تقرير لـ"التعاون الإسلامى" يكشف تصاعد موجة العداء للإسلام بعد أحداث شارلى إبدو

الأربعاء، 11 فبراير 2015 01:42 م
تقرير لـ"التعاون الإسلامى" يكشف تصاعد موجة العداء للإسلام بعد أحداث شارلى إبدو جانب من أحداث شارلى إبدو
كتب يوسف أيوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشف تقرير لمرصد الإسلاموفوبيا التابع لمنظمة التعاون الإسلامى، أن شهر يناير الماضى شهد تصاعدا لظاهرة الإسلاموفوبيا وارتفاع حدة الاحتجاجات المعادية للإسلام فى الولايات المتحدة، وذلك بعد فترة من الهدوء فى شهر ديسمبر السابق، إذ تعرضت عدة مساجد للتهديد، ولقيت سياسات المراقبة المثيرة للجدل والمتبعة بحق المسلمين والمطبقة منذ أحداث الحادى عشر من سبتمبر مبررات جديدة.

وأشار التقرير، الذى نشره مرصد الإسلاموفوبيا التابع لمنظمة التعاون الإسلامى، إلى أنه كان لوسائل الإعلام الأمريكية دورها فى هذه الحملات، وذلك باستضافتها عدداً من دعاة الكراهية للإسلام، من أمثال بيل ماهر وسلمان رشدى.

كما لاحظ التقرير تغير نظرة الأمريكيين للإسلام على نحو سلبى كما تبين من خلال استطلاع للرأى أُجرى بعد وقت قصير من وقوع أحداث مجلة شارلى إبدو. وأظهر الاستطلاع أيضاً أن أغلب الأمريكيين تابعوا الرسوم المسيئة، وذلك فى سلوك مخالف لموقفهم إزاءها فى عام 2006.

وأوضح التقرير أنه بعد أحداث مجلة شارلى إبدو، دعا الرئيس فرانسوا هولاند الفرنسيين إلى عدم الانسياق أمام دعايات الرعب والتخويف، كما عمل رئيس وزرائه مانويل فالس بشكل مكثف على تهدئة المخاوف. فى حين أعقب حادثة إطلاق النار وقوع سلسلة هجمات استهدفت مسلمين وممتلكاتهم فى مختلف مناطق البلاد. وكان تصاعد التأييد للجبهة الوطنية بزعامة مارين لوبان العلامة الأبرز على تصاعد موجة الإسلاموفوبيا التى تفاقمت حدّتها فى أوروبا.

وقد جعل هذا الوضع الرئيس الفرنسى يشدد على سياسة بلاده المتسقة فى مكافحة كل من الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية. وعلى نحو خاص، كان تأكيد هولاند أن المسلمين الذين يعيشون فى فرنسا لهم الحقوق والواجبات نفسها كباقى المواطنين الفرنسيين أمراً فى غاية الأهمية، وذلك فى ضوء إصرار عدد من الأحزاب اليمينية على اعتبار المسلمين الأوروبيين غرباء فى أوطانهم.

ومن خلال إشارة الرئيس هولاند إلى "تشكل فرنسا من حركة السكان وتدفق الهجرة"، قدم الرئيس الفرنسى صورة بلاده كبلد متنوع وغير منغلق على عرق أو ثقافة بعينها. لكن يبقى من المهم الإشارة إلى أن ذلك يأتى فى ظل مناخ صعب شهدت خلاله دول الاتحاد الأوروبى جميعها صعود قوة سياسية يمينية أصبحت بحسب نتائج الانتخابات السابقة ممثلة فى البرلمان الأوروبى بما يناهز نسبة 20 فى المئة.

ومع هيمنة الكاثوليك ديموغرافياً فى فرنسا، لاحظ مرصد الإسلاموفوبيا الدور المهم الذى تضطلع به الفاتيكان فى تخفيف حدة التوتر فى هذا البلد. وكان للبابا فرانسيس وبعض رجال الكنيسة نشاط فى سبيل سلوك منهج أكثر سلمية فى استخدام حرية التعبير، بما فى ذلك نشر الرسوم الكاريكاتورية التى تسخر من النبى محمد عليه الصلاة والسلام. وعلى سبيل المثال، نقلت بعض الصحف عن البابا قوله: "لا يحق للمرء أن يستفزّ، ولا أن يسخر من دين آخر".

وفى أوروبا، احتدم النقاش حول حرية التعبير، حيث طغت على الرأى العام فكرة أن حرية التعبير قيمة ثابتة بالنسبة للمجتمعات الأوروبية، ويجب ألاّ تكون هناك أى مساحة للتفاوض مع "الأيديولوجيات" الأخرى بشأنها، بما فيها الإسلام.

وفى بعض البلدان، اعتُبر البرقع والنقاب والحجاب كطراز مميز للباس النساء المسلمات مصدراً للتهديد فى عدد من البلدان وانتهاكاً لقوانينها الوطنية كما فى فرنسا وألمانيا، حيث أصبح ارتداء البرقع اتهاماً خطيراً. وفى سويسرا وإيطاليا وإسبانيا وروسيا مثلاً، يُحظر رسمياً ارتداء البرقع فى المواقع العامة. كما حظرت الصين ارتداء النقاب مؤخراً فى مقاطعة شينجيانغ. وانتهجت أستراليا ونيوزيلندا سياسة مماثلة.

لكن كان من بين التطورات الإيجابية التحقيق فى الولايات المتحدة فى التهديدات التى تعرض لها مسجد بريجفيو. كما وضعت السويد خطة وطنية لمكافحة الإسلاموفوبيا بعد التهديدات التى تعرضت لها بعض المساجد، ونُظمت مسيرات بالآلاف فى مدن سويدية للمطالبة بوضع حد للهجمات التى تتعرض لها مساجد فى البلاد.

كما التقى أئمة مسلمين فرنسيين فى الفاتيكان بالبابا فرانسيس، حيث أصدروا بياناً مشتركاً انتقد الهجمات فى فرنسا. وفى ألمانيا، أعرب زعماء سياسيون عن وقوفهم ضد حركة بيغيدا المعادية للمسلمين.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة