سيد عبد الغنى يكتب: التعليم الفنى "تروسه مكسورة" !

الأحد، 15 مارس 2015 08:11 ص
سيد عبد الغنى يكتب: التعليم الفنى "تروسه مكسورة" ! التعليم الفنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليم الفنى رغم أهميته القصوى للاقتصاد ولسوق العمل إلا إن "تروسه مكسورة"، فبينما تبنى الدول الصناعية الكبرى نهضتها على هذا النوع من التعليم ومنها من نسميها "نمورًا" اقتصادية، لأنها قفزت إلى الغنى والتقدم والرفاهية.. اعتمدوا على مهارات العامل المتوسط فى كوريا وتايوان وسنغافورة والصين والهند وماليزيا.. قبلهم كانت أمريكا واليابان وألمانيا والتى نقلت منها مصر تجربة لكنها لم تأخذ اهتماما القدر الكافى، والتى تمثلت فى مبادرة "كول" .

التعليم الفنى فى مصر.. بوضعه الحالى لا يهتم بمواكبة خريجيه للمتطلبات المهارية التى تتناسب مع الفرص المتاحة فى المصانع وسوق العمل بوجه عام، وذلك لوجود حالة انفصال بين قطاع التعليم والتدريب المهنى، والقطاعات التى توفر فرص العمل، بالإضافة أن تقويم البرامج يقوم به معلمون فقط ثم التركيز فى المقام الأول بالقواعد التعليمية النظرية تماما دون الاهتمام بقواعد الأداء العملى فى الورش والمصانع، بالإضافة إلى وجود معوقات فنية وإدارية ومالية تقف عائقا أمام تطوير التعليم الفنى.

وتأتى أهمية التعليم الفنى أنه المورد الأساسى والرئيس للعمالة الماهرة التى تتعامل مع الآلات الحديثة والتكنولوجيا التى تستوردها مصناعنا، كما أنه ألة لامتصاص البطالة وتوفير فرص العمل وفوق تلك فهو يمثل مصدرًا "لتصدير" منتجات جيدة للخارج، وأيضا "تصدير" العمالة المتخرجة منه للدول الأخرى، لكن الحال ليس هكذا الآن فالمعدات والآلات الموجودة ببعض المدارس عفى عليها الزمن وشرب! ... فهى معدات قديمة لا تواكب العصر.. أصبحت معدات بدائية لا تستطيع المنافسة ! والعامل الماهر نادر فهو كالسلعة ورجال الأعمال يبحثون عن السلعة الجيدة التى تحقق لهم زيادة فى الإنتاج بمواصفات جيدة والمدارس الصناعية خريجوها سلع غير جيدة لا ترقى لسوق العمل وتخصصات هذه المدارس لا يحتاجها السوق.

وهنا يطرح تساؤل.. كيف يدرب طالب على موتور سيارة موديل 1950 فى ظل تعامل الورش ومراكز الصيانة فى السوق مع سيارات موديل 2015!! يدرب الطالب فى المدارس على معدات وآلات قديمة فى مدارسنا ويخرج إلى سوق العمل غريبًا يرى أشياء مختلفة عن ما تعلمه بالمدارس! والأسباب تعود إلى إهمال التعليم الفنى خلال سنوات عديدة، فمعظم طلاب تلك النوعية من المدارس لا يجيدون الكتابة والقراءة وأغلبهم غير مؤهلين لسوق العمل، والكثير منهم لا يستطعون قراءة كتالوج المعدة ومواصفات تشغيلها المدون باللغة الإنجليزية فكيف يتعاملون مع الألة ؟.

مشكلة التعليم الفنى.. شائكة ومعقدة حيث لا يمكن لوزارة التعليم الفنى "الجديدة" حل المشكلة على إنقاض الوضع القائم، بل يجب تغيير المناهج وإعادة تأهيل المعلمين وتطوير ورش ومزارع المدارس الصناعية والزراعية وربطها بالبيئة وتحويلها إلى وحدات إنتاجية كذلك ربط سياسة التعليم الفنى باستراتيجيات خطوط التنمية فى مصر، بالإضافة إلى الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة ومن نظم التعليم فيها ويجب مشاركة الغرف التجارية والخدمية والهندسية والإنتاجية واتحاد الصناعات والجهات المسئولة عن التدريب المهنى .

التساؤل الأخير.. كيف يمكن أن تعد طلاب بمدارس التعليم الفنى ( صناعى وزراعى) لمواجهة تحديات اليوم والغد ؟.
والإجابة عن هذا التساؤل تعتمد على المجتمع وقدرة أفراده ومهارات وقدرات خريجى التعليم الفنى بما يتطلبه سوق العمل وفرص العمل المتاحة أمام الخريجين والمؤشرات التى تدل على تزايد نسبة البطالة بين خريجى هذه النوعية من التعليم، ويجب أيضا وضع معايير لمعلم التعليم الفنى واختيار العناصر المتميزة لعملية التوجيه واختيار العناصر المناسبة للإدارة المدرسية وتأهيلها، وإعادة تصميم البرامج التعليمية وربطها باحتياجات سوق العمل والاهتمام بالورش وتوفير المعدات والآلات وإنشاء صندوق للتدريب تساهم فيه الشركات.












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة