محمد الدسوقى رشدى يكتب: الدروس المستفادة من موقعة تفجير البرجين فى مدينة الإنتاج الإعلامى.. مفيش أمن.. مفيش خطط بديلة.. مفيش معلومات.. فيه اختراق لوزارة الكهرباء.. الشعب يكره الفضائيات

الأربعاء، 15 أبريل 2015 09:31 ص
محمد الدسوقى رشدى يكتب: الدروس المستفادة من موقعة تفجير البرجين فى مدينة الإنتاج الإعلامى.. مفيش أمن.. مفيش خطط بديلة.. مفيش معلومات.. فيه اختراق لوزارة الكهرباء.. الشعب يكره الفضائيات آثار انفجار محول كهرباء مدينة الإنتاج الإعلامى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أفلام هوليود البوليسية يتفنن المؤلف والمخرج معا فى أن يمنحا اللص أو المجرم فرصة لأن يسبق الأمن دوما بخطوة حتى تستمر الإثارة..

السينما تتحمل هذا النوع من التفوق النسبى للمجرم أو الإرهابى، أما الواقع فلا، لأن خطوة واحدة لصالح جانب الشر تعنى المزيد من الخسائر البشرية والمادية والمزيد من تآكل الهيبة وتلاشى ثقة المواطن فى جهازه الأمنى.

فى مصر حيث الواقع أشد مرارة، تقول كل المعلومات المتوافرة وكل الحوادث الإرهابية الأخيرة، إن عصابات التطرف تسبق أجهزة الأمن بخطوات، ولهذا كان سهلا أن تتكرر حوادث التفجير فى سيناء بنفس الأسلوب ونفس الأدوات من كرم القواديس والكتيبة 101 إلى قسم ثالث العريش، وتنسخ بالكربون عمليات تفجير محولات وأبراج الكهرباء المغذية للمنشآت الحيوية بنفس نوع العبوات الناسفة وطريقة التفجير.

قبل ساعات من العملية الإرهابية التى أدت إلى انهيار برجى الكهرباء المسؤولون عن تغذية مدينة الإنتاج الإعلامى والنايل سات كانت المعلومات الواردة من أوراق التحقيقات الخاصة بانفجار قسم ثالث العريش تقول بأن أجهزة الأمن مخترقة وأن جماعة أنصار بيت المقدس نجحت فى فك شفرات اللاسلكى ومتابعة تحركات القوات، وأماكن تمركزها بشكل سهل عملية ضربها، وفى الثانية عشرة منتصف ليل الثلاثاء كان واضحا أن عصابات الإرهاب تملك من المعلومات عن تحركات القوات والأماكن المؤمنة وخطوط الكهرباء ما يمكنها من أن تتحكم فى وضع منشأة حيوية مثل مدينة الإنتاج الإعلامى، وتسبب هذه الفضيحة لدولة فى حجم مصر عبر إخراس أغلب وسائل إعلامها بـ8 قنابل تم زرعها أسفل أبراج الكهرباء المغذية لمدينة الإنتاج فى غيبة مريبة لأجهزة الأمن.
	قوات الأمن خلال انتقالها لموقع الحادث -اليوم السابع -4 -2015
قوات الأمن خلال انتقالها لموقع الحادث

كنت شاهد عيان منذ اللحظة الأولى، سمعنا أصوات التفجير، وساد الظلام فى المدينة بأكملها، لم يكن الأمر معتادا وفى ظل غياب الخطط البديلة والمعلومات كان الارتباك سيد الموقف، الدقائق الأولى، كنا نطرح فيها الأسئلة على مسؤولين الأمن فى المدينة ولا نأخذ إجابة، لا أحد يعرف شيئا.
المسؤولون عن مدينة الإنتاج يتكلمون عن عطل فنى، اجتهادات بعض رجال الأمن الخاصة بالمحطات الفضائية تقول إن تفجيرا ما حدث فى كابل الكهرباء الموجود بطريق الواحات، الاتصالات مع بعض رجال الشرطة لا نحصد منها سوى المزيد من إجابات.. «لسه هنشوف».
التليفزيون الرسمى للدولة يكذب على الجماهير ويقول لهم إن البث انقطع عن الفضائيات التى تبث من مدينة الإنتاج الإعلامى بسبب عطل فنى، السيد أسامة هيكل، رئيس المدينة، نفسه يدلى بتصريحات مغلوطة حول أن انقطاع البث سببه انفجار فى كابل الكهرباء.
المدينة مؤمن بالكامل، عن أى كابل يتحدثون؟!، مرت عشرون دقيقة ولا معلومة كاملة، ثم كانت المفاجأة، انقطاع البث لم يكن وليد عطل فنى ولا انفجارا فى محول أو كابل كهربائى، البث انقطع بسبب عمل إرهابى، مجموعة انفجارات متتالية سمع أصواتها السكان القريبون من المنطقة، وأكدها بعض عناصر الأمن الموجودة على أبواب المدينة الجامعية.
	آثار انفجار محول كهرباء مدينة الإنتاج الإعلامى -اليوم السابع -4 -2015
آثار انفجار محول كهرباء مدينة الإنتاج الإعلامى


الآن تبدو الأمور واضحة، الخطة الأمنية لتأمين واحدة من أهم المنشآت الحيوية فى مصر، مدينة الإنتاج الإعلامى، قاصرة لدرجة أنها تخيلت أو توهمت أن تأمين المدينة من الأعمال الإرهابية يقتصر على تأمين أسوارها وبواباتها وتفتيش سيارات الداخل والخارج، لا خطة تأمين لخطوط الكهرباء التى تغذى هذه المدينة بالحياة فقط، لأن الأبراج التى تفعل ذلك تبعد عن المدينة بحوالى 4 أو 5 كيلو مترات.
انطلقنا خلف سيارات الإطفاء، لنكون معها أول الواصلين إلى مكان التفجير، فقط أنا ومجموعة بسيطة من رجال الشرطة، تبعتنا مدرعة تابعة للقوات المسلحة، هنا فى تلك المنطقة الصحراوية القابعة خلف مدينة الإنتاج ومنطقة النايل سات، حيث الطريق أكثر ظلاما من الظلام نفسه، تستطيع أن تقول إنه مقطوع، وتستطيع من المعاينة الأولى أن تكتشف أن هذا الطريق الذى تعبره مجموعة من أبراج خطوط الضغط العالى الكهربائية المسؤولية عن تغذية مناطق مثل هضبة الأهرام ومنطقة هرم سيتى ومدينة الإنتاج الإعلامى لا تؤمنه دورية شرطة واحدة ولا يتحكم فيه كمين واحد، منطقة خلفية مهملة مثل باقى المناطق الخلفية فى مصر.
تفجير برجى كهرباء بمحيط
تفجير برجى كهرباء بمحيط "الإنتاج الإعلامى"

كان واضحا للعيان أن الكارثة كبيرة، خطوط الضغط العالى تتدلى عبر الطريق الذى يخترق الصحراء الموحشة والمظلمة وتكاد تلامس الأرض، ويبدو البرج الموجود يسار الطريق مائلا منكسا، بينما البرج الآخر الموجود يمين الطريق نائما محتضنا الأرض، اتخذت القوات الموجود كافة الإجراءات لإغلاق الطريق، وكان الجميع فى انتظار خبراء المفرقعات.
	قوات الحماية المدنية تدفع بسيارتها لمحيط حادث انفجار برجى كهرباء بالإنتاج الإعلامى -اليوم السابع -4 -2015
قوات الحماية المدنية تدفع بسيارتها لمحيط حادث انفجار برجى كهرباء بالإنتاج الإعلامى


رجال المفرقعات كانوا أحلى من فى هذا المشهد المرتبك والعبثى، كانوا رجالا بحق وصلوا بسرعة، وتحركوا سريعا وقاموا بمساعدة الكلاب بتمشيط المنطقة، وتوغلوا فى الصحراء المظلمة، ليكتشفوا أن عملية التفجير حدثت بنفس الطريقة المعتادة، أسفل كل برج زرع الإرهابيون 4 قنابل الواحدة فيها تزن 5 كيلو جرامات، أى 8 قنابل بوزن 40 كيلو جرامات، تم إعدادها لإصابة مدينة الإنتاج الإعلامى بشلل تام، اكتشف خبراء المفرقعات أن ثلاثة قنابل من أصل أربعة فى كل برج انفجرت وأدت إلى انهيار البرج، وتبقت عبوة ناسفة أسفل كل برج لم تنفجر بعد، تحركوا سريعا وقاموا بنقل العبوتين إلى الأسفلت بعيدا عن باقى الأبراج الكهربائية، وبدأت عملية التفكيك سريعا وتمت بنجاح وكان لصوت تفكيك القنبلة الثانية وقعا مخيفا يجعلك تؤمن أن أبطال المفرقعات يستحقون منك كل تحية.
	آثار انفجار برجى الكهرباء بمدينة الإنتاج الإعلامى -اليوم السابع -4 -2015
آثار انفجار برجى الكهرباء بمدينة الإنتاج الإعلامى

توافدت القيادات الأمنية على المكان، رجال المباحث بدأوا فى تمشيط المنطقة وعمليات التحرى، اتخذ بعضهم ركنا فى سيارة يحلل شيئا ما كان موجودا فى القنبلة ربما يكون شريحة الموبايل التى يتم من خلالها عادة التفجير، ثم وصل مدير الأمن وبدأ يستمع لشرح حول الموقف، رفض الإدلاء بتصريحات، استمع لتقييم الموقف من ناحية الكيفية التى سيتم من خلالها إعادة التيار الكهربائى لمدينة الإنتاج، ثم انصرف من الموقع وبدأت بعض العصبية تظهر على وجوه بعض من الضباط، وبدأ أحدهم فى الصراخ لمنع كاميرات التليفزيون من التصوير وكان له ما أراد.
فى المدينة كان الوضع كما هو ظلام دامس ومحاولات فضائية للاستعانة بمولدات الكهرباء، على الأبواب تتوافد سيارات نقل فى تمام الساعة الثالثة بعضها يحمل مولدات كهربائية تابعة لوزارة الكهرباء وبعضها تابع لشركات خاصة، وبدأت الحياة تعود تدريجيا للمدينة، ومع عودتها كان من الضرورى أن نقف لنتأمل الدرس المستفاد من موقعة تفجير البرجين.
	أحد الأبراج التى تم تفجيرها على يد إرهابيين -اليوم السابع -4 -2015
أحد الأبراج التى تم تفجيرها على يد إرهابيين

1 - الارتباك كان سيد الموقف، والارتباك لا تلده سوى بيئة تفتقد للمعلومة والخطط البديلة.
2 - طريق مهم هو الظهير الجغرافى هو الحد الجنوبى للنايل سات ومدينة الإنتاج الإعلامى، وبخلاف ذلك يضم مجموعة أبراج الضغط العالى الكهربائية المسؤولة عن تغذية هذه المنشآت الحيوية، ومع ذلك هو مظلم تماما وغير مؤمن بالكامل.
3 - الإخوة فى التليفزيون المصرى مصممون على أن يظهروا بنفس الصورة أمام الشعب المصرى، مضللين ولا يمنحون الناس المعلومة الصحيحة بدليل مسارعتهم، بالتأكيد على أن ما حدث سببه عطل فنى.

4 - اختراق أجهزة الدولة المختلفة والخيانة هما عدوا هذا الوطن الرئيسى، لأن تفجير هذين البرجين تحديدا من بين عشرات الأبراج الكهربائية فى نفس المكان والمنطقة، وتحديد أن البرجين هما المسؤولان عن تغذية مدينة الإنتاج الإعلامى، يعنى أن وزارة الكهرباء بداخليها من يمول الإرهابيين بخرائط واضحة للمعلومات، خاصة وأن المسافة بين البرجين اللذين تم تفجيرهما تتجاوز 15 مترا.
5 - الإرهابى الذى وجد الوقت لزراعة 8 قنابل حول برجين المسافة بينهم حوالى 150 مترا وبينها طريق به حارتان من المؤكد أن ذاكر المنطقة جيدا، وكان فى راحة ويشعر بالأمان لغياب الأمن وهو يقوم بجريمته.
6 - الفضيحة الأكبر أن منشأة بأهمية مدينة الإنتاج الإعلامى لا تملك خططا بديلة للتعامل مع الطوارئ، فلا خطا كهربائيا بديلا ولا مولدات جاهزة بداخلها تسعفها وقت الكارثة.
7 - ضباط المفرقعات يستحقون كل التحية والكثير من الإشادة على احترافيتهم وسرعته وتعاملهم الواثق مع الموقف، ورغم كل الملاحظات يبدو الدعم واجبا لكل رجال الشرطة فى حربهم ضد الإرهاب.
8 - وأخيرا وربما يكون الدرس الأهم من هذه الحادثة والذى يحتاج إلى تأمل ومذاكرة من العاملين فى صناعة الميديا بمصر هو ضرورة دراسة حالة الفرحة التى انتابت المصريين مع انقطاع بث الفضائيات، وحديث الناس على أنهم سيرتاحون كثيرا من تضليل الإعلام وأداؤه السيئ، هذه فرحة تحتاج من صناع الإعلام فى مصر إلى تأمل، وسعى للإجابة على سؤال هام يقول لماذا يكره الناس الإعلام؟، وكيف يمكن معالجة الأمر؟!


موضوعات متعلقة:


وزير الكهرباء: انقطاع التيار عن مدينة الإنتاج الإعلامى مرة أخرى أمر وارد

مشادة بين خالد صلاح ورئيس الإنتاج الإعلامى.. وأسامة هيكل: "ماليش دعوة"

انقطاع الكهرباء عن مدينة الإنتاج الإعلامى

خالد صلاح: الخطة الأمنية "التافهة" سبب تفجيرات أبراج "الإنتاج الإعلامى"

بالفيديو.. خالد صلاح من ظلام مدينة الإنتاج الإعلامى: ليه بنغرق فى شبر ميه

"الداخلية": عثرنا على 7 شرائح محمول فى محيط تفجيرات أمس بالإنتاج الإعلامى

الكهرباء: نعمل على إعادة التيار لمدينة الإنتاج الإعلامى

نايل سات: لم نتأثر بانقطاع الكهرباء عن مدينة الإنتاج الإعلامى

غرفة صناعة الإعلام تستغيث بمحلب لحل أزمة انقطاع الكهرباء عن "الإنتاج الإعلامى"


عودة البث لبعض القنوات الفضائية من مدينة الإنتاج عقب عودة الكهرباء

وزير الكهرباء: الوصلة المؤقتة ربما تكون سبب انقطاع الكهرباء عن مدينة الإنتاج

"الكهرباء":إصلاح العطل المتسبب فى انقطاع التيار الكهربائى بمدينة الإنتاج










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

sayedfarrag

دولة بحاجة إلى دولة

عدد الردود 0

بواسطة:

سلامه

خمسون دقيقة اعلانات وعشرة دقائق برامج في الساعة الواحدة

عدد الردود 0

بواسطة:

مصراوي

مدينه الانتاج الاعلامي ؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

siham

اهمالنا هو سبب فشلنا

عدد الردود 0

بواسطة:

amr rasheed _ greece

هذا هو الطريق لاعاده هيبه الدوله

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

تحليل رائع.......والان متى يستئصل الورم الخبيث بجسد الدولة المصرية؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد

الاحتباس

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود مرسي

أفضل ما جاء بالمقال

عدد الردود 0

بواسطة:

الاسيوطى

وآسفاه

وآســــــــفــــــــــاااااااااااااااه

عدد الردود 0

بواسطة:

حسن عبد الغفار

الضرب تحت الحزام

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة