المهم أن أحمد زويل تحول إلى رمز، وظل الشعب المصرى يردده على أبنائه وهم يجلسون على مكاتبهم وفى فصول دراستهم أو حتى وهم يقرفصون فى الشارع تحت أعمدة الإنارة يذاكرون دروسهم.. وأصبح من المتوقع أن تعلق صورة للدكتور أحمد زويل فى معامل المدارس والمعاهد.. وأن يسأل مدرس تلميذا عما يتمنى أن يكون فى المستقبل فيجيب بوعى كامل "زى الدكتور زويل"، لقد رفع أحمد زويل مستوى الحلم لدى الشعب المصرى.. وأصبحوا يشعرون بالنجاح يمر كل صباح فى دروبهم الضيقة الحانقة.
"أحدث الدكتور زويل ثورة فى علم الكيمياء" هكذا قالت الأكاديمية السويدية فى حيثيات منح جائزة نوبل لزويل، لكنه فى الحقيقة صنع أكثر من ذلك فقد أحدث الدكتور زويل ثورة من الخيال فى عقول الشعب العربى، فلم تسأله الأكاديمية مانحة الجائزة "ابن من أنت؟"، والمصريون كانوا فى حاجة ملحة لهذا النموذج الذى يعتمد على الذات ليصل، كانوا قد أرهقهم الخمول الذى أصاب الدولة والتصنيف الطبقى الذى أصبحت تعانى منه المؤسسات وانزواء الأحلام فى ركن مظلم فى الروح.
كرمه بالعالم وكرمته مصر، ومنحته قلادة النيل العظمى "أعلى وسام مصرى"، كما أطلق اسمه على بعض الشوارع والميادين، وأصدرت هيئة البريد طابعين بريد باسمه وصورته، ومنحته أيضًا جامعة الإسكندرية الدكتوراه الفخرية وتم إطلاق اسمه على صالون الأوبرا.
![](http://img.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/drrr55ffb.jpg)