شيخ الأزهر: لا يجب إطلاق مسمى الدولة الإسلامية على تنظيم "داعش" (تحديث)

الإثنين، 20 أبريل 2015 10:54 ص
شيخ الأزهر: لا يجب إطلاق مسمى الدولة الإسلامية على تنظيم "داعش" (تحديث) الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أنه لا يجب إطلاق مسمَّى "الدولة الإسلامية" على تنظيم "داعش" الإرهابى، لأنه لا توجد دولة إسلامية بهذا المعنى، وإنما توجد دول إسلامية.

كما أكد الإمام الأكبر، أن زعم "داعش" إنشاء دولة للخلافة الإسلامية لا يتفق مع وجهة نظر الأزهر الشريف الذى يرى أن كل دولة - حسب الاتفاقيات الدولية - لها حدود مائية وجوية، وعلى أرض الواقع يستحيل إقامة دولة إسلامية تضم جميع الدول الإسلامية، اللهم إلا إذا كان هناك اتحاد يضم مجموعة الدول الإسلامية، على غرار الاتحاد الأوروبى.

وأوضح الإمام الأكبر - فى حديثه مع التليفزيون الألمانى ونقله بيان لمشيخة الأزهر اليوم الاثنين - أن مؤسسة الأزهر الشريف تعلم طلابها أن الإسلام لا يمكن أن ينتشر أو يسود بالسلاح، وأن الإسلام دين ينتشر بالحجة والمنطق والإقناع، وكان مَن أراد أن يدخل فى الإسلام فليدخل ومَنْ أراد أن يحتفظ بدينه فليحتفظ به، والحروب التى حدثت فى عهد النبى - صلى الله عليه وسلم - كانت لرد العدوان، وليس للهجوم والاستيلاء على أراضى الناس.

إضافة..


وشدد الطيب على أن الإسلام ما دخل أى بلدٍ بغرض الاستعمار أو فرض الدين كما يحدث الآن من الحركات المسلحة التى لا يقر الأزهر أعمالها الإجرامية، انطلاقا من أن الإسلام والقرآن والنبى - صلى الله عليه وسلم - لم يقر ذلك.

واتهم الإمام الأكبر - جهات معروفة - بأنها تقف خلف تشويه صورة الإسلام، وهذه الجهات مدعومة بأموال كثيرة تغرى أى إنسان لأن يقول فى الإسلام ما يشاءون.

وأضاف فضيلته أن الإسلام لا يُفرض بالسلاح ولا يُجبر أحدًا على الدخول فيه، وكلمة "جهاد" فى القرآن الكريم تطلق على القتال دفاعا عن النفس وعن الأرض والعقيدة والعرض، والدعوة إلى الإسلام لا تتم إلا من خلال طرقها التى خوطب بها النبى – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّمَ – فى قوله تعالى: ?ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ? النحل: 125، ففى الآية أمر للنبى – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّمَ – بألا يخرج فى دعوته عن إحدى الطرق الثلاث التى تتمثل فى الحكمة، والموعظة الحسنة، والجدال "الحوار" بالتى هى أحسن.

وأشار إلى أنه لا يمكن فرض عقيدة معينة على أحد، لأن الإسلام يعلم المسلمين أن العقائد لا تفرض، بدليل ما جاء فى القرآن الكريم من نحو قوله تعالى: (فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ) الكهف: 29، وقوله جلَّ وعلا: (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ)الغاشية:22.

وتابع فضيلته: أن تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية وراءه دعم دولى كبير، لخلق الفوضى فى المنطقة العربية وضَرْب استقرارها وتغيير جغرافيتها وحدودها وقلب الموازين فيها، مِن خلال توظيف داعش والحركات المسلحة للدين؛ لخدمة المخططات الاستعمارية الكبرى التى تسعى لخلق شرق أوسط جديد، فلو نظرنا إلى ما يحدث فى سوريا وما آل إليه الحال فى العراق واليمن وليبيا لوجدنا أن الفوضى الخلاقة التى تقف وراءها بعض الأنظمة العالمية قد تحققت على أرض الواقع للهيمنة على المنطقة.

وقال الإمام الأكبر أنا لا أتهم هذه الأنظمة، لأن هذا لم يعد خفيًّا على أحد، كما لم يعد استنباطا أو استنتاجاً فهناك كتب مؤلفة تتحدث عن ذلك صراحة، مشدِّدًا على أن الحركات المسلحة لا تشكل تحديا للأزهر الشريف، ولكنها تشكل تزييفًا لمنهج الإسلام الوسطى المعتدل، ولذلك فالأزهر بصدد الانتهاء من مرصد إعلامى باللغات الأجنبية المختلفة؛ لمتابعة ورصد ما ينشره تنظيم داعش والحركات المسلحة وترجمته وعرضه على فريق من العلماء الأزهريين المتخصصين للرد على ضلالاتهم ثم ترجمته وبثه فى موقع الأزهر الشريف، لتصحيح المفاهيم المغلوطة والزائفة التى ألصقت بالإسلام، والتى اعتمدت عليها تلك الجماعات.

وكشف الطيب عن بدء الأزهر النظر فى مناهجه بما يتواءم وتصحيح الأفكار الشاذة والمنحرفة التى لم تكن موجودة من قبل، حيث أدخل الأزهر فى المناهج دراسة مفاهيم الجهاد والحاكمية والتكفير والجاهلية، والتى تدرس لأكثر من 2 مليون ونصف طالب وطالبة فيما قبل التعليم الجامعى، ليكونوا على دراية بخروج هذه الجماعات عن الإسلام.

وأرجع الإمام الأكبر ظهور هذه الجماعات المسلحة إلى أسباب عديدة؛ منها: الإحباطات التى توالت على الشباب، والاحتلال الصهيونى لفلسطين، والتأخر الاقتصادى، والبطالة، واحتضان هذا الفكر فى الغرب بعد التضييق عليه فى بلدانهم بدعوى الحرية.

وأكد أن مصر تسير فى خطى ثابتة نحو اقتصاد أفضل، وخلق فرص عمل للشباب، ومؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى لهو أكبر دليل على اهتمام مصر بالاستثمار، بحيث تكون هناك فرص عمل كثيرة للشباب.

وتابع أن الأزهر والمسلمين أعلنوا للعالم كله مرارًا وتكرارًا أن الجماعات المسلحة التى تتبنى القتل والإحراق لا تمثل الإسلام ولا المسلمين، محذرًا من إلصاق هذه الأعمال الإجرامية بالإسلام والمسلمين، لأن العالم العربى كله الآن - وهو كتلة موحدة فى العالم الإسلامى - مجتمع على محاربة داعش والحركات المسلحة، مع أن العالم ليس كتلة واحدة فى التصدى للإرهاب، مشيرًا إلى أن مَن يعتقد أن داعش قد انفردت بالعالم العربى فاعتقاده غير صحيح، فالعالم العربى الآن بدأ فى التوحد، ولو أنه توحد وتجمع من تاريخ إنشاء جامعة الدول العربية، لكان للعرب الآن شأن آخر، وموقف آخر، مشددًا على أن العرب فى عاصفة الحزم لم يحملوا السلاح فى وجه الشيعة، وإنما حملوه ضد الخارجين على الشرعية الوطنية فى دولة اليمن، وذلك حين استغاث اليمن بالعالم العربى، فأغاثهم وتوحد معهم.

وأردف فضيلة الإمام الأكبر فى حديثه للتليفزيون الألمانى، أن تجديد الخطاب الدينى يعنى تجديد أساليب العرض وتقديم الأولويات، ونؤكد أن التجديد فرض إسلامى، لكن هناك تحديات جديدة لم نكن نعرفها قبل 20 سنة، والجميع لم يكن مستعدًّا لها، وقد كنا مهمومين بتحديات أخرى غير التى ظهرت فى هذه الأيام، ومن ثَمَّ فإننا نعمل على كافة المستويات لمواجهة هذه التحديات وقطعنا فيها شوطًا كبيرًا.

وأوضح الإمام الأكبر - فى ختام حديثه مع التليفزيون الألمانى -أن الأزهر يعمل بكل مؤسساته على مستويات عدة لتوعية الناس والشباب من خطورة الفكر الإرهابى والمتطرف، وهو - بالتعاون مع كل المعنيين بالتعليم - سوف يقوم بإعداد مقرر عام يدرس فى كل الجامعات والمعاهد والمدارس، يبين الفهم الخاطئ للنصوص من قبل الجماعات المتطرف والإرهابية.

وأكد أن الأزهر أدى دورًا بارزًا فى توحيد الصفوف عبر بياناته ووثائقه ومشاركته فى المؤتمرات الدولية، فعلى سبيل المثال عندنا مؤتمر فى أبو ظبى وآخر فى فلورنسا، والشهر القادم فى لندن، وحددنا من يذهب إلى الأمم المتحدة، فهذه كلها تحركات على أرض الواقع لإسماع صوت الأزهر للعالم أجمع، وخاصة العالم العربى.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة