فمنذ أيام رفضت هيئة موانى بورسعيد إعادة طرح مناقصة محطة الصب السائل الثانية بميناء شرق بورسعيد، والتى لم يتقدم لها سوى شركتين.. شركة فوباك الهولندية وشركة ثانية يساهم بها ويمثلها أسامة الشريف، وتم رفض عرض الشركة الهولندية فنيا، وبقى عرض شركة الشريف ورست عليها المناقصة، واعتمدت لجنة البت الفنى للمناقصة النتيجة بفوز شركة الشريف لعدم وجود عروض أخرى غير الشريف.. رافضة إعادة طرح المناقصة.. وهنا يقول المستشار عادل فرغلى، رئيس قسم التشريع السابق بمجلس الدولة ورئيس محكمة القضاء الإدارى الحالى: فى حالة عدم تقدم أكثر من عرض لمناقصة مشروع استثماراته بمليارات الجنيهات مثل هذا، فإن المصلحة العامة تقتضى إعادة طرح المناقصة، ولا يقدم رئيس لجنة البت الفنى على اعتماد نتيجتها إلا إذا كانت لديه مبررات قوية تجعله لا يعيد طرحها، مثل عدم وجود أمل فى تقدم عروض أخرى، أو أن الوقت لا يسمح له بإعادة الطرح.
وفى الوقت نفسه يؤكد المهندس عادل اللمعى، رئيس غرفة ملاحة بورسعيد، أن هذه المناقصة التى سحبت كراسة شروطها 17 شركة عالمية، كان يمكن أن تتقدم إليها عروض من شركات أخرى فى حالة إعادة طرحها، لكن يُسأل عن ذلك وزير النقل الذى قبل العرض الوحيد لأسامة الشريف، وهو ما رفض الدكتور أحمد سلطان قطب، مستشار وزير النقل لشئون الموانى، التعليق عليه.
وحصل الشريف على امتياز إنشاء وتشغيل محطة الصب السائل الثانية بميناء شرق بورسعيد على مساحة 500 ألف متر مربع لتخزين وتداول المنتجات البترولية وتموين السفن بالوقود دون مقابل.. فقط مقابل رسوم شهرية يدفعها لهيئة الموانى عن كل متر، وذلك بعد أن رست عليه المناقصة لينفذ المشروع بنظام الـ (B.O.T) لفترة 25 عاما، ومن المتوقع ضخ استثمارات به بقيمة 3.2 مليار جنيه.
وأرجع رئيس هيئة موانى سابق لـ«اليوم السابع» استعانة الشريف ببنك الاستثمار ووزارة البترول بجانب شركاته حتى تسهل له إجراءات التراخيص والقروض التى سوف يحتاجها أثناء تنفيذه للمشروع.
وأسامة الشريف خريج الأكاديمية العربية للنقل البحرى، وكان قبل عام 1999 مجرد مدير عام بشركة ملاحة تملكها شقيقته ليلى الشريف، وأصبحت استثماراته بميناءى العين السحنة وشرق بورسعيد تزيد على 10 مليارات جنيه. ووفقا للبلاغ الذى تقدم به القبطان محمد عصمت السادات للنائب العام وبحوزة «اليوم السابع» نسخة منه، فقد ساعده فى ذلك رجل الأعمال عمر طنطاوى، أمين الحزب الوطنى بالسويس، والذى سهل للشريف الحصول على عقود الامتياز لإنشاء وتشغيل مشروعات تقدر الاستثمارات بها بمليارات الجنيهات، وتوقيع عقودها بشكل مجحف للحكومة، وكان نتيجة ذلك أن ضاع عليها ملايين الجنيهات، وفقا لنص البلاغ.
وفى 9 فبراير 1999 منحت هيئة موانى البحر الأحمر أسامة الشريف امتياز إنشاء وإدارة واستغلال محطات الحاويات والبضائع العامة والصب الجاف بالحوض الأول لميناء شمال العين السخنة بنظام حق الانتفاع (B.O.T) لمدة 25 عاما، وكوّن شركة تنمية السخنة خصيصاً لذلك وحصلت على هذا الامتياز بالأمر المباشر، وفى فبراير 2008 قام ببيع 90 % من أسهم شركة تنمية السخنة المالكة للامتياز لمجموعة موانى دبى العالمية بقيمة 670 مليون دولار، بعدما كان حصل على هذا الامتياز بدون مقابل.. فقط مقابل رسوم يدفعها عن كل متر شهريا، ولم يدفع تلك الرسوم سوى ابتداء من عام 2002.
وتضمن العقد- الذى حصلت «اليوم السابع» على نسخة منه- العديد من البنود الاحتكارية والمجحفة لهيئة موانى البحر الأحمر.. ومن أجل تغيير بند احتكارى واحد بهذا العقد كان يعطى للشركة الأولوية فى استغلال جميع موانىأو محطات حاويات أو بضائع عامة أو صب أو أرصفة تخصصية فى ميناء العين السخنة أو فى أى موانى أخرى على البحر الأحمر متى قررت الهيئة العامة لموانى البحر الأحمر طرح عملية الاستغلال للغير.. وأسامة الشريف هو أيضاً صاحب امتياز محطة الصب السائل لتخزين المنتجات البترولية من خلال شركة سونكر التى يرأسها ويساهم بها، ويملك من خلال نفس الشركة نسبة تقرب من 10 % من أسهم شركة قناة السويس للحاويات التى تدير محطة حاويات ميناء شرق بورسعيد الأولى والثانية.
وينافس الشريف أيضاً، من خلال شركة سونكر، على إنشاء إدارة وتشغيل محطة للصب السائل بالحوض الثانى بميناء السخنة، التى طرحتها هيئة موانى البحر الأحمر فى أغسطس الماضى ضمن المخطط العام للميناء على مساحة 250 ألف متر مربع وطول الرصيف 240 مترا مربعا وبعمق 17 مترا.. وتتوقع مصادر أن يفوز الشريف بهذه المناقصة هى الأخرى.
