محمد أبو الفضل يكتب: ولا تبخسوا الناس أشياءهم

المسار السليم للإصلاح السياسى بالدولة هو التركيز على الأفعال الإيجابية وعدم هدم ما تم بناؤه وهو الذى يجعل الآخرين يقفون أمام تلك التصرفات باحترام ويمنعهم من الاعتداء على أى فعل إيجابى للآخر، لكن من المؤسف حقًا هو أن المشهد السياسى لا يمنح هذه الصورة الإنسانية بقدر ما يمنح صورة التدمير المتعمد لكل الإنجازات وهذا الأسلوب لا يلجأ إليه إلا الذين أصابهم الفشل وتوقفت حركة الإبداع والإنتاج لديهم لما هو أقوم وأفضل، الأمر الذى يجعلهم يمارسون تلك الممارسات غير الحضارية.

من يريد أن يؤسس أو يجدد البناء أو ينجز شيئًا جديدًا عليه الاعتراف واحترام الإنجازات المحققة على أرض الواقع وعدم التعدى عليها أو الإساءة إلى من قام بإنجازها، "ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين" وبهذا فقط يحدث الاحترام المتبادل والأعتراف المتبادل بما يمكن أن يتحقق على أرض الواقع من الإنجازات الذى يخلّد صاحبه فى صفحات المجد بحروف من نور ليترك بصمات واضحة فى حياة الناس يذكرونه بها ويثنون عليه الثناء الحسن ليتضاعف البناء ويختفى الهدم وينكسر معول التدمير الذى يسىء إلى الحضارة الإنسانية جمعاء.
إن المسار الغوغائى والأساليب المقززة التى تتعدى على التاريخ تعبر وبوضوح عن الهمجية البربرية والغوغائية والفشل الذريع الذى يلحق بكل من يعتدى على الشواهد التاريخية بسبب عجزه وعدم المقدرة على إنجاز الأفضل والأحسن، فالمسألة لا تحتاج لشىء أكثر من النية الصادقة والأستخدام الأمثل للموارد والمقومات المتاحة، ومهما كان ما أنجز بسيطًا إلا أنه سيعمل على خلق تفاعل إيجابي يحقق قبول شعبى يعزز الشرعية السياسية.

إننا ننصح الذين يعانون من العجز وعدم المقدرة على الإنجاز بضرورة المحاولة للأتجاه صوب الأفضل والأمثل فمن يريد أن يكسب ثقة الشعب فعليه أن يضيف شيئًا فعلى وإيجابى يتلمسه المواطنون فى بناء الدولة الجديدة، دولة النظام الديمقراطى والقانون وسيادة الدستور على كل الفئات، لأن إعادة بناء مصر وترميم البيت المصرى من الداخل هى الهم على أن مصر أكبر من كل الأحقاد، والهدف الأسمى الذى ينبغى أن ينشغل به الجميع.