أكتب لكم مقالى هذا لأستغيث لمسئولى الإعلام فى مصر وخصوصا مسئولى قطاع الإنتاج الدرامى فى مصر فبالرغم من أننا أصبحنا فى طريقنا للوصول لبر الأمان فى مصر، واختفاء مشاهد العنف والخراب والدمار الذى عانينا منه طيلة عدة سنوات مضت نجد معظم الأعمال الدرامية التى يتم إنتاجها حديثا، مازالت مليئة بمشاهد العنف والدم والخراب والدمار بل ومليئة بمشاهد التدخين والانحراف بين الشباب وتعاطى المخدرات بكافة أنواعها.
إذن وإلى متى سنظل فى تأخر هكذا ؟ فمن المفترض أن يكون القائمون على تلك األعمال سواء فنانين ومخرجين أو حتى منتجين قدوة حسنة لشباب مصر ، فمن المفترض أن تعمل تلك المسلسلات على إصلاح الشباب لا إفساده أكثر مما هو عليه ولكننا للأسف الشديد نرى العكس تمامًا فمن المفترض أن تلك المسلسلات هى نوع من الأنواع التى تذاع عبر إحدى تلك الوسائل والتى تعمل بدورها على إرشاد وتوجيه هؤلاء الشباب للإصلاح ولكننا نرى ما هو محزن... نرى العكس تمامًا فنرى فى طيات تلك المسلسلات مشاهد قتل وضرب وخراب... إلخ وبطبيعة الحال نتأذى من مشاهدتها لأن تلك المسلسلات من المفترض أنها عائلية يشاهدها كل أفراد العائلة وبالتالى يشاهدها أطفال فى أعمار صغيرة ونمنعهم فى حقيقة الأمر من مشاهدتها ونغلق التلفزيون...هل هذا يعقل؟
ناهيكم عن ذلك يا قرائى الأحباب مشاهد اافنحراف وتعاطى المخدرات بكافة الأشكال مما يعلم الشباب ذلك ويبدأوا فى تعاطى المخدرات.
هل هذا يعقل يا صناع الدراما ؟ أين القدوة الحسنة التى تصلح هؤلاء الشباب... فى صريح العبارة ومن خلال مقالى هذا اسمحوا لى أن أحيى قناة النهار دراما التى تذكرنا بمسلسلات الثمانينات من القرن الماضى والتى تخلو من مشاهد العنف والمخدرات وتخلو أيضا من الألفاظ التى تخدش الحياء العام مثلما نشاهد فى المسلسلات التى أنتجت حديثا وكأن تلك المسلسلات كانت تتنبأ بما سيحدث أو بما يحدث على الساحة الآن من أحداث مختلفة ولكنها كانت تراعى الذوق العام وهنا أنحنى لصناع تلك المسلسلات تقديرًا لاحترامهم عقلية المشاهد المصرى.
فأنا أكتب مقالى هذا موجهة كلامى لصناع الدراما لينظروا لتلك المسلسلات القديمة بالرغم من بهتان الصورة وضياع الألوان وعلى الرغم من قدم المسلسل ولكنها تتسم دائماً بالرقى والتحضر واحترام عقلية المشاهد بالرغم من أنها مسلسلات عفى عليها الزمن ومعظم أبطالها رحلوا عن عالمنا ولكن لابد أن يحتذى بها وبما أننا على مشارف عام جديد فأتمنى من صناع الدراما المصرية إنتاجا دراميا نظيفا خاليا من مشاهد العنف والقتل والمخدرات وخاليا من الألفاظ الخادشة للحياء وكافة السلبيات التى يعانى منها المجتمع المصرى فى الآونة الأخيرة.
صورة أرشيفية
