فضيلة المفتى د. شوقى عبد الكريم علام يكتب: "وتعاونوا على البر والتقوى".. الحاجة للتعاون بين البشر ملحة وضرورية.. والتضامن بين دول العالم الإسلامى ضمانة لاستقرار المنطقة

السبت، 28 مارس 2015 09:00 ص
فضيلة المفتى د. شوقى عبد الكريم علام يكتب: "وتعاونوا على البر والتقوى".. الحاجة للتعاون بين البشر ملحة وضرورية.. والتضامن بين دول العالم الإسلامى ضمانة لاستقرار المنطقة فضيلة المفتى د. شوقى عبد الكريم علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد أوجبت الشريعة الإسلامية على الناس أن يجتمعوا فى المساجد خمس مرات، وفضلت صلاة الجماعة على صلاة الآحاد، لتأنس نفوسهم، وليحققوا قيمة التعاون التى أرسى قواعدها الشرع الحنيف، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، فهذا أمر للجميع بالتعاون على البر والتقوى، لأجل أن يعين الناس بعضهم بعضًا فى شؤون الحياة، ففى التقوى رضا الله، وفى البر رضا الناس، ففى اجتماعهما فى نفس المؤمن تتم سعادته، وتشمله نعم الله تعالى.

والتعاون والتضامن بين المسلمين وبين الدول يجعل منها بنيانًا واحدًا لا يمكن أن تؤثر فيه رياح الغدر، وإذا ما اشتكى فيه عضو تتداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، فقد روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الـمُؤْمِنُ لِلْـمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا»، أى كالجسد الواحد الذى ما إن يشتكى منه عضو حتى تتداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر، لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْـمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْـجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْـجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْـحُمَّى».

فهذا التعاون والتضامن يُعد من فطرة الإنسان التى فطرها الله عليها، فبه يحصل النجاح والفلاح، يقول ابن خلدون، رائد علم الاجتماع، فى مقدمته: «إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وركّبه على صورة لا يصلح حياتها ولا بقاؤها إلا بالغذاء، وهداه إلى التماسه بفطرته، وبما ركّب فيه من القدرة على تحصيله، إلا أن قدرة الواحد من البشر قاصرة عن تحصيل حاجته من ذلك الغذاء، غير موفية له بمادة حياته منه»، مما يجعل الحاجة إلى التعاون ملحة وضرورية، وما تسعى مصر إليه اليوم مع بقية الدول العربية عبر قمتهم العربية هو تحقيق هذا التعاون المثمر، فى وقت ضربت فيه المنطقة موجة من الإرهاب الأسود، والأفكار المتطرفة، والأزمات الاقتصادية، والفُرقة المميتة، وحاول أعداء الدين وأعداء الأوطان ضربها بأيدى أبنائها لتكون الضربة أشد إيلامًا وأكثر ضررًا، لكن اليقظة العربية والقيادات الحكيمة فى المنطقة وجّهت رسالة إلى هؤلاء مجتمعين أننا صف واحد وقوة واحدة ضد من يريد أن ينال من الأوطان والشعوب.

لذا فإن التعاون والتكافل والتضامن العربى والإسلامى تُعد دعامة أساسية فى دعم المنطقة بأكملها، مهما تعددت صوره من تآزر أو مشاركة فى سد الثغرات، أو تقديم العون، أو التصدى الأمنى لجماعات الإرهاب الأسود، أو الدعم الاقتصادى، فقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِى مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ؛ إِلاَّ خَذَلَهُ اللهُ فِى مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِى مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ؛ إِلاَّ نَصَرَهُ اللهُ فِى مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ»، وقال الفقهاء فى ذلك «إنهم قد شرعوا أنه يجب على كل مسلم محاولة دفع الضرر عن غيره، فيجب قطع الصلاة لإغاثة ملهوف وغريق وحريق، فينقذه من كل ما يُعرّضه للهلاك، فإن كان الشخص قادرًا على ذلك دون غيره فُرضت عليه الإغاثة فرض عين، أما إذا كان هناك مَن يقدر على ذلك، كان ذلك عليه فرض كفاية، وهذا لا خلاف فيه بين الفقهاء».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

حنان

المدينة المنورة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة