ويلقى نتانياهو اليوم خطابه المثير للجدل وسط غضب عارم من "الحزب الديموقراطى" الأمريكى لتصميمه عليه رغم معارضة البيت الأبيض، وأعلن نحو ربع أعضاء الكونجرس من الحزب الديموقراطى أنهم سيقاطعون الخطاب تعبيراً عن استيائهم من عدم تنسيقه مسبقاً مع "البيت الأبيض".
واشنطن تعتبر تطرقه للمفاوضات الإيرانية خيانة للثقة
وزعم مسئولون إسرائيليون مرافقون لنتانياهو فى زيارته لواشنطن أن الكثيرين فى الكونجرس لا يعرفون تفاصيل الاتفاق مع إيران، فردت الولايات المتحدة على لسان أكثر من مسئول على الفور بتحذير نتانياهو بشكل علنى، حيث قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش ارنتست: "إذا تطرق نتانياهو فى خطابه معلومات نقلت لإسرائيل حول المحادثات مع إيران سيعتبر الأمر خيانة للأمانة والثقة بين الدولتين".
وفى السياق نفسه، حذر وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، نتانياهو من كشف تفاصيل فى الخطاب الذى سيلقيه فى الكونجرس، حيث عبر خلال مؤتمر صحفى فى جنيف أمس عن قلقه من معلومات تشير إلى إمكانية كشف تفاصيل فى الأيام المقبلة، معتبرا أن التوصل إلى اتفاق سيكون أصعب.
وكشفت نائبة الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، مارى هارف، أن الولايات المتحدة حولت الكثير من المواد السرية إلى إسرائيل حول المحادثات النووية، وهذا هو ما قصده كيرى فى تصريحه.
نتانياهو يزعم بأن خطابه بالكونجرس لإظهار الخطر ضد إسرائيل من الاتفاق
وكان نتانياهو قد زعم خلال كلمته التى ألقاها مساء أمس الاثنين، أمام مؤتمر اللوبى الأمريكى المؤيد لإسرائيل "إيباك" أن الهدف من خطابه أمام الكونجرس مساء اليوم، هو إظهار الخطر الذى قد يشكله الاتفاق قيد التفاوض بين الدول الكبرى وإيران، مشددا أنه لا يجوز بأى حال من الأحوال السماح لإيران بامتلاك السلاح النووى.
وأضاف نتانياهو، أن الحديث عن تدهور العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة غير صحيح على الإطلاق، وأن التحالف بين البلدين قوى فى الفترة الراهنة أكثر من أى وقت مضى وسيبقى كذلك فى السنوات المقبلة أيضا، على حد قوله.
قادة أحزاب إسرائيلية تعارض خطاب نتانياهو
واختلفت تعليقات قادة عدة أحزاب إسرائيلية على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلى المرتقب فى الكونجرس، حيث انتقده رئيس حزب "هناك مستقبل" اليسارى يائير لابيد، بشدة قائلاً: "إن الخطاب يقوض كل ما كان رئيس الوزراء الإسرائيلى نفسه قد بناه طيلة سنين فى كفاحه ضد المشروع النووى الإيرانى، موضحا أنه كان بوسع إسرائيل الاضطلاع بدور المراقب على إيران لولا خوض نتانياهو المواجهة المكشوفة مع الإدارة الأمريكية.
بالمقابل أكد رئيس حزب "شاس" الدينى المتشدد، أرييه درعى، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى يزور واشنطن مبعوثاً عن شعب إسرائيل برمته، متمنيا إنجاح مهمة نتانياهو والتوقف عن الجدل العلنى حولها.
الولايات المتحدة توقف التعاون الاستخبارى مع إسرائيل حول إيران
وفى المقابل، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة قلصت التعاون الاستخبارى مع إسرائيل بحول البرنامج النووى الإيرانى، حيث نقلت عن القناة العاشرة الإسرائيلية، فى تقرير لها أكد أن التعاون الاستخبارى قد توقف على خلفية التوتر بين الطرفين بسبب خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، فى الكونجرس اليوم، مضيفة أن التعاون الاستخبارى بين إسرائيل والولايات المتحدة ساعد فى السابق الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى وضع تقاريرها عن البرنامج النووى الإيرانى.
أوباما يعتبر خطاب نتانياهو أمرا ملهيا
ونقلت يديعوت عن الرئيس الأمريكى باراك أوباما، قوله لوكالة "رويترز" مساء أمس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلى كان قد أخطأ قبل عامين بمعارضته للاتفاق المرحلى السارى المفعول مع إيران حول برنامجها النووى، مضيفا أن نتانياهو قد أثار فى حينه مخاوف مختلفة حول عدم التزام إيران بالاتفاق غير أنها تبددت جميعاً، بالإضافة أنها لم تحقق منذ ذلك حين أى تقدم فى برنامجها النووى بل تراجعت فى بعض مكوِّناته.
واعتبر أوباما خطاب نتانياهو اليوم أمام الكونجرس إلهاءً عن مسار التفاوض مع إيران، مشيراً إلى قلقه من إقدام الكونجرس على اتخاذ إجراءات من شأنها المساس بالمفاوضات قبل إنجازها، ورفض "شخصنة" خلافاته مع نتانياهو حول الملف الإيرانى، مبديا تشاؤمه حول فرص إنجاز اتفاق دائم مع إيران موضحاً أن الاتفاق مشروط بالتزام طهران بتجميد نشاطها النووى لعشر سنوات، مضيفا أن الاتفاق يستهدف ضمان وجود مساحة زمنية تمتد لعام على الأقل للتعامل مع أى مسعى إيرانى متجدد للحصول على السلاح النووى فى حال خرق طهران للاتفاق.
يعالون يعتبر خطاب نتانياهو بالكونجرس آخر فرصة لمنع الاتفاق مع إيران
وقبل ساعات من خطاب نتانياهو أمام مجلسى الكونجرس الأمريكى حول البرنامج النووى الإيرانى جدد وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعالون دعمه له، معتبراً الكونجرس آخر حاجز أمام إنجاز اتفاق سيئ بين إيران والدول الكبرى، على حد قوله.
واعترف يعالون بالخلافات التى تؤثر على العلاقات الشخصية بين نتانياهو والرئيس الأمريكى باراك أوباما، لكنه شدد على استمرار التعاون الأمنى الواسع بين البلدين.
موضوعات متعلقة
"واشنطن": حصول إيران على قنبلة نووية يهدد إسرائيل وأمريكا معاً
