ارتفاع جنونى فى أسعار اللحوم بالمحافظات.. وسعر الكيلو وصل إلى 60 جنيها.. ومطالبات بمقاطعة الشراء لمدة شهرين للضغط على التجار والجزارين.. واختفاء اللحوم الإثيوبية والسودانية

الثلاثاء، 23 مارس 2010 01:47 م
ارتفاع جنونى فى أسعار اللحوم بالمحافظات.. وسعر الكيلو وصل إلى 60 جنيها.. ومطالبات بمقاطعة الشراء لمدة شهرين للضغط على التجار والجزارين.. واختفاء اللحوم الإثيوبية والسودانية
كتب أحمد حربى وحسن عفيفى وجاكلين منير وضحا صالح وأمل طه ومحمد سليمان وأيمن لطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تشهد أسواق اللحوم فى القاهرة والمحافظات الأخرى ارتفاعا جنونيا ملحوظا، كما انعدم الإقبال على الشراء فى الآونة الأخيرة، بسبب جشع التجار والجزارين الذين لم يتفقوا على سعر محدد لأنواع اللحوم، حيث يتراوح سعر الكيلو اللحوم من 40 إلى 60 جنيها فى الأماكن المتفرقة بالمحافظات، مما دعا الكثيرين إلى مطالبة الحكومة باتخاذ إجراءات فعالة لتوفير الماشية البلدية بأسعار مناسبة، وتشير أصابع الاتهام إلى غياب الرقابة التمونينة على المجازر ومنافذ بيع اللحوم.

وقال محمود العسقلانى، منسق حركة "مواطنون ضد الغلاء"، إن الأزمة أوشكت على الانتهاء خاصة الأسبوع المقبل، بعد وصول كميات كبيرة من اللحوم الإثيوبية والسودانية إلى الأسواق، مما يساهم بشكل مباشر فى انخفاض الأسعار وعودتها إلى سابقها، مضيفا أن الحركة ما زالت تتبنى حملة مقاطعة شراء اللحوم وبدأتها منذ فترة، مشيرا إلى أن الحملة لم تحقق بعد النتائج المطلوبة، ولكن حققت نتائج دون المستوى، مؤكدا أن الحركة بصدد اتخاذ حلول عملية للأزمة.

وفى الإسكندرية استنكر أحمد الصعيدى، رئيس لجنة التموين والتجارة الداخلية بالمجلس الشعبى المحلى لمدينة الإسكندرية، الارتفاع الشديد فى أسعار اللحوم بالمحافظة مؤخرا، مشيرا إلى أن سعر البتلو بالجملة قد وصل إلى 75 جنيها للكيلو، والشمبرى 65 جنيها، وفليتو وبوفتيك إلى 65 جنيها، مشيرا إلى أن المتوفر بالأسواق اللحوم الهندى والبرازيلى التى لا تلاقى إقبالا من المستهلك، بالرغم من انخفاض أسعارها التى وصلت إلى 20 جنيها بسبب عدم جودتها، فى حين اختفت من الأسواق اللحوم الإثيوبية والسودانية التى كانت تتميز باعتدال الأسعار والجودة فى الوقت نفسه، حيث كان يصل سعر الكيلو منها إلى 35 جنيها، ودعا الصعيدى الشعب المصرى الى مقاطعة شراء اللحوم الحمراء لمدة لا تقل عن شهرين كوسيلة ضغط على التجار لخفض أسعار اللحوم المرتفعة.

ومن جهة أخرى أشار عبد المجيد عبد السلام، رئيس شعبة تجارة اللحوم بالغرفة التجارية بالإسكندرية، إلى أن السبب فى هذا الارتفاع يعود إلى عزوف مربين الماشية عن تربيتها لارتفاع أسعار الأعلاف، مما أدى إلى قلة المعروض فى السوق، وأشار إلى نقص نسبة الذبح بالمجازر إلى 50%، محذرا من ارتفاع أسعار اللحوم فى الأعياد بطريقة مخيفه، حيث إن المزارع الحكومية تطرح سعر البتلو والضانى بـ22 جنيها، والكندوز حى بـ 37، وبعد ذبحه سيصل 40 جنيها للبتلو والضأن، و60 جنيها للحوم العادية.

وفى كفر الشيخ انعدم الإقبال على شراء اللحوم بسبب ارتفاع الأسعار وجشع التجار الذين لم يتفقوا على سعر محدد لأنواع اللحوم، حيث إن النباتى وصل سعره إلى 55 جنيها عند بعض التجار وعند آخرين 46 جنيها، أما العجالى وصل سعره لـ44 جنيها، ومنهم من يبيعه بـ40 جنيها، أما الضانى وصل سعره إلى 45 جنيها، ومنهم من يبيعه بـ40 جنيها، أما الجملى الصغير بـ42 جنيها، ومنهم من يبيعه بـ40 جنيها، وسعر الدجاج البلدى وصل إلى 16جنيها، والأبيض 13جنيها للكيلو، وعلق التجار لافتات لبيان الأسعار لجذب المشترين، وهذا لم يحدث من قبل، وأكد المهندس أحمد زكى عابدين أنه قرر توفير اللحوم بالجمعيات الاستهلاكية التابعة لوزارة التموين بسعر 25 جنيها.
وفى أسيوط سيطرت حالة من الغضب بين جموع المواطنين نتيجة الارتفاع الجنونى وغير المنطقى لأسعار اللحوم فى مراكز محافظة أسيوط وقراها، وكانت بعض القرى قد قامت بمقاطعة اللحوم نتيجة جشع الجزارين، ومن هذه المناطق مركز ديروط الذى قام بعمل مقاطعة كاملة للحوم بعد التنسيق الكامل بين مواطنى المركز، الأمر الذى أدى إلى تراجع أسعار اللحوم بشكل واضح من 45 إلى 35 جنيها، ولكن ما إن انخفضت الأسعار حتى تقاتل المواطنون على الشراء، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير مرة أخرى.
عصام إمام، مدرس، قال إن ما تشهده الدولة من ارتفاع اللحوم يدل على ضعف الرقابة على هذه الأسعار وغياب دور الرقابه التموينية التى تجعل من المستهلك دمية فى يد التاجر، فمعظم التجار الآن هم المتحكمون فى الأسعار.
مؤكدا أن أسعار اللحوم تصل إلى أكثر من 48 جنيها فى أسيوط، كما يحدث التلاعب أيضا بالوزن، فبعد أن خرجت من عند الجزار وقد اشتريت كيلو اللحم، وعندما وزنته فى مكان آخر وجدته كيلو إلا ربعا يعنى (موت وخراب بيوت).

من جانبه أكد مصطفى على، موظف بالغرفة التجارية، أن الغرفة تحاول أن تكثف من تواجدها للسيطرة على أزمة، ومحاولة تثبيت سعر للحوم بما يتناسب مع العرض والطلب، مع مراعاة متوسط دخل الفرد فى أسيوط، وناشد المواطنين عدم الإقبال على الجزارين للمساعدة فى عملية التخفيض.

وفى محافظة الشرقية حدث ارتفاع جنونى فى أسعار اللحوم البلدية، حيث وصل سعر كيلو إلى أكثر من 55 جنيها فى المدينة، بينما وصل فى القرى 50 جنيها، وأرجع أعضاء مجلس محلى المحافظة ارتفاع أسعار إلى ضعف الرقابة التموينية على التجار.

بينما أكد أسامة سلطان، رئيس مجلس إدارة الغرف التجارية بالشرقية، أن هذه الزيادة غير مبررة وغير منطقية نتيجة عدم وجود رقابة فعلية على الأسواق، إلى جانب أنه منذ عدة أشهر ارتفعت أسعار الأعلاف، مما نتج عنه ذبح عدد كبير من الماشية لعدم قدرة أصحاب المزارع على تكاليف التسمين، الأمر الذى أدى إلى نقص عدد الماشية فى الأسواق نتيجة ذبح الإناث.

كما شهدت أسعار اللحوم بمحافظتى القليوبية وبنى سويف ارتفاعا ملحوظا فى الأسعار.. ففى القليوبية يتراوح سعر اللحوم ما بين 35 جنيها لكيلو اللحم الجملى، و40 جنيها للبتلو، و45 جنيها للكندوز، فى حين أن لحوم الدجاج شهدت ارتفاعا كبيرا أيضا، حيث وصل سعر الكيلو من الدجاج الأبيض إلى 14 جنيها.

فى البداية أكدت الحاجة سامية، ربة منزل، أن أسعار اللحوم تشهد ارتفاعاً يوميا فى الأسعار، حيث وصل سعر الكيلو إلى 45 جنيها دون أى مبرر منطقى، وكل ذلك فى غفلة من المسئولين.
وأكد السيد محمود، محاسب، أن هذا الارتفاع الجنونى فى أسعار اللحوم لا يتناسب بأى شكل من الأشكال مع مستوى الدخل للفرد، فكيف بشخص يتقاضى 600 جنيه شهريا ولديه 3 أولاد أن يشترى كيلو لحمة بـ45 جنيها.

كما أكد الحاج محمد على أن الارتفاع فى الأسعار ليس فقط فى اللحوم، إنما فى كل السلع الأساسية مثل اللحوم 45 جنيها، والسكر وصل إلى 5 جنيهات، والزيت ومساحيق الغسيل "طيب احنا هنجيب منين".

ومن جانبه أكد سامى حسن، رئيس الرقابة التجارية بالقليوبية، أن مديرية التموين بالقليوبية تقوم بحملات منتظمة على الأسواق، وأن أى مخالفات للأسعار تقابل بكل حزم، وطالب الأهالى بضرورة شراء اللحوم المجمدة الموجودة فى المجمعات الاستهلاكية بأسعار أقل بكثير من الخارج، حيث وصلت الأسعار إلى 18 جنيها للكيلو.

كما طالبات الدكتوره دينا محمد، طبيبة، الأهالى بالتقليل من استخدام اللحوم واستخدام أغذية بديلة تعطى القيمة الغذائية نفسها مثل عش الغراب، والفول الصويا، ومحاولة التقليل من اللحوم قدر الإمكان.

وأكد أحمد بيومى، جزار، أن السبب فى ارتفاع الأسعار هم المربين للمواشى، وأكد أنه يقوم بشراء الكيلو قائم بـ33 جنيها، أى أنه لا يوجد مكسب للجزار، كما يتوقع الناس وأكد أن المربى مطر لذلك، حيث إن أسعار الأعلاف ارتفعت فى الفترة الماضية بصورة كبيرة.
أما فى محافظة بنى سويف، فقد شهدت أسعار اللحوم ارتفاعا ملحوظا خلال الأسبوعين الماضيين كباقى السلع الغذائية، حيث قفزت أسعار اللحوم حتى وصلت إلى 45 جنيها، ولم يتم السيطرة على المشكلة حتى الآن .

يقول الدكتور عبد الرحيم محيسن، مدير عام الطب البيطرى، إن سبب ارتفاع أسعار اللحوم هو اقتصار مزارع الحيوانات على المزارع الحكومية، حيث وصل سعر "الذبيحة" إلى أكثر من 15 ألف جنيه إلى جانب قلة عدد المواشى التى يتم تربيتها، وأضاف محيسن أن هناك مشكلة كبيرة وهى لجوء بعض الجزارين إلى ذبح الذبيحة "العشر" التى تعتبر كارثة فى حد ذاتها.

وأضاف أن هناك مافيا للجزارين التى تتحكم فى سعر السوق، على الرغم من أن محافظ بنى سويف منع خروج اللحوم المجمدة من المحافظة، إلا أنه يتم تهريب اللحوم من خلال القرى الجانبية.

أضاف أنه لابد من ضبط سعر اللحوم فى الأسواق حتى تصل للمستهلك بالسعر المناسب، وأضاف محيسن أنه يجب فتح باب الاستيراد للحوم المجمدة، فى حين يقوم الجزارون بعقد اجتماعات خاصة يتم خلالها الاتفاق على رفع سعر اللحوم، من خلال كبير للجزارين فى كل منطقة، ويتم هذا خلال اجتماع، وأكد المصدر أن رفع سعر اللحوم فى صالح الجزارين فى المقام الأول الذى قد يصل ربحه فى الكيلو الواحد 10 جنيهات.

فى حين أكد الدكتور محمد سيف، أستاذ الطب البيطرى بجامعة بنى سويف، أن ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل كبير وانخفاض إنتاج الدواجن نتيجة لممارسات الدولة والشركات الاحتكارية تسبب فى ارتفاع أسعار الدواجن، إضافة إلى أزمة أنفلونزا الطيور، كما أن النقص فى كميات الدواجن التى يتم إنتاجها فى مصر وراء ارتفاع أسعار اللحوم.

وأضاف أن القرارات التى يتم اتخاذها بمنع تداول الدجاج الحى دون توفير مجازر وثلاجات أثر على كميات الدواجن وتواجدها بالأسواق، فأصبح العرض أقل من الطلب، كما أن هناك بعض القرارات من الدولة وراء الأزمة، مثل السماح بدخول العجول الحية إلى الأسواق التى تم نقل الأمراض عن طريقها مثل الحمى القلاعية وغيرها، فى حين كان يجب توفير مجازر على الحدود لذبح العجول وتوزيعها مذبوحة على المحافظات.

ويقول رمضان عبد الله – جزار – إن الجزارين ليس لهم ذنب فى رفع أسعار اللحوم، وأضاف أن عملية البيع والشراء عرض وطلب، حيث يفضل بعض الجزارين شراء العجول من بنى سويف ويقومون بذبحها وبيعها فى القاهرة بأسعار أعلى من سعرها ببنى سويف، مما تسبب فى ارتفاع أسعار العجول، وبالتالى ارتفعت أسعار اللحوم.

ويقول بدر كمال – جزار- إن سبب ارتفاع أسعار اللحوم هو ارتفاع أسعار المواشى فى حالة توافرها، حيث إن أسعارها أعلى المحافظات الأخرى.

وتقول إحدى السيدات – من أمام أحد الجزارين - إنها تحاول تعويض ارتفاع أسعار اللحوم من خلال شراء الطيور كالبط والفراخ البلدى، إلا أنها فى المقابل لا تستطيع الاستغناء عن شراء اللحوم البلدى، على الرغم ارتفاع أسعارها، فى حين لم تتأثر حركة البيع والشراء بعد ارتفاع الأسعار، حيث إن هناك طوابير طويلة على الجزارين وإقبال من المواطنين على شراء اللحوم.

من جانبه قرر الدكتور سمير سيف اليزل، محافظ بنى سويف، تشكيل لجنة من التموين والطب البيطرى والشئون المالية والقانونية بالمحافظة لشراء المذبوحات من مجزر بمدينة بنى سويف بعظامها وطرحها للجمهور مشفاة ،على أن تقدم المحافظة دعماً لفروق الأسعار لضمان وصول هذه السلعة الحيوية للمواطنين بأسعار معقولة، وبدأت الشوادر بيع اللحوم فى مناطق حوض الدلالة وبنى عطية وميدان حارث والجزيرة المرتفعة والعيادة الشاملة والإسكان وميدان المديرية ولمدة 3 أيام بمناسبة المولد النبوى الشريف، على أن يتم تعميم التجربة فى باقى المدن والقرى الكبرى على مستوى المحافظة. فى حين طالب المواطنون بأن يتم تعميم التجربة على جميع مدن وقرى المحافظة للقضاء على الارتفاع غير المبرر فى أسعار اللحوم.

وفى السويس أعلن علاء الدين مرتضى، وكيل وزارة التموين بالسويس، عن طرح كميات من اللحوم الإثيوبية فى شوادر بأحياء المحافظة لحل أزمة ارتفاع أسعار اللحوم، بعدما تجاوز سعر الكيلو خمسين جنيهاً.

وقال مرتضى سيقوم المجلس المحلى للمحافظة بتحديد أماكن الشوادر، مضيفا أنه من المتوقع أن يباع سعر كيلو اللحوم الإثيوبية بـ30 جنيها، إلى جانب توفير كميات من اللحوم البلدية فى المجمعات الاستهلاكية ولن يتجاوز سعر الكيلو 35 جنيها .

وناشد وكيل وزارة التموين بالسويس وسائل الإعلام بضرورة نشر الوعى بين المستهلكين بسلامة اللحوم المجمدة وجودتها واستعمالها كبديل للحوم الطازجة .











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة