أسامة حراكى يكتب: حان وقت الحرية

الخميس، 05 مارس 2015 08:07 م
أسامة حراكى يكتب: حان وقت الحرية ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت "مخنوق" بفكرة ابتداء الرواية، وجاء "السباك" وأصلح حنفية الحمام وحنفية خيالى، وبدأ الماء يجرى كالحروف المتدفقة كنبع للكتابة الفوارة، كاتبًا روايتى على طريقتى أقود شخصياتها حيثما أريد......

كنت أحب الكتابة بالأقلام السوداء، حيث أشعر أننى أكحل بها عيون الورق الأبيض، كأننى أجمل هذه الوجوه البيضاء كالموت، وأعيد إليها شبابها ونضارتها، بكريمات الحروف، وأمسد وأدلك مشاعرها بزيوت الكلمات، وأعطرها بحبر الكتابة اليومية.

أحب الكتابة كنهر، كنبع فوار بعيدًا عن فوران الغرائز، ومنذ فترة لم أستخدم الورقة والقلم فى الكتابة، فالإلكترونيات سرقت من تفاصيلنا وغيرت من عاداتنا الجميلة الكثير، وزرعت بيننا وبين الأوراق والأقلام فجوة واسعة.

فكتاباتنا البعض ينتظرها، والبعض مدقق لغوى ينتظر زلاتنا، والبعض عدو متخفى يستفزنا وينتظر ردود فعلنا ليرمينا بخيانة الوطن والفسوق وربما الردة.

لكن حين نريد أن نكتب يتبخر الكلام وتتقلص الأفكار، وعندما نريد أن لا نكتب تمتلىء الجرار أمامنا بنفائس الأفكار والمفردات، وأحيانًا نكتب عن شىء نعتقد أنه بديهى وأننا جميعًا نتشارك فيه، ثم نجد من المحترفين من يقول لنا كيف غابت عنى هذه الفكرة.

أدرك جيدًا أن كثيرًا من الكتاب يمرون بما أمر به، ولكنهم يكابرون ولا يعترفون كما اعترف، والمتابع يستطيع أن يلمس معاناتهم من خلال كتاباتهم، فالكتابة مرآة الكاتب، ومهما حاول تلوين جُمله بشتى الألوان، لا بد أن يعلن عن نفسه فى جملة من جمله، أو أن يلجأ إلى اجترار أفكاره القديمة وإعادة تقديمها بثوب آخر.

أصبحت الساحة تعج بالأقلام الشابة الجميلة المتدفقة، التى تقدم أفكارًا جديدة وأساليب كثيرة من الأسماء القديمة، وهى التى يجب أن تتصدر المشهد الكتابى، وأن تنال فرصتها فى البروز، وهى الأولى بالرعاية والاهتمام من قبل الكتاب القدمى، ومن قبل منابر التعبير على حد سواء، نريد أن نرى جديداً باهراً لا قديماً معاداً، وأن نرى اقلاماً مبدعة تكتب للكتابة لا للمادة أو أمور أخرى.

أقفلت درج مكتبى ولكن لم يوقف ضجيج الأوراق، ولا الشخصيات الورقية التى كتبتهم، وهم يختنقون من الغبار فى كهوف الأدراج، كمخطوطات لها أشعار وقصص وحكايات حب، استلهمتها من امرأة غادرة ولم تغادرنى، فرحت أفتح كل الأدراج وأحرر الأوراق والشخصيات وأقول حان وقت الحرية وغدًا سيبدأ النشر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة