 قصيدة) وسقوط دبشليم (وهى قصيدة طويلة مؤلفة من 30 مقطعاً) والبطل والثورة والمشنقة (15 قصيدة) وابتسمى حتى تمر الخيل (15 قصيدة) وأقوال شاهد إثبات (12 قصيدة) ومعزوفة لدرويش متجول (14 قصيدة) ويأتى العاشقون إليك (17 قصيدة) وقوس الليل قوس النهار (38 قصيدة) وأغصان الليل عليك (11 قصيدة). وقد حصل الفيتورى على عدد من الأوسمة والجوائز منها وسام الفاتح العظيم من الدرجة الأولى من ليبيا ووسام التقدير الأدبى من العراق والوسام الذهبى للعلوم والآداب من السودان وجائزة كفافيس للشعر العربى.


موضوعات متعلقة..


وفاة الشاعر السودانى محمد الفيتورى بعد صراع مع المرض









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة