جار النبى الحلو يكتب.. إبريل.. وجهان للحياة والموت

الخميس، 25 مارس 2010 01:19 م
جار النبى الحلو يكتب..  إبريل.. وجهان للحياة والموت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يا يحيى .. ها أنت تشملنى بحبك وتهبنى الفرح، كما منحتنا قصصك المصرية ذات الذائقة المتميزة، المعجونة بموهبتك الفذة، وكما كنت تفرحنى حين تهبط على حجرتى فوق السطح ، أو كلما كنت تلف بى القاهرة مشياً ونسهر فى المقاهى حتى يطلع الصبح ، الآن تهبنى الفرحة أيضاً بسبب الحفل الكبير الذى أقيم فى لندن ، بإشراف جمعية المؤلفين البريطانيين والمركز البريطانى للترجمة ، حيث منحت جوائز الترجمة للعام 2009 من ثمانى لغات أجنبية إلى الإنجليزية ، و كانت جائزة " سيف غباش – بانيبال " من العربية من نصيب المترجمة المصرية المقيمة فى فرنسا "سماح سليم" عن ترجمتها لرواية "الطوق والأسورة " للكاتب المصرى يحيى الطاهر عبد الله الصادرة بالإنجليزية عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

هرعت بروحى إلى قرية الكرنك – قريتك يا يحيى – وفى سهراية تحت القمر جلست مع شخوصك: بخيت البشارى ، ومصطفى ، وفهيمة ، وحزينة ، وعبد الحكم والشيخ فاضل ، والحداد ، ونبوية . وردد الصعيدى مصطفى ما قاله لأمه " حزينة " فى إحدى خطاباته المرسلة من الشام " أنا بخير حال .. ولا وحشة أشد من وحشة الغريب المنقطع عن الأهل والأوطان".

وعشت مع شخوص راوية الطوق والأسورة بلغتها المقطرة، الممزوجة بأساطير الأولين ومعابدهم الشامخة، المختلطة بعبق يحيى وبطريقته وهو يتلو علينا قصصه فى المقاهى والشوارع . كان يقول " أنا ابن القرية وسأظل ، هى قرية منسية منفية كما أنا منفى ومنسى"، وأقول له "وأنت لم تغب عنى يا يحيى ولا عن حياتنا الثقافية، قصصك شموس ونحن نعيش فى بستانك الذى به " ثلاث شجرات كبيرة تثمر برتقالاً"، وحيث تضعنى دائماً على حافة الرقص فى "الرقص المباحة" ونظل نحكى معك "حكايات لأمير حتى ينام"، وحين هممت بالرجوع من الكرنك طبطبت على ظهر مصطفى البشارى فبكى وقال " أنت لا تعرف بشاعة حكم الآدمى الحاكم على الآدمى المحكوم"، وتركنى ومضى تماماً كما تركنى يحيى بعد حادث سيارة على طريق القاهرة الواحات يوم 9 إبريل عام 1981 وهو المولود فى إبريل – أيضاً – ولكن عام 1938..

هكذا يطل على إبريل دائماً بوجهى الحياة والموت فأتذكر يحيى فى " أنا وهى وزهور العالم"، حين يقول : "أحب الموت، وكلما أجدنى على حافته أحب الحياة " وهاهى المترجمة " سماح سليم " تقول : " أسفى الوحيد أن يحيى الطاهر عبد الله لا يعيش بين ظهرانينا اليوم كى أشاركه هذا الشرف شخصياً".

وأقول لكم ولابنته " أسماء": لن يكف يحيى الطاهر عبد الله عن منحنا الفرح بالحياة التى تركها ولن تتركه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة