غرفة «الحكيمة» تختفى بالمدارس وتتحول إلى «أوضة الفيران»..%50 من المنشآت التعليمية بلا «زائرة صحية».. وأسوان الأقل بين المحافظات بتواجد طبى نسبته %7 ووزير التعليم يعد بطبيب لكل 5 مدارس

الأحد، 14 ديسمبر 2014 09:23 ص
غرفة «الحكيمة» تختفى بالمدارس وتتحول إلى «أوضة الفيران»..%50 من المنشآت التعليمية بلا «زائرة صحية».. وأسوان الأقل بين المحافظات بتواجد طبى نسبته %7 ووزير التعليم يعد بطبيب لكل 5 مدارس أبوالنصر
تحقيق: محمود طه حسين - تصوير: خالد كامل " نقلاً عن العدد اليومى"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشف مصدر مسؤول بوزارة التربية والتعليم المصرية أن اختفاء الزائرة الصحية فى بعض المدارس الحكومية يعد من أخطر الكوارث التى تهدد حياة ما يقرب من 18 مليوناً ونصف المليون طالب فى مختلف المراحل التعليمية.

وقال إن ذلك ما أكدته كارثة وفاة طالب بمدرسة عمار بن ياسر بإدارة المطرية التعليمية، مروراً بمصرع آخر فور وقوع بوابة المدرسة عليه فى مدرسة بمحافظة مرسى مطروح، بالإضافة لفقد طالبة عينها اليمنى فى مدرستها بالعجوزة، وأخيرا وفاة عدد من طلاب مدارس سيوة بمرسى مطروح بالحصبة، علاوة على انتشار الجديرى المائى والغدة النكافية، مشددا على أن الزائرة الصحية، اختفت، وتحولت غرفتها فى بعض المدارس إلى «غرفة الفئران» التى يخشاها الطلاب، أو «كانتين» لبيع المنتجات الغذائية.

وأضاف المصدر، الذى طلب عدم ذكر اسمه، أن ما يقرب من %50 من مدارس مصر لا يوجد فيها زائرات صحية بصفة يومية، خاصة محافظات الصعيد والمدارس الموجودة بالقرى، لافتا إلى أن الزائرات الصحيات بعضهن تمر على المدرسة بواقع مرة واحدة كل أسبوع.

وأضاف المصدر أن بعض المدارس لا يوجد فيها غرف للعزل فى حالة إصابة بعض الطلاب بأمراض معدية مثل الجديرى المائى أو الغدة النكافية، قائلا: فى حالة وجود تلك الغرف تختفى منها المستلزمات الطبيعة التى تحتاجها الزائرة لإسعاف أى طالب يتعرض لمشكلة صحية، مشيرا إلى أن ضعف الإمكانيات سبب رئيسى ينتج عنه مشاكل عديدة أثناء ممارسة الزائرة لعملها داخل المدرسة.

وكشفت النسب الموجودة فى كل محافظة بشأن أعداد الزائرات الصحيات فى المدارس حجم الكارثة التى تواجه الطلاب، ومدى تردى الخدمة الطبية المقدمة لهم خاصة فى محافظات الوجه القبلى، فعلى سبيل المثال بلغت نسبة الزائرة الصحية فى محافظة أسوان ما يقرب من %7.5 على مستوى مدارس المحافظة، بينما بلغت %27 فى محافظة البحر الأحمر، و%10 فى محافظة قنا، و%15 فى مدارس محافظة مرسى مطروح، كما وصلت نسبة الزائرات الصحيات فى محافظة جنوب سيناء إلى %19، و%30 فى شمال سيناء، و%72 بمحافظة سوهاج.

واستحوذت محافظات الوجه البحرى على نسب مرتفعة، حيث وصلت نسبة الزائرات الصحيات فى مدارس محافظة بورسعيد إلى %95، و%90 فى محافظة كفر الشيخ، و%98 فى محافظة الغربية، %100 بمحافظة دمياط، بينما وصلت نسب الزائرة الصحية فى محافظة القاهرة إلى ما يقرب من %85، بالإضافة إلى %62 فى محافظة الجيزة، والسويس %100، بالإضافة إلى %40 بمحافظة الأقصر. من جانبه قال الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم، إنه تم توفر طبيب لكل 5 مدارس، موضحًا أنه مع بداية الفصل الدراسى الثانى من العام الدراسى الحالى سيتم توفير زائرة صحية لكل مدرسة أو مدرستين على الأقل، على أن يتم توفير زائرة صحية لكل مدرسة، بدءًا من العام الدراسى 2015/2016.

وأضاف الدكتور محمود أبو النصر فى تصريح خاص لـ«اليوم السابع»، أن هناك تنسيقًا كاملاً مع مديريات الصحة والطب الوقائى نظرًا لانتشار الأمراض المعدية، على رأسها الحصبة والجديرى المائى والغدة النكافية.

وفى سياق متصل قال هشام سلامة، أحد معلمى مدرسة النديم الابتدائية بمحافظة بنى سويف، إن المشكلة ليست فى الزائرة الصحية ولكن فى الإمكانيات التى تحتاجها الزائرة من مستلزمات طبية وخلافه، لافتا إلى أن غرف العزل فى المدارس لا تصلح للرعاية الطبية التى يحتاجها الطفل، مطالبا بوجود طبيب للمرور على الفصول، خاصة فى هذا التوقيت الذى يشهد انتشار الأمراض المعدية كالجديرى المائى، والغدة النكافية، والحصبة. وكشف «م. أ»، معلم بمدرسة الودى الابتدائية المشتركة التابعة لإدارة الصف التعليمية حجم المعاناة التى وصلت إليها غرفة الزائرة الصحية بالمدرسة، موضحا أنها تحولت إلى مكان لبيع الوجبات الغذائية والبسكويت «كانتين»، كما أنها تخلو تماما من أبسط الأدوات الطبية «قطن أو زجاجة ميكروكروم‎» لعمل الإسعافات الأولية للطلاب فى حالة تعرضهم لمخاطر.

فيما كشف «ر. خ» أحمد معلمى مدينة المحلة التعليمية أن %30 من مدارس المدينة يوجد فيها غرف للعزل والـ%70 لا تحتوى على غرف عزل، موضحا أن مسؤولى التعليم بالمدينة يؤكدون على ضرورة استغلال جميع الفراغات فى المدارس، نظرا لارتفاع الكثافات داخل الفصول، واصفاً شكل وطبيعة الغرفة بأنها تشبه «الحبس الانفرادى»، وذلك لنقص التجهيزات الطبية والإنسانية التى تتطلبها تلك الغرف حتى ترقى للاستخدام الآدمى، مطالبا بضرورة تجهيزها لاستقبال أى مريض أو طالب قد يصاب بأى مكروه داخل مدرسته، وبخاصة فى ظل تردى أوضاع الصيانة داخل المدارس.

بدوره أكد الدكتور أكرم حسن مدير الإدارة العامة للتربية البيئية والسكانية والصحية بوزارة التربية والتعليم أن الكوادر الصحية فى المدارس محدودة خاصة فى المناطق الريفية، بعد أن تم إسناد الرعاية الصحية للوحدات الطبية الموجودة فى القرى.












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة