مسرح القطاع الخاص يحتضر.. وغياب السياحة العربية جعلته يختفى

الأحد، 21 ديسمبر 2014 11:31 ص
مسرح القطاع الخاص يحتضر.. وغياب السياحة العربية جعلته يختفى المسرح
كتب رحيم ترك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا اختفى مسرح القطاع الخاص فى ظروف غامضة بعدما كان يقدم سنويا أكثر من 40 مسرحية؟ وأين نجومه الكبار بفرقهم؟ أين عادل إمام وسمير غانم ومحمد صبحى ومحمد نجم وسيد زيان وسهير البابلى وجلال الشرقاوى وأحمد آدم ومحمد هنيدى ومحمد سعد؟ ولماذا لم يظهر جيل جديد من المسرحيين يحملون راية مسرح القطاع الخاص الذى كان أحد روافد الدخل القومى المصرى لاعتماده على السياحة العربية؟ أسئلة كثيرة واستفسارات أكثر وضعناها أمام النجم أشرف عبدالباقى الذى يمثل جيل الكبار وله تجربة مسرحية وهى مشروع مسرح «تياترو مصر» ومخرج شاب له تجربة هو الآخر مع إحدى القنوات الفضائية الخاصة التى أنتجت عددا من الأعمال وهو المخرج إسلام إمام.

النجم أشرف عبدالباقى قال لـ«اليوم السابع»: إن مسرحيات القطاع الخاص تخضع لقانون العرض، والطلب وهى مثل أى مشروع، فعندما ينجح العرض المسرحى يربح المنتج ويدفع أجور الفنانين ويستمر العرض، ولو فشل يغلق المسرحية ويبدأ فى البحث عن أخرى، وذلك على عكس مسارح الدولة فهى غير مرتبطة بالربح المادى لأن الدولة تتكفل بإنتاجها من أجل نشر الوعى الثقافى فى المقام الأول.

وأوضح عبدالباقى أن هناك بعض الأسباب التى كانت لها آثار سلبية على المسرح الخاص، منها ظهور الموبايلات فى عام 96 الذى كلف الأسرة فى المتوسط 1000 جنيه شهريا، فذهب بذلك جزء كبير من الترفية لدفع فاتورة الموبايل بدلا من استخدامها فى الترفيه والذهاب للمسرح، وأيضا ظهور المولات التى أصبحت نزهة للجمهور ولم تكن موجودة فى الماضى.

وأضاف أن هناك بعض المشكلات الأخرى التى عانى منها المسرح الخاص وتسببت فى انهياره، وحاول التغلب عليها قبل أن يشرع فى تقديم عروض تياترو مصر، ومنها ساعات العرض المسرحى الذى كان يصل إلى 4 ساعات متواصل فى أوقات متأخرة فى الليل وحتى الفجر مما يصعب على بعض الأسر المصرية التواجد فى ذلك الوقت، لذلك حرص على أن تكون مدة العرض المسرحى فى تايترو مصر ساعتين فقط، وأيضا تخفيض سعر التذكرة إلى 50 جنيها للفرد، والذى كان يصل فى الماضى إلى 400 جنيه للفرد وهو أمر بالغ الصعوبة أن تتكفل به أسرة من أجل مشاهدة عرض مسرحى، وتدخره لتنفقه فى حاجاتها ومصاريفها الأساسية، مشيرا إلى أن ارتباط عروض تياترو مصر بالعرض التليفزيونى ساعد فى تغطية التكلفة الإنتاجية، وساعد فى استمرار تقديم العروض وتخفيض سعر التذكرة للجمهور، فضلا على تقديم النص الجيد الذى يضحك الجمهور بدون ابتذال أو ألفاظ محرجة.

أما المخرج «إسلام إمام» المشارك فى مشروع فرقة إم بى سى مصر المسرحية بمسرحية «اقفش متحرش» و«وزير من الوزراء» فقال، إن أزمة المسرح الخاص تعود إلى أكثر من 15 عاماً، وكانت لعدة أسباب، منها أجور النجوم الباهظة، التى يطلبونها لقبول تقديم عمل مسرحى، لأنهم انشغلوا بالأجور المرتفعه والسريعة التى يحصلون عليها من التليفزيون والسينما، والتى لا تتطلب وقتا ومجهودا كبيرا والتواجد لساعات طويلة يومياً مثل المسرح، ويحصلون من خلالها على أجور ضخمة، وهى منطقة مضمونة يستطيعون أن يقدموا من خلالها أكثر من عمل فى عام واحد وبالتالى تزداد أرباحهم.

وأضاف أن ارتفاع أجور النجوم تسبب بالتالى فى ارتفاع أسعار تذاكر المسرح والتى تتراوح بين 300 و400 جنيه للفرد، وهى قيمة مبالغ فيها جداً وليست فى متناول المواطن المصرى، وهو ما جعل الجمهور يبتعد عن المسرح، وكان المنتجون يعتمدون على السائحين العرب الذين يأتون لمشاهدة الأعمال المسرحية فى موسم الصيف، وهو الأمر الذى لم يعد يحدث بسبب أن السائح العربى أصبح ينجذب لبلدان أخرى، مما تسبب فى تفاقم الأزمة، فابتعد بالتالى المنتجون عن تقديم المسرح، ولجأوا للتليفزيون والسينما بدلا من البحث عن خطط بديلة وحلول للحفاظ على «أبوالفنون» من الانقراض.

وأشار إسلام إلى أنه عندما كان موجوداً فى إيطاليا لدراسة الإخراج المسرحى كان يستطيع أن يدخل جميع المسارح ومشاهدة العروض بها لأن أسعار التذاكر هناك منخفضة وفى متناول الجميع، على عكس ما يحدث فى مصر فالجمهور لا يستطيع تحمل تكلفة المسرح المبالغ فيها.

وأكد أن مسارح الدولة حافظت على صناعة المسرح، واستطاعت تعويض الفراغ الذى تركه المسرح الخاص، لأنها تقدم عروضا مسرحية فى متناول الجمهور المصرى وسعر التذكرة ما بين 20 و30 جنيها فقط، لذلك نجد أن جمهور المسرح ينجذب حاليا إلى عروض مسارح الدولة حتى ولو كانت تفتقر لنجوم كبار، لافتاً إلى أنه أياً كان النجم فعليه أن يراعى الحفاظ على المسرح ولا يبالغ فى أجوره التى يطلبها، وعلى المنتجين البحث عن حلول وخطط بديلة من خلال تقديم أعمال قليلة التكلفة وتحتوى على نص قوى، وتعويض التكلفة من خلال بيعها للتليفزيون فى مقابل الحفاظ على رسالة المسرح.

وأشاد المخرج المسرحى بتجربة النجم أشرف عبدالباقى فى عروض «تياترو مصر» مؤكدا أن نجاحه يعود إلى أنه يمضى فى الطريق الصحيح ووضع الحلول لمشكلة المسرح.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة