على الرغم من تواجد ملف الصراع العربى الإسرائيلى والقدس على رأس أجندة القمة العربية الـ22 التى يجرى الآن الاجتماعات التحضيرية لها فى مدينة سرت الليبية، إلا أن مصادر دبلوماسية كشفت أن هذا الأمر ربما يتم إزاحته للبند الثانى أو الثالث، وذلك فى ظل موضوعات من المتوقع أن يتم طرحها من جانب ليبيا ومناقشتها، والتى كانت ليبيا قد طرحتها فى العام الماضى فى قمة الدوحة فى الاجتماعات المغلقة، إلا أنها لم تحظ بالمناقشة الكافية ومن المتوقع أن تناقش هذا العام من قبل ليبيا بصفتها رئيس القمة الحالية والتى تستضيفها فى مدينة سرت مسقط رأس العقيد معمر القذافى قائد الثورة الليبية.
الموضوعات التى تطالب بها ليبيا وفقا لمصادر دبلوماسية عربية مشاركة فى الاجتماعات التحضيرية لقمة سرت، هى ثلاثة، تتركز فى المطالبة بأن يكون هناك صلاحيات أكبر للرئيس الذى يتولى رئاسة القمة لمدة عام، كما أكد الجانب الليبى لفعالية دوره على مدار العام فى تنفيذ القرارات التى تخرج عن القمة، بالإضافة إلى إمكانية سؤال الأمين العام للجامعة العربية شخصيا أمام رئيس القمة إذا استدعى الأمر ذلك، كما طالبت ليبيا بإنشاء مفوضيات عليا تابعة للجامعة على غرار المفوضية العليا للأتحاد الأفريقى، وهو ما يرجع إلى تأثر العقيد معمر القذافى بتجربة الاتحاد الأفريقى، أو تعيين وزير للشئون الخارجية، كما هو الحال فى الاتحاد الاوروبى والذى تمثلة كاترين أشتون التى كانت فى زيارة مؤخرة للمنطقة.
وعلم "اليوم السابع" أنها كلها أفكار ربما تكون إيجابية وهدفها لتفعيل عمل الجامعة العربية، إلا أنها شائكة وتحتاج إلى مناقشات متعمقة لأنه ربما يكون هناك بعضها فى حاجة إلى تعديلات فى ميثاق الجامعة العربية وهو الأمر الذى وصفة المصدر بـ"الصعب".
وفى الوقت ذاته أكدت المصادر أن كل ما أثير عن قضية تدوير منصب الأمين العام وأن هذا الموضوع سيكون مطروحا كبند على جدول أعمال القمة العربية الـ22 كلام غير دقيق، حيث أن هذا الأمر لن ولم يطرح كبند على جدول أعمال القمة ولا حتى سيناقش خلف أبواب الاجتماعات المغلقة، وكانت ليبيا ومعها دول آخرى مثل الجزائر وقطر تطالب بحق الدول العربية فى منصب الأمين العام وألا يكون حكرا على مصر وحدها، إلا أن المصدر أكد على حسم هذا الموقف بين الدول العربية وأن الأمين العام يكون من دولة المقر.
من جهة أخرى قال دبلوماسى مصرى لـ "اليوم السابع" إن مصر لن تطرح على قمة سرت طلب دعمها من الدول العربية للحصول على مقعد فى مجلس الأمن، لافتا إلى أن هذا الأمر طرح أكثر من مرة وفى أكثر من اجتماع، لافتا إلى حصول القاهرة على قرار بل ووعد من الجامعة العربية بدعمها فى الوصول لهذا المقعد، وهو ما يرجع إلى مكانة مصر بين الدول العربية وحقها فى الحصول على هذا الدعم، إلا أنه لفت إلى أن مصر وبعد وجود خلافات بينها وبين بعض الدول العربية مؤخرا مثل الجزائر وقطر وسوريا فلن تسعى لفتح هذا الملف مرة أخرى حتى لا تجد أصواتا معارضة.
ورغم اهتمام مصر بملف الصراع العربى الإسرائيلى والقضية الفلسطينية إلا أنها فى هذه القمة ستركز على تفعيل مقترحها بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية والمدعومة من جانب السعودية وستكون قضيتها الأولى هى الخروج من القمة بقرار فعال فى هذا الشأن.
