"بقعة دم" و"روح الحكاية".. مجموعتان قصصيتان جديدتان لمنير عتيبة

الإثنين، 29 ديسمبر 2014 09:03 ص
"بقعة دم" و"روح الحكاية".. مجموعتان قصصيتان جديدتان لمنير عتيبة الكاتب منير عتيبة
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدرت مؤسسة حورس الدولية مجموعة من القصص القصيرة جدًا بعنوان "روح الحكاية"، ومجموعة قصصية بالتعاون مع اتحاد كتاب مصر بعنوان "بقعة دم على شجرة"، للكاتب منير عتيبة.

تقول الناقدة الدكتورة امتنان الصمادى، فى دراستها عن مجموعة "روح الحكاية": لقد اعتاد المتلقى على نمط من بناء العلاقة بين الشعب والسلطة، فعادة تشكل السلطة رمزا للثبات بفعل القوة الذى تملكه والشعب يمثل دور المضطرب الخائف، لكننا نقع فى القصص على معالجة معكوسة خلافا للسائد، فالسلطة تصبح عند منير هى المضطربة والشعب هو الساكن أو الثابت، لكن ثباته ليس دليلا لقوته بمقدار ما هو دليل حيرته.

تنطوى القصص على روح الفرد المتطلعة إلى الخلاص بقوة تدمير الذات بالذات، ويظهر الفرد الشبح أو الفرد الأيقونة، حتى إن البناء يتقاطع فى العديد من القصص مع ما يعرف بسريلة الأدب، روح الحكاية عند منير عتيبة أصلها مسدس، وحلها مسدس، لكنه لا يصوب إلى قلب الظلم بل إلى قلب المظلوم، إن إرادة الفرد المسلوبة غير معروف لصالح من هذا السلب، ورغم ذلك يبدو العنوان متمما للنص بكل المقاييس.

لوحظ أن التعاطى مع فن القصة القصيرة جدا بمهنية عالية مكن من بروز ميزة أخرى تكاد تكون لازمة فى فن القصة القصيرة جدا ألا وهى القدرة على بذر الحكمة فى ثنايا القصص، فشدة التأمل والاستغراق فى الأنا يمنح النص خروجا إلى الكل بعيدا عن الفردية المطبقة.

ويقول الناقد محمد عطية محمود فى دراسته عن مجموعة "بقعة دم على شجرة": من خلال عنوانين داخليين دالين، يشطران المجموعة القصصية "بقعة دم على شجرة" لـ "منير عتيبة"، تبدو العلاقة بين الكتابة القصصية، وفلسفة المعايشة الحياتية المغايرة للواقع، أو المنحازة إلى الجانب الآخر من الحياة المفتقد فى دهاليز الحيرة الإنسانية، أو ربما الوقوع تحت تأثير الرغبة فى إعادة تشكيل العلائق المادية مع الواقع المحيط، من حيث اختلاف الزوايا الحياتية، ونزوعاً نحو اكتمال الرؤى المتعلقة بالحالة "القصصية.. الإبداعية" المتضاربة مع الحالة الحياتية المشتبكة مع الواقع، واللا واقع فى نفس الآن، يبدو ذلك كله مرتبطاً فى ضمير النصوص بمسيرة، ومصائر الشخوص التى تعانى ضغطاً نفسياً، وإن تفاوتت درجات تأثر كل منها بعناصر فقد أى من مقومات تلك الحياة أو ما تصبو إليه فيها، وهاجس كل منها للاكتمال أو التحقق من فشل هذا الهاجس.

حيث يلج "عتيبة" عالم مجموعته الجديدة، باستلهام روح أحد نصوصه فى مجموعته السابقة "كسر الحزن"، مستمداً منها مفتتحاً دالاً، ومؤثراً فى تعميق الرؤية الخاصة للمجموعة، والتى ترتبط بهذا الإحساس الفلسفى بقوة الفقد إمعاناً فى الالتصاق بقوة فى أمل ما ربما تحقق كاكتمال لهاجس ما.

يرتبط القسم الأول للمجموعة المعنون بـ "عن الزمن والمتاهة"، بعنصر الزمن الذى تسلل من نص المفتتح، متتبعاً هذا الخيط النفسي، والذى يربطه بدلالة المتاهة التى تتآلف معه، ليسيطرا على مجرى السرد الواقع بينهما، من خلال مجموعة داخلية من النصوص يلعب فيها الزمن، مع دلالات الفقد المعنوي، المتضافر مع المادى فى أغلب الأحوال.

وثمة صلة وثيقة بين القسم الثانى للمجموعة والمعنون "عن الحب والقسوة" بالقسم الأول "عن الزمن والمتاهة"، من حيث تأطير وتكريس دلالات الفقد التى تشغل الهم الرئيس لتلك المجموعة، وذلك أيضاً من خلال محاولة الولوج إلى العالم الذاتى النفسى لشخوص تسحقهم بيئتهم المشحونة بمزيج من المشاعر المتضاربة التى تتعامل مع كل شيء حتى مشاعر الحب و العاطفة بالقسوة، وهو ما نجح هذا العنوان الفرعى بالتعبير عنه بتلك الثنائية المتقابلة، والمتناصة مع الواقع السفلى لقاع المكان أيا كان، فالمكان هنا يلعب دورا رئيساً فى تجسيد المعاناة، فهو الحدود الضيقة التى تتحرك فيها هذه المشاعر المتضاربة، ولا تخرج خارج حيزها القدري. وذلك أيضاً من خلال مجموعة النصوص التى تتوافر لها عوامل عالم متكامل يمكن تجسيده بتواليها أو ارتباطها الملتزم بعنصر المكان، وبالتالى يتلاشى عنصر الزمن، تقابلاً مع نماذج القسم الأول التى حدث فيها العكس بطغيان عنصر الزمان وتلاشى عنصر المكان.

يذكر أن منير عتيبة فاز بالعديد من الجوائز والتكريمات كان آخرها جائزة اتحاد كتاب مصر فى القصة القصيرة لعام2014 عن مجموعته القصصية حاوى عروس، وتكريم نقابة العاملين بالتنمية البشرية وتعديل السلوك له كأفضل كاتب قصة فى 2014، وهو مؤسس ومدير مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة