د.حسن صادق هيكل يكتب: مصر الماضى والحاضر والمستقبل

السبت، 28 مارس 2015 12:02 ص
د.حسن صادق هيكل يكتب:  مصر الماضى والحاضر والمستقبل الأقمار الصناعية أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الله سبحانه وتعالى قد خلق الأكوان والكواكب والسموات والأرض وما فيهن وما بينهن وسيرهن بعلمه وقدرته إلى أجل هو يعلمه، كما خلق الله تعالى الإنسان من عوالم الغيب والعدم والمجهول واللامحدود إلى عوالم الحياة واليقين والوجود والمحدود ثم أسكن الله تعالى الإنسان الأرض ليعمرها ويغرثها ويشيدها إلى أجل هو يعلمه، ثم قدر الله تعالى بعلمه وقدرته للإنسان أرزاقه ومسعاه ومحياه ومماته، ثم جعل الله تعالى من نسل الإنسان أمم وشعوب وقبائل مختلفين عرقياً وعقائدياً ولغوياً ليتعارفوا ويتكاملوا ويتحاورا فيما بينهم، ولو شاء الله تعالى لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين حتى يوم القيامة، ومن هذه الشعوب والقبائل والأمم والمجتمعات والقوميات والأعراق والطوائف والإيديولوجيات وغيرها منفردة أو متجمعة أو متحدة أو متألفة أو غيرها قد قامت وتأسست الدول والأقطار والإمارات والسلطانات والممالك والإمبراطوريات والإتحادات والمنظمات المحلية أو الإقليمية أو العالمية كما نراه الآن، فهناك جيوش وغزاة ومهاجرون قاموا باستعمار واحتلال واغتصاب أراضى وأوطان بعد تشريد وطمس هوية أهلها وسكانها الأصليين ثم زيفوا التاريخ وأسسوا دويلاتهم أو أقطاراهم أو أمبراطورياتهم المزعومة على رفات وأشلاء وأطلال تلك الشعوب والأمم ومن أشهرهم الولايات المتحدة الأمريكية التى أخفت وطمست وأبادت وجود هوية الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا من الخريطة العالمية وكذا إسرائيل التى زيفت جميع معالم فلسطين الإسلامية والعربية وحولتها إلى مدن عبرية وصهيونية ويهودية، وهناك أوطان ودول قد ألفت ووحدت وجمعت بين طوائفها وقومياتها وأعراقها فى نسيج الوطن الواحد كما هو الحال فى لبنان والعراق وسورية والسعودية وجميع الدول العربية وأكثر الدول الأفريقية والأسيوية والأوربية وغيرها، وفى مصر هناك شعب ووطن وأرض وتاريخ وجغرافيا وعقيدة وموقع قد توحدا جميعاً فى نسيج وشريان وجسد واحد حتى ساهم كل منهم فى بناء وتأسيس الآخر، فالوطن والأرض قد وحدت وأنبتت الشعب ووهبته الحياه ليكون أمة ودولة، والشعب والجيش قد قام بتأسيس وتشييد وبناء دولته حتى صار الشعب والدولة اسم واحد على مر التاريخ والأزمان وهذا هو شعب وأرض ودولة مصر التاريخية العربية الإسلامية الموحدة بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، من هنا فإن مصر الماضى هى الدولة العريقة والعتيقة الموحدة والمتماسكة والمترابطة والمتكاملة الهياكل والتكوين أرضاً ووطناً وجيشاً وشعب .










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة