الإرهاب يواصل خسته على الحدود.. خبراء سياسيون: يهدف لتعطيل الانتخابات البرلمانية والمؤتمر الاقتصادى.. وخبراء أمنيون: مصر تواجه حربا شاملة من الخلايا النائمة وعلى الجميع التكاتف لحماية الوطن

يبدو أن الإرهاب لن يهدأ فى حربه الشرسة على مصر، موجة طاحنة يخوضها على كل مؤسسات الدولة، يستهدف الشرطة والجيش والإعلام ومؤسسات الوطن، لعرقلة الطريق أمام مصر نحو المضى فى خارطة الطريق، استمر فى عملياته الخسيسة أمس الخميس، بالهجوم على عدد من النقاط الأمنية وأقسام الشرطة بشمال سيناء، ما أوقع عشرات القتلى والمصابين، فضلا عن تدمير مكتب صحيفة الأهرام بشمال سيناء إثر الهجوم المسلح.

الأمر الذى استنكرته ردود أفعال واسعة فى الشارع المصرى، مؤكدة أن الإرهاب يوجه ضرباته لمصر بهدف تعطيل الانتخابات البرلمانية، وعدم إتمام المؤتمر الاقتصادى المفترض عقده فى مارس المقبل لتوسيع حركة الاستثمار، مؤكدين أن ما حدث فى سيناء إشارة لبدء الجمعة السوداء للخلايا الإرهابية النائمة، مشددين أن مصر قادرة على عبور تلك الأزمات.

من الناحية السياسية، قال الدكتور مصطفى علوى أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة، إن الهجمات الإرهابية الشرسة التى تتعرض لها الدولة المصرية فى سيناء، والتى استهدفت كمين الجورة بمدينة الشيخ زويد، وارتفاع عدد الشهداء إلى 8 وإصابة 25 آخرين بتفجيرات العريش، محاولة من جانب جماعة الإخوان لتعظيم استفادتها بذكرى 25 يناير، وتعطيل الانتخابات التى اقترب ميعاد بدئها.

وأوضح "علوى" لـ" اليوم السابع " أن تدمير مكتب الأهرام بشمال سيناء نابع من محاولة الجماعة عرقلة دور الإعلام لما يقوم به من تحسين إدراك الوعى لدى المصريين، مشيرًا إلى أن توجيه الضربات محاولة تحول دون القيام بدوره.

وأكد أستاذ العلوم السياسة جامعة القاهرة، أن تركيز الإرهاب على منطقة سيناء لوضعها الخاص من ناحية الجغرافيا، والتيبوغرافيا لقلة عدد ساكنيها، مشيرا إلى أن تلك الأسباب مكنت العناصر الإرهابية من الاسيطان بالمنطقة.

وأكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، أن فشل التنظيمات الإرهابية فى السيطرة على الوضع فى ذكرى ثورة يناير فى القاهرة أدى بها إلى اللجوء إلى الهجوم على الإعلام، وتهديده وتنفيذ هجمات كبيرة فى سيناء وعلى المنشآت العسكرية، مشيرًا إلى أن تطرق الجماعات الإرهابية بهجماتها إلى وسائل الإعلام ووسائل الاتصال المختلفة راجع إلى أن الإعلام يظهر إخفاق هذه المنظمات، مشيرًا إلى أن سبب هذه الهجمات هو ترهيب القائمين على الآداة الإعلامية لعدم متابعة الأخبار، التى تفضح مدى إخفاق هذه المنظمات.

وأضاف الدكتور طارق فهمى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن كتائب الإرهاب الإلكترونية هدفها بث المعلومات التى تثير الذعر بين المواطنين، وتوجيه رسائل تهديد لمن يعادى مصالح الجماعات الإرهابية المسلحة، مشيرًا إلى أن هذه الآلية تعتبر نقلة نوعية للإرهاب عن طريق الكتائب الإلكترونية، مؤكدًا أنه يجب على الدولة تفعيل قانون تداول المعلومات لغلق هذه المواقع.

فيما أكد مختار نوح، القيادى الإخوانى المنشق، أن من قام بالأعمال الإرهابية فى العريش منذ قليل، هى مجموعات إرهابية مدربة، تستهدف تدمير مصر، مشيرا إلى أن الهجوم لم يستهدف فقط الكمائن والمقرات الشرطية، ولكن أيضا مؤسسات إعلامية.


وأكد نوح فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الإرهاب الآن أصبح يستهدف جميع المؤسسات سواء الجيش والشرطة والإعلام والمؤسسات الخدمية، فأصبحت الدولة هى المستهدف من قبل الجماعات الإرهابية، خلال الفترة الأخيرة.

وأوضح القيادى الإخوانى المنشق، أن مصر تخوض حربا شاملة ضد إرهاب يستهدف تقسيم البلاد، ويريد تدمير كل شىء، موضحا أن القوات المسلحة والشرطة يتصديان لتلك الجماعات بشراسة وقوة.

وأشار مختار نوح إلى أن مواجهة الإرهاب يتطلب تكاتف الجميع جيش وشرطة وشعب لمواجهة هذا الإرهاب، ووضع حد لتلك العمليات، التى توقع أن تستمر خلال الفترة المقبلة.

وعلى الصعيد الأمنى، قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن الهجمات على سيناء إن هى إلا إشارة بدء الجمعة السوداء للخلايا الإرهابية فى مصر، وإن التنظيمات الإرهابية سقطت أقنعتهم وهم الآن يعملون منفردين ولا يحملون سوى الشر لكل أجهزة الدولة من شرطة إلى جيش إلى إعلام.

وأوضح مساعد وزير الداخلية الأسبق، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هده التنظيمات توجه ضرباتها للبنية التحتية للدولة، وتضرب فى البنية الأساسية الاقتصادية، قائلًا "أن المواجهة أصبحت حتمية والشعب يعلم أن البلاد فى حالة حرب على الإرهاب وسيقف بجانب أجهزة الدولة ويساندها فى معركتها ضد الإرهاب وإن كنا نختلف فى بعض النقاط سنضع خلافاتنا جانبًا، حتى ننتهى من حربنا على الإرهاب".


وأضاف اللواء محمد نور الدين أن الإرهاب ليس له أعوان فى مصر، وأن الحال تبدل عن ما قبل ثورة يناير، مؤكدًا أن الشعب راضى عن حكومته وعن إدارة البلاد على عكس ماقبل يناير.

قال اللواء مختار قنديل، الخبير العسكرى، إن ما حدث فى سيناء هو محاولة من الجماعات الإرهابية لإزعاج الدولة المصرية، موضحا أن قذائف هاون تنصب من أى مكان فى الزراعات فى سيناء، وتستهدف أماكن بعينها


وأضاف قنديل، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الجماعات الإرهابية تستهدف الشرطة والجيش والإعلام والشعب المصرى بأكمله، موضحا أن تلك الجماعات ما زالت تعتمد على الإنفاق التى ما زال بعضها موجودا حتى الآن.


وأشار الخبير العسكرى إلى أن الأمر فى سيناء لا يتطلب رحمة مع تلك الجماعات الإرهابية، ولابد من مواجهة هذه الجماعات بحسم وبقوة حتى لا تتكرر مثل هذه الأفعال الإرهابية مرة آخرى، والتى يقوم بها أناس يكرهون المصريين.

وأوضح مختار قنديل أن الجماعات الإرهابية تقوم بعمليات عشوائية لذلك يستهدفون الجيش والشرطة والمؤسسات الصحفية والإعلامية، وهو ما يتطلب مواجهة شاملة لتلك العمليات الإرهابية.

ومن جانيهم، أدان تبارك الله السيد، المنسق العام لائتلاف أحرار 30 يونيو، الحادث الإرهابى الغاشم، الذى وقع مساء اليوم الخميس فى محافظة شمال سيناء، والذى أسفر عن استشهاد، وإصابة العشرات من الضباط والجنود والمدنيين.

وأكد تبارك فى بيان له، أن مثل هذه الحوداث تحاول زعزعة الأمن وإثارة القلق بين جموع المواطنين، مشيرا إلى أن الهدف من هذه العملية الإرهابيين الآن هو بث الرعب فى نفوس المستثمرين، الذين سيحضرون المؤتمر الاقتصادى الذى سينعقد بشرم الشيخ شهر مارس المقبل، كما أنه يهدف لإفشال المؤتمر.

وطالب المنسق العام، فى تصريحات صحفية له اليوم، كل الأجهزة الأمنية إلى سرعة إجراء تحقيق جاد للكشف عن مرتكبى هذا الحادث الإجرامى الجبان، مشددًا على أهمية مواجهة تلك الأعمال بكل قوة وحسم، ومحاسبة كل المسئولين عنها والمحرضين عليها والمنفذين لها وضرورة سيادة دولة القانون.

ونعى تبارك الله، الشهداء، وتمنى أن يتقبله الله عنده من الشهداء والصديقين، ومتمنيًا للمصابين الشفاء العاجل والنجاة من كل سوء.

وفى سياق متصل بإدانة القوى المدنية للحادث، قال طارق محمود المحامى وأمين عام ائتلاف دعم صندوق تحيا مصر، إن التفجيرات الإرهابية التى وقعت منذ قليل بالعريش وأسفرت عن استشهاد وإصابة عدد من الضباط والجنود والمدنين عمل إرهابى خسيس.

وحمل طارق محمود أنصار بيت المقدس المسئولية عن تلك التفجيرات، وأكد أن هذا بدعم لوجيستى من تنظيم حماس الإرهابى، ودولتى قطر وتركيا الذين أمدا التنظيم الإرهابى بأسلحة حديثة تم تهريبها عبر بعض الأنفاق ما بين العريش وغزة، والتى لم تغلق بعد .

وطالب أمين عام ائتلاف دعم صندوق تحيا مصر الأجهزة الأمنية باستخدام كل الوسائل للحفاظ على الأمن القومى المصرى، حتى ولو تعدى الرد عليهم خارج حدود الدولة المصرية لملاحقة تلك العناصر الإرهابية وتشديد الإجراءات الأمنية على المنافذ والمخارج على حدود الدولة المصرية وأضاف أن الأنفاق، التى يتم تهريب منها السلاح إلى مصر لم يتم القضاء عليها بشكل كامل، ويجب إعادة تمشيط المناطق الحدودية التى يستخدمها العناصر الإرهابية فى تهريب السلاح والمتفجرات من خلال الأنفاق.

وأكد طارق محمود أن تلك التفجيرات جاءت بعد تعليمات صدرت من التنظيم الدولى الذى انعقد قريبًا فى تركيا .


وأضاف طارق محمود أن تلك التفجيرات الإرهابية التى حدثت هو رد من الجماعات الإرهابية على البيان الأوروبى، الذى دومًا يدافع عنهم وتساءل محمود هل الهجمات الإرهابية التى تمت ستكون مسار إدانة من خلال بيان يصدر من الاتحاد الأوروبى مثل البيان الذى أصدره لمهاجمة الحكومة المصرية مسبقًا؟ .



أخبار متعلقة:
بالفيديو..الإرهاب يحرق العريش..سقوط قذائف صاروخية مجهولة المصدر على مقرات أمنية وسكنية بالعريش..وسقوط 29 شهداء و28 جريحا جراء القصف..واشتباكات دامية بين الأمن والإرهابيين..والأباتشى تمشط المدينة



السيسى يتابع الوضع فى سيناء هاتفيا من أثيوبيا مع وزير الدفاع.. والجيش: الإرهاب يشن هجماته نتيجة ضرباتنا الناجحة ضد عناصره.. وجارٍ التعامل مع الإرهابيين.. ومسئول أمنى يؤكد: 29 شهيدا و45 مصابا حتى الآن