"دينا" الطفلة التى تبلغ من العمر عامين جاهد والدها حتى تمكن من الحصول على موافقة لإجراء عملية جراحية لها بسبب إصابتها بانفصال بشبكية عينها، إلا أنه لم يكن يعلم أنه يسابق الزمن حتى تنضم ابنته إلى قائمة ضحايا الإجرام الطبى.

الطفلة "دينا" المجنى عليها أثناء إيداعها غرفة العناية المركزة
"عبد الرازق أحمد" والد الطفلة "دينا" المجنى عليها روى تفاصيل ما تعرضت له ابنته لليوم السابع قائلا "أنا مواطن غلبان أعمل بمهنة الحلاقة، راضى ومقتنع بما يقسمه الله لى من رزق يوميا، تزوجت منذ سنوات وأنجبت ابنتى، حيث شهدت مستشفى قصر العينى عملية وضع زوجتى، وأخبرنى يومها الطبيب ضرورة إجراء كشف طبى عام على الطفلة للتأكد من خلوها من أى أمراض، وخاصة القلب، وبالفعل سافرت إلى مركز مجدى يعقوب للقلب فى أسوان، وأخبرنى الدكتور مجدى بعد إجراء الكشف الطبى على ابنتى أنها مصابة بثقب فى القلب إلا أن حالتها الصحية طيبة خاصة أن ذلك الثقب يصاب به العديد من الأطفال عقب الولادة ولا يؤثر على حالتهم الصحية، وأكد لى أن الأمر لا يحتاج لإجراء عملية جراحية.
وأضاف والد الضحية "وعقب ذلك وأثناء قيام زوجتى بحمل ابنتى بين يديها سقطا أرضا دون قصد مما أسفر عن إصابة ابنتى بتجمع دموى بالمخ وتم شفاؤها منه بعد تلقى العلاج، إلا أن الأمر أسفر عن إصابتها بانفصال بشبكية العين اليمنى.
وبعد مرور عام ونصف على تلك الواقعة اكتشفت أن ابنتى نظرها ضعيف، فتوجهت بها إلى مستشفى خاص للعيون، وأكد لى الطبيب أنها تحتاج لإجراء عملية جراحية بسبب إصابتها بانفصال بشبكية العين، وتقدر قيمة العملية بمبلغ 16 ألف جنيه.
وذكر والد الطفلة "نتيجة لعدم امتلاكى المبلغ المطلوب لإجراء العملية الجراحية لابنتى أرسلت عددا من الخطابات لوزير الصحة حتى يساعدنى فى إجراء العملية، إلا أننى لم أتلق أى رد، مما دفعنى لتسجيل مقطع فيديو لحالة ابنتى وقمت بنشره على مواقع التواصل الاجتماعى منها "فيس بوك" حتى تمكنت من التوصل للمتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة الذى طلب منى التوجه إلى مستشفى الهرم ولقاء مدير المستشفى.

الطفلة قبل تدهور حالتها الصحية
وفى اليوم المحدد لإجراء المقابلة توجهت للمستشفى وتحدث مع مدير المستشفى وتم الاتفاق على إجراء العملية الجراحية بعد معاناة، وقام الأطباء بحجز الطفلة بالمستشفى تمهيدا لإجراء الجراحة بها.
واستكمل والد المجنى عليها حديثه قائلا "أجرى الأطباء عددا من الفحوصات الطبية للتأكد من خلوها من أى أمراض أخرى، وبالفعل أثبتت التقارير أنها غير مصابة بأى نوع آخر من المرض، وبدأ الأطباء فى تجهيز الطفلة لإجراء الجراحة بإعطائها حقن "فيتامينات" ومقويات، حتى جاء اليوم الذى شهد جريمة الإهمال، حيث كنت بصحبة ابنتى بالمستشفى وأجلس بها بصحبة أحد أفراد الأمن الذى تربطنى به علاقة صداقة، وفوجئت بزوجتى تطلب منى إحضار الطفلة إلى غرفتها استعدادًا لحقنها بالمقويات، حيث حضرت ممرضة وبحوزتها عدد من الحقن، وقامت بحقنها باستخدام "حقنة" يبلغ طولها 10 سم، تحتوى على "كالسيوم"، وفوجئت بها تقوم بحقنها بما يقرب من 8 سم من محتوى الحقنة بالرغم من أن الوضع الصحى للطفلة يتطلب إعطاؤها الجرعة بواسطة "التنقيط" وليس الحقن، وعقب ذلك بثوانٍ معدودة فوجئت بابنتى تفقد وعيها وتغير لون جسدها، فحملتها واستغثت بالأطباء فحضرت "طبيبة" بالمستشفى وأودعت ابنتى بغرفة العناية المركزة وحاولوا إسعافها إلا أنها دخلت فى غيبوبة بعد إصابتها بجلطة بالقلب وأخرى بالمخ.

والد المجنى عليها يتحدث عن جريمة الإهمال فى حق ابنته
واستطرد والد الضحية حديثه قائلا "عقب مرور عدة أيام قام الأطباء بوضع ابنتى على جهاز التنفس الصناعى، وحينها تأكدت أن حالتها الصحية تدهورت إلى الحد الأدنى ولا يوجد أمل فى شفائها، وطلبت منهم تقريرا يفيد بحالة ابنتى الصحية وبالفعل حصلت عليه، وبعد يومين من وضعها على جهاز التنفس فوجئت بمدير المستشفى يخبرنى أن ابنتى توفت وقال لى "البقاء لله".
وفى اليوم التالى توجت إلى قسم شرطة الطالبية وحررت محضرا اتهمت فيه مدير المستشفى والممرضة التى حقنت ابنتى بالإضافة إلى اثنين من أطباء المستشفى بالإهمال والتسبب فى وفاة ابنتى، وبدأت النيابة حيث قدمت كافة التقارير الطبية التى تفيد أن ابنتى لم تكن تعانى من أى أمراض قبل دخولها مستشفى الهرم، كما حصلت على خطاب من المركز الطبى للدكتور مجدى يعقوب يفيد أن ابنتى لم تجر جراحة قلب، كما سلمت النيابة الحقنة التى كانت تحتوى على العقار الذى حقنت به الممرضة ابنتى وتسبب فى وفاتها، حيث كنت قد حصلت عليها وقت الحادث، وقامت النيابة بتحريزها وإرسالها للطب الشرعى.

خطاب موجه من نيابة العمرانية لمركز الدكتور مجدى يعقوب للإفادة بإجراء الطفلة لجراحة قلب من عدمه
والدة الضحية أكدت لليوم السابع، أنها عقب فقد ابنتها تدهورت حالتها الصحية لازمت على أثرها الفراش حزنا على وفاة طفلتها التى كانت تتمنى لها مستقبلا باهرا، حيث كانت تحلم أن تقوم بتجهيزها لتقديمها لعريسها فى حفل الزفاف وليس تغسيلها لدفنها.
وطالبت والدة الضحية وزارة الصحة بالتحقيق فى الحادث ومعاقبة المسئولين والجناة، كما طالبت وزير العدل والنيابة العامة بسرعة الانتهاء من التحقيقات والتوصل إلى الجانى المسئول عن وفاة ابنتها.

الطفلة بعد إصابتها بجلطة فى المخ والقلب

شهادة طبية تفيد بعدم إجراء الطفلة لجراحة فى القلب

والد الضحية اتهم أطباء المستشفى بالإهمال

الضحية قبل احتجازها بمستشفى الهرم