ووصفت صحيفة "هاآرتس" سلوك المسئولين الإسرائيليين فى مسألة المشاركة فى مسيرة التضامن مع فرنسا، اليوم، بـ"المهزلة"، وقالت إن التمثيل الإسرائيلى فى مسيرة التضامن مع فرنسا، التى ستجرى اليوم، تحول إلى مهزلة، مضيفة "بعد ساعات طويلة من النقاش والضغط، والتقلب فى الرأى، قرر نتانياهو السفر إلى باريس للمشاركة فى الحدث الذى يتوقع مشاركة حوالى مليون شخص فيه، بينهم عشرات القادة الأوروبيين".
وكان ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية قد بدأ فى نهاية الأسبوع الماضى، بالتحضير لمشاركة نتانياهو فى المظاهرة، وأجرى مستشاروه اتصالات مع قصر الإليزيه والسفارتين الإسرائيلية فى باريس، والفرنسية فى تل أبيب، لفحص الترتيبات.
وساد الانطباع بأن نتانياهو سيغادر إلى باريس مساء أمس السبت، لكن مسئولون فى ديوانه أعلنوا أنه قرر عدم السفر بسبب صعوبة تأمين الحدث الذى سيشمل مسيرة فى الشارع، وفى هذه الأثناء عقدت وزارة الخارجية جلسة تقييم للأوضاع برئاسة افيجادور ليبرمان، نوقشت خلالها مسألة حماية السفارات والقنصليات الإسرائيلية فى الخارج وفى أوروبا خاصة، خشية تعرضها إلى عمليات.
وفى ختام الجلسة، أعلن ليبرمان نيته السفر للمشاركة فى المسيرة، وتمثيل إسرائيل، وبعد عدة دقائق أعلن مكتب نفتالى بينت، الذى يشغل منصب وزير الجاليات أيضا بجانب وزارة الاقتصاد، أن الوزير سيشارك فى المسيرة، ويلتقى مع الجالية اليهودية الفرنسية، ولما تم تبليغ ديوان نتانياهو بقرار ليبرمان وبينت، سارع بعد فترة وجيزة إلى الإعلان بأن قرار سفر نتانياهو إلى باريس لم يحسم بعد.
وأوضحت هاآرتس أنه بعد ثلاث ساعات، استكمل نتانياهو تردده وأعلن ديوانه بأنه قرر السفر، مضيفة أن السلوك الإسرائيلى الرسمى مساء أمس، أثار استهجانًا فى الجانب الفرنسى، الذى تلقى تقارير متناقضة كل عدة دقائق حول التمثيل الإسرائيلى فى المسيرة.
وتنظم فى فرنسا اليوم المسيرة الوطنية للتضامن مع ضحايا العمليات الإرهابية وللتنديد بالإرهاب تحت اسم "مسيرة الجمهورية"، والتى سيشارك فيها الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند وعشرات رؤساء الدول والحكومات.
ولفتت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن تنسيق الزيارات مع السلطات الفرنسية فى ظل المتغيرات المتسارعة فى تشكيلة الوفد خلقت نوعًا من البلبلة يبدو أنها نابعة من التنافس الانتخابى الداخلى، مشيرة إلى أن السبب الذى برر نتانياهو به عدم مشاركته الدواعى الأمنية لم يتغير عليه شىء، لكن ما تغير هو الدواعى الانتخابية.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن نحو 45 قائدًا أجنبيًا من رؤساء دول وحكومات وممثلى منظمات دولية سيشاركون فى هذه التظاهرة بعد استقبالهم فى الإليزيه من قبل الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند.

موضوعات متعلقة
وزير الخارجية يصل باريس للمشاركة فى"مسيرة الجمهورية"المنددة بالإرهاب