د. تيسير أبو النصر تكتب: داخلية مصر الجديدة

الثلاثاء، 31 مارس 2015 06:06 م
د. تيسير أبو النصر تكتب: داخلية مصر الجديدة مجدى عبد الغفار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السيد الفاضل اللواء مجدى عبد الغفار وزير داخلية مصرنا الحبيبة
شاءت الأقدار أن تضعك فى موقع مسئولية خطير فى وقت من أصعب الأوقات وأن تكون مسئولاً عن أمن وطن يتعرض للهجوم من الداخل والخارج. كان الله فى عونك.

مسؤليتك أكبر من وقف جرائم الإرهاب قبل حدوثها وتعقب المجرمين بعدها. أنت الآن مسئول عن بناء “داخلية مصر الجديدة” بعد أن بدأنا طريق الاستقرار النسبى. الكل يطالب أن تصل الثورة إلى المساجد والإدارات الحكومية وكل ركن فى مصر حتى نعمل جميعًا على بناء “مصرنا الجديدة” وزارتك عمود هيكلى فى هذا الصرح الذى نحلم به جميعًا.

لا يخفى على أحد أن غضب الشارع ضد الداخلية كان الشرارة التى أشعلت ثورة ٢٥ يناير وأن وقوف الشرطة مع الشعب فى ٣٠ يونيو كان أحد أعمدة نجاحها.
لا يخفى على أحد أن التأخير فى فض رابعة كان قرارًا سياسيًا خاطئًا أدى إلى تبعيات سيئة للغاية وأنه لو كان تدريب الداخلية مختلفًا لكان، ربما، من الممكن الفض بخسائر أقل من البسطاء الذين استدرجوا للاعتصام بدون فهم.

كما أنه لا يخفى على أحد الثمن الرهيب الذى دفعته وتدفعه الداخلية يومًا بعد يوم فى مقابل الحفاظ على أمننا جميعًا والنجاح الذى حققته وتحققه فى تأمين البلد وإعادة هيبة الدولة.

مع عودة هيبة الشرطة وتضحياتها، عاد إلى الكثير تخوف حقيقى من عودة بطش داخلية ما قبل ٢٥ يناير لعدة أسباب:
١) تراكم أخطاء جسيمة من افراد فى الداخلية (شيماء وأتوبيس الترحيلات)
٢) سوء إدارة بعض العمليات الذى أدى لمقتل الكثيرين (استاد الدفاع الجوى)
٣) عدم حسم الشائعات المستمرة عن التعذيب فى السجون
٤) تعامل بعض أعضاء الشرطة مع المواطنين البسطاء ومع المتهمين فى الحبس بطرق مهينة.
كل هذا يعطيك كوزير جديد للداخلية فرصة تاريخية لأخذ الخطوة الأولى فى بناء “داخلية مصر الجديدة” فى لحظة فارقة ما زالت الشرطة تتمتع فيها بمساندة الشعب عرفانًا بتضحياتها وما زال الإحساس بالخطر دافع للتغاضى عن التجاوزات ومازلت شخصيًا غير مسئول عن التجاوزات المذكورة.

“داخلية مصر الجديدة” توفر لأفرادها كل الأدوات اللازمة التى تمكنهم أن يؤدوا واجبهم على أكمل وجه مع توفير الحماية التامة لهم قبل أن تطلب منهم التضحية بحياتهم.
“داخلية مصر الجديدة” تضمن للمواطنين المساواة فى تطبيق القانون وتطبيقه باحترام فى تعامل الشرطة معهم سواء كانوا مواطنين عابرين، مشتبه فيهم، متهمين أو حتى محبوسين قبل أن تطلب من المواطن احترام هيبة الشرطة وحماية ظهرها.
اللحظة فارقة وتنتظر شجاعة حقيقية للإعلان عن أخذ الخطوة الأولى على طريق بناء داخلية مصر الجديدة التى توازن مسئوليتها للمواطن مع مسئوليتها لأفرادها. هذا سيكون أعظم إنجاز لداخلية ما بعد ٢٥ يناير ولكن أنت شخصيًا. كان الله فى عونك.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة