الأحزاب انتفضت لمقتل شيماء الصباغ واكتفت ببيانات إدانة باهتة لشهداء الجيش والشرطة فى حادث العريش.. وخبراء سياسيون: الأحزاب ليس لها دور فى حل أزمات المجتمع وتبهرها أضواء التليفزيون والإعلام

فى الوقت الذى خرجت الأحزاب والقوى السياسية بانتفاضة كبرى فى قضية مقتل شيماء الصباغ، ونظمت وقفات وفعاليات شعبية إدانة ومطالبة باسترداد حقها، اكتفت القوى المدنية إصدار بيانات إدانة، ومساندة للقوات المسلحة فى حادث العريش الأخير، والذى راح ضحيته ما يزيد عن 25 شهيدا، الأمر الذى اعتبره خبراء سياسيون أن ذلك الأمر أصبح هو الطبيعى تجاه الأحزاب، وأنها أصبحت لا تسعى لتكون كيانا فاعلا وإيجابيا تجاه مواجهة تلك القضايا الحساسة والمتأزمة فى المجتمع، بل وتبهرها أضواء التليفزيون والإعلام.

أوضح الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير السياسى، ونائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الأحزاب السياسية ليس لديها أى دور فى حل أزمات المجتمع وهو ما اتضح بشكل كبير بعد استشهاد الجنود فى سيناء، حيث اكتفت الأحزاب بالبيانات فقط دون أى دور لها.

وأضاف ربيع أن دور الأحزاب فقط هو أن تظهر على شاشات التليفزيون والإعلام، وتصدر بيانات، وتدعى بأن هناك تنافسا فيما بينها، لكنها فى الحقيقة تعيش فى أبراج عالية ولا تهتم بما يحدث فى المجتمع المصرى.

وأشار نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن دور الأحزاب هو حل مشاكل المجتمع وإيجاد سبل لمواجهة الإرهاب، وتقديم المقترحات وليس فقط الاكتفاء بالبيانات والحديث عبر وسائل الإعلام.


"الحركة الوطنية": القوات المسلحة ليست بحاجة لتنظيم فعاليات بالشارع لمساندتها
من جانبه أكد المستشار يحيى قدرى، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، أن الحزب أعلن فى بيان رسمى انضمامه لصف القوات المسلحة ومساندته لها واعتباره أنها حرب حقيقة لابد من الوقوف خلف الجيش بشأنها.

و أشار قدرى لـ"اليوم السابع" أن الحزب لا يؤيد تنظيم فعاليات بالشارع تساند الجيش، قائلا "نحن أمام موقف وطنى عالى لا يحتاج للاكتفاء بتنظيم وقفة وقفة لتكون مجرد مناظر فقط والقوات المسلحة ليس بحاجة لتنظيم فى صالحها.

وأوضح أن ائتلاف الجبهة المصرية المنضم إليه الحزب مستمر فى تنظيم ندوات توعوية ضد الإرهاب، مشددا أن حادث شمال سيناء لا ينفصل بذاته عن حرب اندلعت منذ زمن ومستمرة ولابد من استمرار مكافحتها.
"التحالف الشعبى": وجهنا أعضاءنا بالمحافظات للمشاركة فى الجنازات الشعبية والرسمية

قال مدحت الزاهد القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبى إن الحزب وجه جميع أعضائه لتقديم العزاء إلى أسر الشهداء والمشاركة فى الجنازات الشعبية والرسمية لشهداء وضحايا هجوم العريش الإرهابى، لافتا إلى أن الحزب سيواصل معركته مع كل طوائف الشعب حتى إحراز انتصار أكيد بها .

وأضاف لـ"اليوم السابع " أن الحزب يرى ضرورة مكافحة الإرهاب بمعالجته فى الإطار الأمنى ومكافحة الينابيع التى تعيد إنتاج مثل هذه الظواهر والتحلى برباطة الجأش لأن مصر مستهدفة، موضحا أنه لابد من مناهج قائمة على حرية الإبداع وتكافح فكر الإرهاب.

وشدد أن المعركة ضد الإرهاب ستحرز انتصارها عندما ستحصن بالعدل والحرية ليضمن لها السلامة والفوز.

"الدستور": ندين الحادث الإرهابى
فيما أكد حزب الدستور، أن الوطن تلقى طعنة غادرة جديدة، مساء أمس الأول الخميس، من الجماعات الإرهابية، والتى شنت الهجوم الإجرامى الذى شهدته مدينة العريش وأوقع عددا كبيرا من الشهداء والمصابين من أبناء القوات المسلحة والمدنيين الأبرياء.

وأدان الحزب فى بيان له، استمرار عصابات الإرهاب فى سيناء فى استهداف الجنود الذين يقومون بحماية أمن الوطن، مؤكدا على دعمه الكامل للمهمة الصعبة، التى تقوم بها القوات المسلحة وسط ظروف إقليمية معقدة ومضطربة سهلت انتشار الإرهابيين وتدريبهم وتزويدهم بالأسلحة المتطورة، التى يستخدمونها فى عملياتهم الإجرامية.

ولفت حزب الدستور، إلى أن شهداء القوات المسلحة الذين يضحون بأرواحهم فى حربهم العسيرة ضد الإرهاب هم شهداء الوطن بأكمله، ولا يمكن لأى مواطن مصرى ينتمى لهذا البلد، ويتمنى رفعته وتقدمه سوى أن يقدر جهودهم ودورهم البطولى الذى يبذلونه فى سبيل حمايته.

ونوه الحزب عن أنه فى الوقت الذى ينعى فيه سقوط شهداء جدد فى هذه المعركة المتواصلة ضد الإرهاب، فإنه يتقدم بخالص التعازى لأسرهم، ومتمنيا الشفاء العاجل للمصابين، مشيرا إلى أنه على ثقة أن أسر الشهداء والمصابين سيلقون الرعاية الكاملة تقديرا لتضحياتهم فى سبيل الوطن، وجدد الحزب مطالبة الحكومة بالمزيد من الشفافية فى توفير المعلومات حول حقيقة الموقف فى سيناء، وحجم الخطر الذى تمثله العصابات الإرهابية التى تخوض حربا إجرامية هناك فى مواجهة كل المصريين على مدى الثمانية عشر شهرا الماضية .

وسياسيون: الأحزاب تكتفى بالظهور فى التليفزيون ولا تقوم بدور فعال فى أزمات المجتمع والدولة
من جانبه قال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن على من انتفض لمقتل شيماء الصباغ ونظم مظاهرات ردا على الأحداث، أن ينتفض أيضا لاستشهاد جنود الجيش فى سيناء، وينظم مظاهرات لهم.

وأكد زهران فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع " ضرورة دعم علاقة الجيش بالشعب المصرى، موضحا أن الشعب المصرى هو الرصيد الشعبى للجيش، وأى محاولات لزعزعة علاقة الجيش بالشعب تعنى تفتيت الوطن وهدم الدولة.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، ضرورة وجود زخم شعبى للجيش، داعيا إلى تنظيم مليونية حاشدة لدعم الجيش المصرى ضد الإرهاب، والتأكيد بأن الشعب خلف جيشه الوطنى، وأنه لاصوت يعلو فوق صوت المعركة.

وأكد زهران ضرورة أن يكون للأحزاب السياسية دور فى مواجهة الإرهاب سواء بإطلاق حملات توعية للشعب المصرى بخطورة الإرهاب والمؤمرات التى تشهدها مصر، وضرورة الإبلاغ عن أى حادث إرهابى بشكل سريع، لافتا إلى أنه على الأحزاب والمستقلين والمجتمع المدنى ودور مهم فى مواجهة الإرهاب.


موضوعات متعلقة :
جنازة عسكرية اليوم لشهيدين بهجوم سيناء فى أكاديمية الشرطة بالعباسية

السيسى يرأس اجتماعا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة

صور آثار سلسلة الهجمات الإرهابية على عدد من المقرات الأمنية بسيناء