محمد الدسوقى رشدى يكتب: مصنع رجال الكلية الحربية يتحدى إرهاب الإخوان.. فى كل طابور يهتفون طالعلك يا عدوى طالع.. طالعلك لو جبل النار.. طالعلك فارس مغوار

السبت، 18 أبريل 2015 02:32 م
محمد الدسوقى رشدى يكتب: مصنع رجال الكلية الحربية يتحدى إرهاب الإخوان.. فى كل طابور يهتفون طالعلك يا عدوى طالع.. طالعلك لو جبل النار.. طالعلك فارس مغوار طلاب الكلية الحربية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان صديقى يأتى فى كل إجازة شاكيا، من الحياة الصعبة، التدريبات الشاقة، ومن الحرمان، حرمان من الحياة الطبيعية التى تعيشها باقى المجموعة التى تخرج وتسهر وتلعب بينما هو بين أسوار كليته يتعلم أن يكون مقاتلا.

كانت شكوته تنتهى فى الدقيقة الأولى ثم تغلبه روحه، وحالته المعنوية التى يعاد تقويمها وترتيبها داخل كليته العسكرية، ويبدأ فى الحكى عن بعض القصص المضحكة التى تجمعه بزملائه وقادته، ثم يستفيض فى الحكى عن الالتزام، عن المقاتل الذى يريد أن يكونه، عن الطابور القاسى تدريبيا، الممتع معنويا، ثم تتلبسه الحالة تماما ويردد جزءا من هتافه اليومى فى الطابور قائلا: «طالعلك يا عدوى طالع.. طالعلك لو جبل النار.. طالعلك فارس مغوار».

ثم تبدو فى عينيه لمعة تصنعها دمعة تنتمى لتلك الدموع التى تراها قابعة فى عيون المشتاقين لأرض المعركة، كان صديقنا طالب الكلية العسكرية يحكى ويحكى عن قواعد كليته فتبدو لنا قاسية، بينما هو يحدثنا عنها برأس مرفوعة، كنا نشعر بأن شيئا بداخله تغير، كأن روحا تبدلت من شاب مستهتر إلى رجل كل تفكيره فى معركة ما قادمة تعوضه سنوات التدريب الشاقة.

بدا الأمر لى ونحن نحضر حفل تخرجه أنهم استبدلوه، أخذوه منا عودا أخضر، وأعادوه إلينا شجرة جذرها راسخ فى أرض يؤمن تماما بأن دمه وروحه سر ثباتها، ودرع حمايتها من أى زلزال قادم.

صديقى الآن يخدم فى أرض سيناء، يهاتفنى من هناك لأطمئن مع كل دفقة حماس فى صوته أن هذه أرض لا يمكن لأحدهم أن يلوثها طالما هو ومن معها حراس لها، وفى ليلة الحادث الإرهابى المجرم الذى طال طلاب الكلية الحربية فى كفر الشيخ، جاء صوته فى الهاتف مجروحا لأول مرة، وقبل السلام وقبل أى كلام كان ينشد قائلا: «وسالت مع النيل يوما دمانا لنبنى لمصر العلا والرخاء»، ثم غالبه البكاء وهو يخبرنى بأن ما حدث مع طلاب الكلية الحربية هو الغدر بعينه، عاد بذكرياته لأيام الكلية الحربية وقال ما هو أخطر: «الدم مش هو المشكلة، إحنا بنتربى فى الكلية الحربية نكون رجاله، بنعرف من اليوم الأول أننا نذرنا روحنا لله والوطن، هم لا يريدون أرواح طلاب الكلية الحربية هم بيخططوا يا محمد لما هو أبعد من كده، هم بيخططوا لاغتيال الروح المعنوية، سلاحنا الأكبر والأقوى، بس مش هيقدروا، عارف ليه؟! عشان إحنا بنتربى جوه الكلية دى نبقى رجالة، رجالة وبس، رجالة عارفة إنها فى أمان ليوم الدين لأن كل واحد فينا مستعد إنه يتشال على إيد زميله أو زميله يشيله، وكل واحد فينا عارف إن زميله مش هيسيب تاره ولو بعد حين».

تلك هى الحقيقة، فى البدء قال الإخوان الإرهابيون إن أزمتهم مع قادة الجيش الذين تحركوا لإزاحة مرسى، ثم قالوا إن أزمتهم مع كل ما هو عسكرى، ثم أعجزتهم قوة رجال الجيش، وأعجزهم صمودهم أمام عملياتهم الإرهابية الغادرة، وفشلت كل مخططاتهم الدموية سواء باختراع تلك الجماعات المتناثرة «بيت المقدس وأجناد مصر»، أو بنشر الشائعات عن حدوث انشقاقات فى الجيش، ثم انطلقوا فى مرحلة ثانية أكثر خسة بقتل المدنيين فى محاولة لزعزعة ثقة الناس فى قدرة رجال الأمن عن حمايتهم، ثم اتضحت وجوههم الحقيرة وعبروا عن رغبات مموليهم، وبدأ الإخوان فى الترويج لحملات تطلب من المصريين منع أبنائهم من التجنيد لحماية أرواحهم، ثم تبدلت ملامحهم البشرية بملامح الشيطان الذى يحركهم، بمطالبة الأهالى بمنع دخول أبنائهم إلى الكليات العسكرية حفاظا على حياتهم، ليتضح للجميع أن الهدف ليس مرسى ولا شرعيته، الهدف هو هدم الجيش المصرى، ولكن المصريين كعادتهم ردوا الإخوان ومن معهم خاسرين، وكان الرد واحدا بطرق مختلفة، العسكرية شرف، الجيش المصرى شرف، الاستشهاد فى سبيل الوطن شرف، أطفالنا وأبناؤنا هدية لحماية مصر وجيشها.

الإخوان وما يتدلى منهم من جماعات إرهابية لا تعرف معنى الشرف، لم تفهم رسالة المصريين فقرروا أن ينتقلوا إلى مستوى إجرامى أكثر انحطاطا ويستهدفون طلاب الكلية الحربية فى كفر الشيخ، فى عمل إرهابى يوضح لك أن أوجه التشابه بين الإخوان وجماعات الإرهاب واليهود قريبة إلى حد كبير فكلاهما لا يقاتل سوى من وراء جدار، وكلاهما لا يقاتل إلا بخطط الغدر، وكلاهما أجبن من أن يدخل مواجهة مباشرة.

انفجرت عبوات الإرهاب الناسفة فى مجموعة طلاب الكلية الحربية كانوا يستعدون للعودة إلى كليتهم، سقط شهيدان وتناثرت الملابس والدماء على الأرض وعلى باب الاستاد الرياضى، فى مشهد يتعدى وصف الألم.

ثم خرجت واحدة من الجماعات المتطرفة التابعة للإخوان، والتى يحتفى الإخوان بأعمالها وتهديداتها فى فضائياتهم ومواقعهم ويطلقون على شباب جماعة العقاب الثورى بأنهم ثوار مصر، لتعلن مسؤوليتها عن الحادث، وتكشف عن وجهها القبيح بالقول بأن العملية رسالة حتى يمنع المصريون أولادهم من دخول الكليات الحربية، هم إذن يريدون هدم الجيش من قواعده، ولكن أحدا لم يخبرهم بأن الطلاب فى الكليات الحربية ومن قبلهم أسرهم، قد عاهدوا الله والوطن منذ يومهم الأول على تقديم أرواحهم فداء لناس هذا الوطن وأرضه، فلا تزعجهم الدماء ولا تفزعهم الشهادة، هم التحقوا بتلك الكلية طلبا لها، وتعلموا فى طوابيرها وصفوفها، أنها المعنى الأسمى للحياة.

يحتاج الإخوان ومن معهم، أن يحضروا طابورا واحدا من طوابير الكليات العسكرية الصباحية، ليسمعوا الصوت وهو يعلو دائما، زئيرا جماعيا، دفقة واحدة، هتافا يربى بداخل أرواحهم جسارة ويزرع فى قلوبهم معنى واحدا تختصره العبارة الشهيرة إما النصر أو الشهيدة..: «طالعلك يا عدوى طالع.. طالعلك لو جبل النار.. طالعلك فارس مغوار».

ولذا آن الأوان للإخوان ومن معهم من جماعات الإرهاب أن يعلموا، أن سنة وراء الأخرى ستخرج دفعة عسكرية تحلقها الأخرى، ستخرج وفودا جديدا من الأبطال والشهداء، ضباطا يحملون فى قلوبهم رغبة فى الثأر، مقاتلون لم تهزهم من قديم الأزل محاولات الباب العالى لمنع تأسيس جيش وطنى قوى، ولم تمنعهم محاولات الاحتلال البريطانى من بناء جيش قوى، ولم ترهبهم أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر، ودحروه وقهروه مثلما سيدحرون أتباعه من الإخوان وجماعات الإرهاب فى المستقبل إن شاء الله.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

أبوحميد

الاستاذ/محمد الدشوقى رشدى هكذا تُبنى الامم العظيمة إستمر فى البناء ودعك من موضوعات التلاسن

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود على

الخيانة

عدد الردود 0

بواسطة:

adel

تضحية- فداء- مجد

عدد الردود 0

بواسطة:

أم عبد الرحمن

ولاد مصر طول عمرهم "رجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالة"

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

ربنا يديهم الصحه ويصبرنا

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

شكو كو الحزين

مصنع الرجال والأبطال

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة