محمد على أبطحى رئيس «حوار الأديان» بإيران: «الأصدقاء» فى القاهرة يعتقدون أن العلاقات المشتركة تنشر «التشيع»..: أدعو شيخ الأزهر لبدء حوار بين المذاهب لنبذ الفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية

الأحد، 21 ديسمبر 2014 11:15 ص
محمد على أبطحى رئيس «حوار الأديان» بإيران: «الأصدقاء» فى القاهرة يعتقدون أن العلاقات المشتركة تنشر «التشيع»..: أدعو شيخ الأزهر لبدء حوار بين المذاهب لنبذ الفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية محمد على أبطحى رئيس مؤسسة حوار الأديان
حوار - إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعاه الأزهر الشريف لحضور مؤتمره الدولى لمكافحة الإرهاب والتطرف، على الرغم من أنه ليس ذا صفة رسمية، لكن تاريخه السياسى والأكاديمى والدينى يجعله دائماً محط أنظار الكثيرين، إنه محمد على أبطحى رئيس مؤسسة حوار الأديان ونائب الرئيس الإيرانى الإصلاحى الأسبق محمد خاتمى.

«أبطحى» المؤمن بنظرية خاتمى بشأن حوار الحضارات يرى أن حل أغلب المشكلات يكمن فى الحوار بين الأديان والمذاهب، الذى سيفضى إلى التقارب، كما يرى أنه بالحوار ستتمكن البلدان من التغلب على كل المشاكل، خلال حواره مع «اليوم السابع» بعد عودته لطهران فى أعقاب مشاركته بمؤتمر الأزهر، أشار إلى وجود قوى خارجية تعمل على إفساد العلاقات المصرية الإيرانية، مشيراً إلى أن اتهام طهران بمحاولة فرض التشيع هو اتهام غرضه بث الفرقة بين المسلمين، مؤكدًا أنه على الأزهر وشيخه «صاحب الفكر التقدمى» الدكتور أحمد الطيب العمل على بدء حوار جدى بين المذاهب الإسلامية.

وإلى نص الحوار..

كيف نظر المسؤولون الإيرانيون إلى دعوة الأزهر لك مع الدكتور أحمد مبلغى لحضور مؤتمر مكافحة الإرهاب؟
- أنا لم أشارك فى المؤتمر كممثل لدولة إيران، ولا أعرف على وجد التحديد رأى المسؤولين فى إيران، لكن بالطبع الحكومة والمسؤولون الدينيون والمشايخ يقدرون هذه الحركة التى تخلق الوحدة.

هل كانت هذه أول زيارة لكم إلى مصر؟
- نعم المرة الأولى التى أزور فيها مصر.

باعتبارك رئيس مجمع حوار الأديان السماوية فى إيران كيف يخدم هذا المجمع مكافحة الإرهاب والتصدى للعنف والانقسام بين السنة والشيعة؟
- هناك أمر مشترك موجود فى كل الأديان السماوية، وهو حب الله للبشر، والله يحب الناس ولا يسمح لأى شخص أن يقرر ظلم البشرية، والحث على السلام أمر مشترك بين الأديان، ينبغى لنا أن نعمل معا على الأشياء المشتركة بيننا، ولا يمكن أن يطلب من المتدينين بأى دين ومذهب أن يتركوا دينهم أو مذهبهم، بل يجب قبول بقائهم على دينهم ومذهبهم، لكن من حيث المبدأ نتعاون مع بعضنا البعض خاصة فى الظروف الراهنة، فليس هناك ضرورة أن يصبح السنى شيعيا أو الشيعى سنيا، وعلينا أن نحارب مع بعضنا البعض ضد المجموعة الإرهابية التى تشوه صورة الإسلام، نحارب التيارات الإرهابية والمتطرفة التى تلحق الضرر بالإسلام، لهذا السبب اتحد الشيعة والسنة، وكان ملتقى الأزهر لمكافحة الإرهاب مهم للغاية. 

خلال زيارتك لمصر كيف كان لقاؤك بشيخ الأزهر؟
- التقيت بالإمام الأكبر شيخ الأزهر بعد انتهاء المؤتمر فى لقاء موسع استغرق ساعتين، بالإضافة إلى لقاءات عامة فى جلسات المؤتمر، وقد تأثرت جدا بالفكر التقدمى والفهم العالى لشيخ الأزهر، فهو يعرف جيداً ظروف العالم الإسلامى، ووجدته من أحسن وأفضل الأساتذة فى العالم الإسلامى.

هل بحثتم التعاون بين الأزهر ومجمع حوار الأديان؟
- نعم، أتمنى أن يتمكن الأزهر من خوض حوار ومباحثات مع القطاعات المدنية والهيئات العلمية غير الحكومية، ففى إيران يوجد العديد من المؤسسات العلمية الكبرى التى تدار بشكل حر وينبغى على مركز علمى مهم كالأزهر أن يطلع على تلك المؤسسات، كذلك يجب أن يتحاور علماء مصر الكبار مع العلماء الإيرانيين بعيدا عن السياسة.

هل بحثتم التعاون الثقافى بين إيران ومصر أو الأزهر مع جامعات إيران؟
- لم يحدث حوار فى هذا الشأن، لأننى لم أعهد بمسؤولية جامعية.

البعض يقول إن التقريب بين المذاهب هو خدعة كى تقوم إيران بنشر المذهب الشيعى.. ما هو ردكم على هذه المقولة؟
- أنا أرى أن عقائد الشعبين الإيرانى والمصرى أعمق بكثير من أن يتمكن أو يرغب أحد فى تشيّع السنة أو العكس، فهذا استدلال سياسى، وأعتقد أن الأثر الذى تتركه هذه النظرة للتقريب هو إضعاف السنة والشعب المصرى والأزهر والإيحاء بأن الشعب المصرى يمتلك مذهبا ضعيفا، أنا أرجو وأطالب التيارات السياسية بعدم ربط أزماتها السياسية بالمذهب.

برأيك لماذا لم ينجح الحوار بين المذاهب، ومن يتحمل مسؤولية ذلك، وما هو دور المؤسسة الدينية بإيران فى إنجاح هذا الحوار إن أعيد مرة أخرى؟
- الحوار بين الأديان ليس طرحا ينتهى بمدة زمنية، مادام الدين قائما فحوار الأديان والمذاهب قائم، لكن من يعتقدون أن الحوار بين المذاهب والأديان يعنى تغيير مذهب الطرف الآخر هم فقط من يتوقعون انتهاء هذا الطرح، ومادامت الأديان تتمكن من إدراك وإقامة حوار مع بعضها البعض، فهى علامات النجاح، فالأصل فى هذه الحوارات النجاح، والآن نتوقع من الأزهر بعد المؤتمر الشامل الذى عقده أن يبقى المنادى الأصلى للحوار، لأن الحوار يصب فى صالح مؤسسة الدين، حتى لو لم تتطابق مصالح الدول فى بعض المواقف مع الحوار المذهبى.

هل تتوقع أن يساعد التقارب بين المذاهب فى مواجهة التنظيمات الإرهابية التى ظهرت بالمنطقة مثل داعش؟
- بالتأكيد لن تقضى هذه المؤتمرات على الجماعات الإرهابية، فلا ينبغى أن ننسى أن الشباب المتدين الذى اتجه إلى هذه الجماعات اعتبر رجال الدين الرسميين مؤيدين ومرتبطين بالحكومات، وعادة لا يستطيع هؤلاء الشباب قبول خطاب الزعماء السياسيين داعمى الحكومات، وبالتالى يتم اجتذابهم من قبل الجماعات الإرهابية، ويظنون أنهم متحدثون باسم الإسلام، وحتى لا يتم جذب هذه الطاقات المخلصة إلى تلك التيارات يجب علينا فهمهم وإدراكهم، ووفقا للواجب الدينى يجب مكافحة الظلم حتى يُسمع خطابنا.

فى رأيك لماذا لم يحدث تغيير واضح فى العلاقات المصرية الإيرانية حتى الآن؟
- مشكلة العلاقات ليست فى إيران، المشكلة تكمن فى أن أعداء العالم الإسلامى لا يرغبون أن يكون البلدان الكبيران بجانب بعضهما البعض.

لكن هناك من يقول بأن روحانى بخلاف «نجاد» يبتعد بإيران عن مصر؟
- مشكلة العلاقات بين إيران ومصر موجودة فى مصر، لأسباب وهمية جعلت أصدقاءنا فى مصر يعتقدون أن العلاقات الرسمية مع إيران وسفر الإيرانيين إلى مصر ستؤدى إلى نشر التشيّع، وأن الإيرانيين يسعون لنشر التشيع بين أهل السنة، هذا تفكير غير صحيح، لأن الشعب المصرى لديه عقائد تاريخية واعتقاد فى الإسلام السنى، ولن يتغير مذهبه بسفر الإيرانيين إلى مصر، كذلك فى إيران عقيدة الشعب الإيرانى قوية لن يتحولوا للمذهب السنى.

تبادل الزيارات بين شعبين لهم تاريخ كبير سوف يؤدى إلى أن يتعمق كل منهم فى اعتقاداته وفى نفس الوقت يكتسب الألفة، أما المعارضون للعلاقات بين إيران ومصر فهم من يخشون تقارب القطبين التاريخيين والإسلاميين الكبيرين، لو كانت إيران تسعى لنشر التشيّع بين الآخرين أو لو كانت قادرة على ذلك لنشرته بين أهل السنة فى إيران، ليس هذا عملا مفيدا.

كيف نظرتم فى إيران إلى ثورة 30 يونيو فى مصر؟
- أنا لا أريد أن أتدخل فى الشؤون الداخلية لمصر، لكن أعتقد أنه لا ينبغى ممارسة ضغوط على التيارات المعارضة لا سيما المعارضين الدينيين، فهذه الضغوط من الممكن أن تساعد على نمو الإرهاب وجذب المتطرفين للطاقات الشابة المتدينة المسلمة، وبالتالى خلق مشكلة أكبر للإسلام ومصر.

الجو العام يجب أن يكون مفتوحا كى يصل صوت العلماء المعتدل مثل شيخ الأزهر إلى أسماع الشباب المسلم.

لماذا تصف الصحف الإيرانية القومية الرسمية  ثورة 30 يونيو بالانقلاب؟
- ليست كل الصحف تستخدم مثل هذا التعبير، وهناك دول مثل أمريكا وبعض الصحف تستخدم مصطلح «انقلاب»، وهذه تعابير الصحف وهى مسؤولة عنها.

ما رد إيران على اتهامات موجهة للحرس الثورى الإيرانى بالعبث بأمن مصر؟
- مادامت ليس هناك علاقات سياسية حقيقية، فإن هذه الاتهامات ستتكرر، وما من حل لإنهائها إلا بالحوار، لكن لو كانت هناك علاقات رسمية بين البلدين (مصر وإيران) وقتها سنتمكن من الحديث بشأن تلك الاتهامات، والطرفان يكونان أقل عرضة للضرر.

كنت بين المقبوض عليهم بعد انتخابات 2009، كيف ترى إيران لاسيما التيار الإصلاحى بعد 5 سنوات من هذه الأحداث؟
- القبض علىّ والقضايا التى تلت انتخابات2009 شأن داخلى، نحن جميعنا أبناء الثورة الإسلامية، والخلاف داخل الأسرة يجب حله من داخل الأسرة نفسها، لذا أفضل ألا أتحدث بشأنها مع وسائل إعلام أجنبية خارج إيران.

هل تعتبر إيران الولايات المتحدة وأوربا بديلا عن التعاون الإيرانى- العربى؟
- أوروبا والدول العربية ليسوا بديلا أو منافسا، من الممكن أن يحدث تعاون شامل، والآن بعض الدول العربية متهمة بتخويف أمريكا وأوروبا من التقارب مع إيران، وبشأن الملف النووى بعض الدول أعاقت إنهاء هذا الملف، يجب أن تتعاون إيران والدول العربية والأوروبية، ففى العالم الحالى لا يمكن العيش بدون تعاون شامل وجماعى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

سامي نبيل

الحوار وسيلة تعاون الشعوب على التقارب وتجاوز الاختلافات

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة