انت مش انت بعد "الجواز".. أطباء: تغييرات نفسية وجسدية تحدث للرجل والمرأة بعد دخول عش الزوجية.. الزواج برىء من "التخن" والعيب فى أكل المدام.. والزوجة فى سنة أولى ملكة التناقضات

الأحد، 18 يناير 2015 06:30 م
انت مش انت بعد "الجواز".. أطباء: تغييرات نفسية وجسدية تحدث للرجل والمرأة بعد دخول عش الزوجية.. الزواج برىء من "التخن" والعيب فى أكل المدام.. والزوجة فى سنة أولى ملكة التناقضات عريس وعروسة - أرشيفية
كتبت مروة محمود إلياس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لكل من يتردد فى اتخاذ هذه الخطوة الفارقة فى الحياة، لا تنزعج، فالزواج قد يحولك لشخص آخر أفضل مما كنت تتخيل، حيث يشعر الكثيرون رجالاً ونساء بالذعر من قرار الزواج، ولعل الأيام التى تسبق الزفاف تبرهن على مدى التوتر النفسى والانزعاج الذى يمر به الرجل والمرأة خوفًا من المسئولية و"شيل الهم"، ورعبًا من هذه المهمة الثقيلة التى لا تتكرر كثيرًا فى العمر!

وعكس ما يعتقد غالبية المضربين والمضربات عن الزواج، فقد يصبح الزواج علامة فارقة فى حياة كل منهما، وتتحول الشخصيتان تدريجيًا إلى الأفضل، هذا ما أكده بعض علماء وخبراء النفس والاجتماع.

للمحظوظين فقط

المحظوظ فقط هو من يصبح زواجه علامة فارقة للأفضل فى حياته، فقد يكتشف فجأة أنه رجل ذو قدرة على إدارة منزل، وتحمل عبء أسرة كاملة دون انزعاج وبحب بالغ، وهؤلاء حسبما يعددهم الأستاذ الدكتور محمود غلاب أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة سابقًا والمعالج النفسى، هم المحظوظون بحق، وبنسبة معينة يكون لديهم من الدوافع الشخصية والسلامة النفسية ما يجعلهم قادرين ومتقبلين للتغير إلى الأفضل.

فالكثيرون لا يحبون شخصياتهم كما هى ولا يتقبلون أخطاءهم وعثراتهم ويظلون فى بحث دائم وراء فرصة واحدة تساعدهم على تحسين حياتهم وشخصياتهم، وهو ما قد يوفره لهم دخول شريك جديد فى الحياة، فيغير من المستقبل بالكامل.


الزوج يتغير.. ويصبح شيخًا فى أيام

قد يتعرض الزوج فى بداية تجربة الزواج إلى حالة من الاندهاش لفرط المسئوليات التى وقعت على عاتقه فجأة، والوضع متباين من رجل لآخر، ولكن مما لا شك فيه أن أغلب الرجال تتحول اهتماماتهم فجأة ويصبح شغلهم الشاغل التفكير المادى والاجتماعى.

ويضيف د.غلاب فى صبيحة أول يوم زواج قد يصبح الرجل المتزوج شخصًا أكثر عقلانية، وهذا ما تؤكده التجارب والدراسات، فالتعقل والتمهل، وقلة التهور مع التركيز فى القرارات والاختيارات، هى أهم الجزئيات العقلية والنفسية التى يطالها التغيير فى الرجل، لافتًا إلى تغير نفسية الرجل إلى الأفضل قليلاً، وشعوره ببعض من الاستقرار النفسى الخاص بالشق العاطفى فى حياته، حيث يشعر بالرسو على شاطئ الاستقرار فجأة، وهو ما يجعله أكثر تقبلاً لظروف الحياة، وأقل تمردًا عليها.

هذه التغييرات قد تحمل شقًا سلبيًا أو تغييرًا نفسيًا غير إيجابى للرجل، حيث يمكن أيضًا أن يصبح الرجل سريع القلق، كثير التوتر، كثير التفكير، مترددًا فى اتخاذ القرارات المصيرية، مهتم بتفاصيل الأمور، وهو ما يحوله إلى شحص شديد الحساسية كثير الغضب وسريع الاستثارة.

وقد يصبح الزوج غير قادر على تقدير الخطأ والصواب بشكل عقلانى، فتؤثر التغييرات النفسية على مزاجه الذى قد يتحول إلى مزاج متقلب كثير الغضب، ويصبح الشخص أكثر جدية، وهو ما لا تحبه النساء.

طفل كبير!

وفى الوقت الذى يزداد فيه عمر الرجل العقلى، يقل عمره العاطفى ليتحول أغلب الرجال إلى أطفال كبار، فيجد متعته فى الشعور بالانتساب لحبيبته وزوجته، ويشعر بجانب مسئوليته عنها أنه مسئول منها بشكل خاص، فهذا الشعور يمر به أغلب الرجال، نتيجة شعورهم بالاهتمام المختلف من زوجاتهم، والذى يختلف عن اهتمام أى فرد آخر فى الحياة به، فهى سكنه ومنبع مودته!

حواء والزواج تغييرات نفسية لا تنتهى

أما المرأة، وكما يشير د.غلاب فلا تسلم من تلك التغييرات، فبالفعل تؤكد الكثير من الإحصائيات أن المرأة تسعد كثيرًا بالزواج نتيجة شعورها بالاستقرار النفسى والعاطفى، فتكوين المرأة يبحث دومًا على الأمان، ومشتاق للاستقرار، فنظرية الرجل الأوحد تتجسد لديها فى الزوج الذى تعتبره رفيق الأبد، ولا يمكنها التفكير فى غير ذلك.

ومن السمات الجديدة التى تتسم بها الزوجة بشكل إيجابى، أنها تصبح أكثر تعقلاً، وتشعر بالأمان والاستقرار ما يزيد من هدوئها وتفكيرها المتزن والعقلانى، وتتحول اهتماماتها إلى أمور أكثر جدية، وتصبح أكثر ثقافة نتيجة بحثها الدائم عن طرق لإسعاد الزوج والاقتصاد ماديًا.

وفى صبيحة الزواج، قد تتحول المرأة إلى شخصية تجمع المتناقضات، عكس الرجل الذى يحدث له التغيير بشكل أسرع وأوقع، فالمرأة بسبب عاطفتها الغالبة، قد تعانى من تناقضات فكرية ونفسية، فتجمع بين سعادتها بالزواج، وحزنها وخوفها من المستقبل والمسئولية، ما قد يتسبب لها فى فقدان التركيز وفقدان القدرة على ترتيب الألويات، مع عدم القدرة على استيعاب كم المسئوليات الملقاة على عاتقها فجأة، فتصبح أكثر اهتزازًا عاطفيًا، وشديدة الحساسية، ومنعدمة الاتزان، وفاقدة القدرة على اتخاذ قرار صائب وسليم، مع عدم قدرتها على حل المشكلات المفاجئة.

ويضيف: قد يؤثر ذلك على اتزانها النفسى فتصبح أقل ركوزًا، وأسرع غضبًا وعرضة لاهتزازات نفسية عنيفة، وشاعرة بالإخفاق، وهو ما يفسر ظاهرة اكتئاب الفتيات فى السنة الأولى من الزواج.

ولعل تلك التغيرات النفسية التى تطرأ على الطرفين، لها جانب مشرق وإيجابى، أهميته تكمن فى أنه عبارة عن خبرة حياتية، تقوى النفسية وتجعل منهما شخصين يتمتعان بالصلابة النفسية التى يحتاجاها فى السنين المقبلة.

طفلة وأم.. ملكة التناقضات

الزواج قد يحول الفتاة لطفلة صغيرة ترتمى فى أحضان الأمان والمتمثل فى الزوج، فتصبح ابنة زوجها، وفى الوقت ذاته تشعر بمسئولية تجاهه وتجاه أبنائهما القادمين، فهذا التفكير وحده يجعل منها امرأة جديدة تولد من البداية، وتصبح أكثر اهتمامًا بأمور مختلفة عن تلك التى كانت تعتنقها فى السابق، فتصبح الحياة أكثر أهمية ولها دور هام فيها، وهذه منافع حكمة الأمومة.

الزواج برىء من "التخن ".. والعيب فى أكل المدام

وعن أهم جوانب التغييرات التى تطال الطرفين بعد الزواج جسديًا، لا يتوقف الكثيرون فى التفكير فى "التخن" بعد الزواج، والزيادة غير المعقولة فى الوزن التى تطال الطرفين، ولعل هذه الفكرة مغلوطة رغم إيمان الكثيرين بها، وحسبما يؤكد لنا الدكتور محمد عبد الفتاح أخصائى الرعاية بمستشفى أبو الريش، فالزواج برىء من "التخن"، والعيب فى طعام "المدام".

ولم يتم الجزم بأن الزواج والعلاقة الحميمة تزيد من الوزن، على العكس فهى أداة للتخلص من الدهون وحرقها ورياضة جيدة للطرفين، وهو ما ينفى الاعتقاد بأن الزواج يزيد من الوزن.

ولكن ارتبط الزواج فى إرثنا الفكرى على الدوام بالطعام ككل مناسباتنا، وتجد المرأة فيه ملاذًا لإظهار مهارات الطبخ للرجل، ما قد يزيد من الوزن مع قلة الحركة وعدم التركيز على تقديم الأطعمة الصحية البعيدة عن الدهون والدسم غير المفيد فتصبح بوادر زيادة الوزن قريبة من الرجل والمرأة.

التغييرات الهرمونية طبيعية.. وقد تؤثر على الجانبين

وفى سياق أكثر تعمقًا يفيدنا الدكتور أيمن حمدى أخصائى النساء والتوليد بأنه قد تتباين حالة التغييرات الهرمونية التى تطال كلاً من الرجل والمرأة من حالة لأخرى، فالممارسة الجديدة والأولية للعلاقة الحميمة، تجعل منها أمرًا جديدًا على الجسم يجب أن يتقبله رويدًا، ولعل هذا السبب وراء تغير مستويات هرمون الإستروجين وهرمون اللبن لدى المرأة، أو هرمونات الذكورة لدى بعض الرجال نتيجة إسلوب الإثارة الجديد وطريقة الإرضاء الجنسى والإشباع لكليهما.

والتغييرات الهرمونية فى البدايات طبيعية مادامت لا تؤثر على ايا منهما ،او تخطيطهما للانجاب ،او فى حياتهما الحميمة والعامة .

استيعاب التغييرات يحلى الحياة

وأخيرًا فاستيعاب التغييرات ومتطلبات المرحلة الانتقالية بين العزوبية والزواج هو أمر مهم وضرورى للرجل والمرأة، لاستيعاب الزواج وقدرته على إحداث تغيير جيد إلى الأفضل ولعل الحب والمودة والسكينة والتفاهم أهم عوامل تخطى العثرات والتغييرات.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة