فرانسوا باسيلى

القمة العربية ذكورية : لماذا لا تحكم العرب امرأة؟

الأحد، 28 مارس 2010 07:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يجتمع القادة العرب دائما دون أن تكون بينهم امرأة واحدة، والقمة العربية التى تنهى أعمالها اليوم هى استمرار لهذا الوضع الشاذ عن العصر!

وقد ماتت القمم العربية مؤخراً بالسكتة الدماغية دون إعلان وفاتها، ولم تعد ذات قيمة سوى كمصدر للتندر على ما نشهده فيها من مهازل ومهاترات وملاسنات بين الزعماء والرؤساء والملوك العرب، وهذه المرة عقدت فى المدينة الليبية سرت برئاسة قائد الجماهيرية ونتاج القمة معروف سلفا وهو فيض من البيان وسيل من الكلم وبعض الهجاء وبعض الهراء وكان الله فى عون الشعوب العربية المرشحة للخروج المبكر من التاريخ!

والسؤال هو: مادام الرجال من القادة العرب قد حققوا لنا كل هذا الفثل والهوان والانحدار على مدى عشرات السنوات، فلماذا لا نجرب أن تقود المرأة العربية هذه الشعوب المحبطة؟ ولعلنا بذلك نصلح بعض الشيء من الصورة المسخ لقادة وشعوب أصبحت تعيش خارج العصر، فى غياب غريب للمرأة العربية، فقادة العرب اليوم كلهم رجال فى عصر رأينا فيه المرأة تتبوأ مكانها حاكمة وزعيمة لبلاد كثيرة ..إسلامية وغربية وشرقية.. من بنازير بوتو فى الباكستان التى اغتالها الرجال بالطبع، وأنديرا غاندى فى الهند إلى أوكينو فى الفلبين ومارغريت تاتشر فى بريطانيا.. هذا إذا تغاضينا .. لعدم الاحراج .. عن جولدا مائير فى إسرائيل. أما فى بلادنا العربية التى لا نكف فيها عن التشدق بالوضع المميز للمرأة فلن تجد لهذة المرأة وجودا فى أية قمة عربية منذ بدايتها والى اليوم .. هذا على الرغم من أن التاريخ العربى يحكى لنا عن عدد لا باس به من الملكات الحاكمات اللائى كان لهن شأن ومجد.. بل قد تشعر بالخجل اذا رجعنا الى ما يزيد عن الثلاثة آلاف عام لنجد أن المرأة فى مصر القديمة كان لها شأن عظيم وأنها كانت تقف إلى جوار زوجها فى مساواة وعزة.. وأنها تقلدت حكم مصر بنجاح عظيم.. من الملكة حتشبسوت إلى الملكة كليوباترا.

بل يمكننا الرجوع الى عهد اكثر قربا هو القرن الثالث عشر الميلادى لنرى كيف ان شجرة الدر كانت ملكة عظيمة حكمت مصر كاخر ملوك الدولة الايوبية واول عهد سلاطين المماليك. و فى عهدها كان قد بدا زحف المغول من أواسط آسيا على البلاد الإسلامية للاستيلاء عليها و إذلالها.. واستمر زحفهم حتى استولوا على الكثير من البلاد وتوغلوا فيها يفتكون ويهتكون ويسفكون الدماء حتى أوشكوا أن يبلغوا حدود مصر بعد أن قطعوا إليها الآلاف من الأميال.. ثم كانت هزيمتهم الساحقة الماحقة على يد الجيش المصرى فى موقعة عين جالوت بفلسطين بعد وفاة شجرة الدر بأمد قليل فلم تقم لهم قائمة بعد هذة الهزيمة التى لم ينهزموا قبلها قط . وهكذا يسجل التاريخ لامرأة حكمت مصر انتصارات لم يحققها الكثير من الرجال.

هل يمكن أن تحقق المرأة العربية نتائج أسوأ مما حققه الحكام العرب فى نصف القرن الأخير؟

أما آن الأوان أن تحضر “شجرة در “ جديدة احدى هذه القمم العربية؟
كاتب مصرى مقيم بالولايات المتحدة .









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة