بالفيديو.. المحافظات تودع شهداء العريش.. بنى سويف تشيع مجندين أحدهما أصيب مرتين ووالدته ترفض ارتداء "الأسود".. وأسرته: "الإخوانى اللى يقرب من الجنازة هانموته".. وهتافات بالشرقية ضد "الإرهابية"

وسط حالة من الحزن الشديد شيعت المحافظات اليوم جنازات شهدائها ضحايا العملية الإرهابية الأخيرة بالعريش أمس، فيما ظهرت بقوة الأصوات المطالبة بالقصاص للشهداء من أعداء الوطن.

بكاء ومطالبة بالقصاص

فى الشرقية شيع الآلاف من أبناء قرية صبيح التابعة لمركز ههيا، جثمان المجند "ناجى حسن الشهيدى "21 سنة، فى جنازة عسكرية، إلى مثواه الأخير. وسط بكاء حار من أشقاء الشهيد وأصدقائه الذين طالبوا بالقصاص من الإرهابيين الخونة أعداء الوطن.




وكان المجند قد استشهد أمس فى الهجوم الإرهابى على 3 أكمنة أمنية بطريق العريش، فيما أصيب 2 من أبناء المحافظة وهما "أحمد محمد نصر" مجند 22 سنة، و"عبد المنعم السمرى" 22 سنة، يقيمان بمحافظة الشرقية، مصابين بشظايا متفرقة بالجسم، وتم نقلهما للمستشفى العسكرى بالعريش.

وفى المحافظة ذاتها أيضاً تم تشييع جثمان المجند "أحمد إسماعيل "فى جنازة عسكرية صباح اليوم بمسقط رأسه بقرية الأخيوة مركز الحسينية.

هتافات ضد الإخوان

تعالت الهتافات المعادية لجماعة الإخوان، من قبل أصدقاء المجند "ناجى حسن الشهيدى" 21 سنة، أثناء سيرهم بالجثمان لدفنه بمقابر قرية صبيح التابعة لمركز ههيا بمحافظة الشرقية.

وردد أصدقاء الشهيد هتافات منها "الإخوان أعداء الله.. لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله.. كلنا فداء مصر".

واحتسب والد الشهيد نجله عند الله من الشهداء، والمجند هو الابن الأصغر ولديه شقيق أكبر يعمل نجار مسلح وشقيقين، وتم تجنيده منذ 4 أشهر وكان فى إجازة 15 يوما وسافر بعدها، وآخر كلماته على حسابه الشخصى على الفيس بوك "الحياة حلوة".

سوهاج تنتظر أبناءها

فى سوهاج استقبلت قرية عرابة أبوعزيز بمركز شرطة المراغة وسط حالة من الحزن الذى خيم على الجميع جثمان الشهيد أبانوب جمال لمعى والذى استشهد أمس بكمين على طريق العريش.

واصطف أهالى القرية على الطريق لاستقبال جثمان الشهيد وسط هتافات الشهيد حبيب الله.

يذكر أن الشهيد من مواليد 94 حاصل على دبلوم والتحق بالخدمة العسكرية فور تخرجه وأمضى 15 شهرا، وهو الخامس فى أسرته، ووالده يعمل فلاحا ووالدته ربة منزل.




ومن جانبه أشار السلال أبوشوشه، أحد أهالى القرية، إلى أن الشهيد كان حسن الخلق دائم التعاون مع الجميع وقال: إننا تلقينا خبر وفاته ببالغ الحزن على يد الإرهاب الغاشم وإننا كمسلمين ومسيحيين نندد وبشدة بأى عمل إرهابى يقع على جنودنا من أبناء الوطن الواحد.

وبدأت صلاة الجنازة على جثمان الشهيد المجند اليشع فؤاد عطية، والذى استشهد جراء الحادث الارهابى بشمال سيناء أمس، وذلك بكنيسة مارى جرجس بسوهاج.

وترأس صلاة الجنازة الأنبا باخوم أسقف سوهاج والمنشاة والمراغة وسط صراخ والديه وأهالى منطقته بنجع أبو شجرة دائرة قسم أول سوهاج.

ومن جانب آخر وصل جثمان الشهيد أبانوب كمال إلى مسقط رأسه بقرية الغريزات بمركز المراغة وسيتم تشييع جنازته بعد قليل.

بنى سويف تشيع شهيدين

اتشحت محافظة بنى سويف اليوم بالسواد حزناً على فقدان اثنين من أبنائها فى الحادث الإرهابى الذى شهده الطريق الدولى العريش الشيخ زويد، فجر أمس، هما المجند "محمود طه على"، من قرية بلفيا التابعة لمركز بنى سويف، والمجند "محمد صابر"، من قرية قمن العروس التابعة لمركز الواسطى شمال المحافظة.




وردد الآلاف من الأهالى أثناء تشييع جنازة الشهيد محمود طه على بالمسجد الكبير بقرية بلفيا التابعة لمركز بنى سويف مرددين هتافات "لا إله إلا الله الإخوان أعداء الله , لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله.. الشعب يريد إعدام الإخوان" فى انتظار نظرة الوداع لابنهم البار صاحب الـ21 عاماً.

وعقب صلاة الجنازة خرج الآلاف من الأهالى فى جنازة مهيبة رافعين صور الشهيد ولافتات تطالب بالقصاص من الإخوان، ومكبرات صوت تطالب إخوان القرية بعدم المشاركة فى الجنازة وإلا سيقتلون.

صلاة الجنازة على الشهيد

وبثبات كبير يخفى خلفه ألما رهيبا تحدثت هبة أخت الشهيد وهى تصرخ فى كل سيدة تحاول البكاء على الشهيد قائلة "محدش يصوت على أخويا، كل يزغرد النهاردة يوم فرحة، النهاردة هيتزف على حوريات الجنة"، مضيفة "محمود كان حنين أوى على، كان بيقولى امشى فى الشارع ومتخفيش من حد , مش عشان إحنا بلطجية، لا ده عشان أنا بخاف على كل بنات بلدى".




وأشارت أخت الشهيد إلى أن أخيها كان يتبقى له شهران اثنان ويخرج من الجيش، وكان ينتظر خروجه ليتمم زواج أخيه الأكبر محمد.

أما والدة الشهيد فكانت تجلس فى المسجد المخصص للسيدات فى الدور الثانى بالمسجد الكبير، كانت جالسة على كرسى وترتدى جلبابا أزرق رافضة ارتداء السواد، وهى تصبرّ كل من كان يجلس معها قائلة "محدش يعيط ولا يصوت، كله ينادينى بأم الشهيد".




وأضافت والدة الشهيد، "يا ابنى أنا محظوظة إن دلوقتى بقيت مميزة عن بقية أهالى القرية، أنا اللى الناس هتشاور علىّ فى الشارع وتقول أم الشهيد اهى".




وقال محمد قرنى ابن عم الشهيد إنه أصيب مرتين قبل ذلك فى عمليات إرهابية، منها فى رمضان الماضى، حيث أصيب فى يديه، وأصيب بإعاقة فى أصبعه، إلا إنه رفض الهروب من الجيش وفضّل الاستمرار فى خدمة الوطن.




وفجر ربيع على، عم الشهيد، مفاجأة كبيرة عندما تحدث عن المعاناة التى وجدوها فى العثور على جثمان نجلهم، حيث إنهم لم يتم إبلاغهم باستشهاد ابنهم سوى من خلال اتصال تليفونى من أحد زملائه، ولم يتم إبلاغنا رسميا، قائلا، توجهنا نحو مطار ألماظة ولم نجده فرجعنا مرة أخرى إلى القرية، ولم يتم إبلاغنا سوى صباح اليوم بأن الشهيد موجود بقاعدة دنديل الجوية.

شهيد قمن العروس

كما شيع المئات من أهالى قرية قمن العروس، التابعة لمركز الواسطى شمال محافظة بنى سويف، جنازة الشهيد مجند محمد صابر جمعة على، 21 سنة، والذى راح ضحية هجوم إرهابى على أكمنة متفرقة بالطريق الدولى رفح العريش، بحضور العقيد محمد إبراهيم المستشار العسكرى بمحافظة بنى سويف، وبدوى النويشى، رئيس مجلس مدينة ومركز الواسطى، إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة بقرية ابويط، وسط صرخات وعويل النساء، وتكبيرات رجال القرية.




ويقول فتحى حامد علام، مدير مدرسة القرية، وأحد مدرسى الشهيد، أثناء دراسته قائلا "شاب بيؤدى واجبه بيدافع عن بلده وعن شعبه مسلمين وأقباط، ذنبه إيه يموت وفى دين مين اللى بيحصل ده، الشهيد كان سندا لأبيه اللى كان مستنيه ينهى فترة تجنيده بفارغ الصبر عشان يساعده فى تحمل مصاريف البيت وجواز إخواته البنات، أبوه راجل على باب الله، شغال سواق باليومية على سيارة، حرام ده ولا حلال اللى اتعمل فيه هوا واللى زيّه من الشباب دا، كلنا مع الرئيس السيسى ضد الإرهاب، ومستعدين للتضحية بأرواحنا وحياتنا من أجل الوطن.




ويقول صابر جمعة، والذى بدا متماسكا، الحمد لله ابنى شهيد عن الله راح ضحية الإرهاب، حسبى الله ونعم الوكيل فى كل إرهابى موّت ابنى أو وجه سلاحه ناحيته، ابنى حاصل على دبلوم تجارة، وكان يقضى مدة الخدمة كمجند، ولم يتبق على انتهاء مدة خدمته سوى ستة أشهر وتلقيت اتصالا هاتفيا من أحد زملائه بوفاته، ومعايا 2 تانى من الذكور غيره مستعد أقدمهما للجيش تانى ليأخذا حقه وحق زملائه ومش كتير على البلد التضحية بأولادنا.

ويضيف الحاج حمودة حسن جمعة، عم الشهيد، حال أسرة الشهيد ضعيف ومحتاجين اللى يساعدهم والشهيد كان عائلا لهم، وأبوه كان مستنى خروجه بفارغ الصبر عشان يساعده، أبوه عنده يوم شغل و10 لا ولا يمتلك قطعة أرض ومفيش غير المنزل اللى عايشين فيه، وعنده أربعة أبناء غيره، بنتين على وش جواز وولدين، أنا مش عارف هوا هيجهز بنته الكبيرة ميرفت إزاى، ربنا يعينه ويقدرنا على مساعدتهم جميعا.

بكاء أشقاء الشهيد

خروج الجثمان من المسجد