"17 فبراير" حين تحول الربيع العربى فى ليبيا إلى حرب أهلية.. الثوار حملوا الأسلحة النارية للمرة الأولى.. الثورة التى اندلعت للدفاع عن حقوق الإنسان ومحاربة الفقر انتهت بانقسام وصراع مسلح

الإثنين، 16 فبراير 2015 10:08 م
"17  فبراير" حين تحول الربيع العربى فى ليبيا إلى حرب أهلية.. الثوار حملوا الأسلحة النارية للمرة الأولى.. الثورة التى اندلعت للدفاع عن حقوق الإنسان ومحاربة الفقر انتهت بانقسام وصراع مسلح مسلحون فى ليبيا
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"للتخلص من الفقر والتعبير عن حقوق الشعب الطبيعية، وإحياء الذكرى الخامسة لأحداث بنغازى" هكذا اختصر الناشط الليبى "حسن الجهمى" أسبابه لدعوة الليبيين إلى القيام بثورة على غرار ثورتى مصر وتونس، فى 17 فبراير 2011، إلا أن اعتقال "فتحى تربل" محامى ضحايا سجن بوسليم يوم 15 فبراير، بالإضافة إلى عدة ناشطين آخرين بينهم المدون "فرج الشرانى" عجل بالتظاهرات، فاندلعت من مدينة بنغازى الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام، ورحيل العقيد معمر القذافى، وتسبب العنف الذى واجهت الشرطة به المتظاهرين فى انتشار وتوسع الاحتجاجات فى عدد من المدن الليبية وظلت الثورة سلمية، حتى مع وقوع 3 قتلى فى صفوف المتظاهرين يوم 16 فبراير، بالرصاص الحى لرجال الأمن، حتى يوم 17 فبراير الذى شهد تحول الثورة إلى نزاع مسلح بين فريقين فى ليبيا.

"يوم الغضب الليبى".. نهاية الثورة السلمية
فى يوم الخميس 17 فبراير 2011 بدأ الصراع المسلح فى ليبيا حيث حمل الثوار السلاح النارى للمرة الأولى، بعدما انشقت "كتيبة الجارح" التابعة للحرس الجمهورى الليبى عن النظام، وبدأت فى تبادل إطلاق النيران مع جنود القذافى، وهو ما عرف باسم "معركة البيضاء". حينها استولى الثوار على السلاح من مخازن الذخيرة، وتوجهوا إلى موقع الكتيبة لمساندتهم فى قتالهم مع الجنود الموالين للنظم، ثم انطلقوا إلى مطار الأبرق، حيث استولوا على عدد من الطائرات بعد معارك مع جنود القذافى، أسفرت عن تدمير مهابط المطار يوم 18 فبراير.

جاء هذا مع ما حدث فى منطقة جبل نفوسة الغربى، حيث رد الثوار على محاولات القذافى لقمعهم بالآلات الحربية الثقيلة، وتسلحوا لمواجهتها فى مدن كيفرن والزنتان وجادو ونالوت، وبدأت الأحداث فى التطور المتلاحق منذ ذلك الوقت.

خسائر ليبيا من الطرفين
استمر الصراع المسلح حتى يوم 23 أكتوبر 2011 حين أعلن المجلس الوطن الانتقالى الذى تأسس فى 27 فبراير، الإطاحة بنظام القذافى الذى قتل يوم 20 أكتوبر فى مدينة سرت، وخلال هذه الشهور الثمانية تكبدت ليبيا خسائر بالغة فى صفوف الطرفين، حيث يقدر إجمالى الخسائر بين الأطراف المتنازعة بما فيهم المدنيين بـ 25 ألف قتيلاً، و 4 آلاف مفقود و50 ألف جريحًا، حيث قتل 4 آلاف و700 جنديًا مواليًا للقذافى، وفق تقديرات المجلس الوطنى الانتقالى، وتم أسر 7 آلاف جندى، فيما تشير تقديرات أخرى إلى مقتل من ألفين إلى 3 آلاف جندى.

وفى صفوف المعارضة، قتل 4 آلاف و700 مقاتل حسب تقدير المجلس الوطنى الانتقالى، فيما تشير تقديرات أخرى إلى سقوط ما يتراوح بين 5 آلاف و887 إلى 6 آلاف و609 مقاتلاً من المعارضة وأنصارها.


ليبيا بعد "17 فبراير"
تختلف الآراء حول تسمية ما حدث فى 17 فبراير فى ليبيا، فيعتبرها البعض "ثورة شعبية" فى حين يعتبرها آخرون "حربًا أهلية" إلا أن الشىء الذى لا يختلف عليه اثنان هو أن ليبيا تشهد فى الفترة الأخيرة انفلاتًا أمنيًا غير مسبوق، ففى أواخر أغسطس 2014 تحالفت مليشيات إسلامية مع ميليشيات من مصراتة، تحت مسمى "فجر ليبيا" ودخلت قواتها إلى مدينة طرابلس وسيطرت على مؤسسات الدولة والوزارات، بعد أن سيطرت على مطار طرابلس العالمى، وأعلنت رفضها لمجلس النواب الليبى المنتخب والحكومة المؤقتة وأعادت المؤتمر الوطنى العام الذى أنهت ولايته وشكلت حكومة باسم "حكومة الإنقاذ" يرأسها "عمر الحاسى" لكنها لم تحظ بأى اعتراف دولى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة