فى احتفالية استوديو الأربعاء...

نادى الكويت للسينما يحتفل بـذكرى ميلاد "نجيب محفوظ"

الخميس، 11 ديسمبر 2014 05:38 م
نادى الكويت للسينما يحتفل بـذكرى ميلاد "نجيب محفوظ" الزميل شريف صالح متحدثا فى استوديو الأربعاء
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمناسبة ذكرى ميلاد نجيب محفوظ فى الحادى عشر من ديسمبر أقام استديو الأربعاء بالتعاون مع نادى الكويت للسينما احتفالية عرض خلالها فيلم وثائقى قصير يحتفل فيه حرافيش محفوظ بعيد ميلاده الثالث والتسعين، وأعقبه عرض الفيلم الروائى الطويل "قلب الليل" معالجة درامية لمحسن زايد، وإخراج عاطف الطيب، وبطولة فريد شوقى ونور الشريف ومحمود الجندى وهالة صدقى ومحسنة توفيق.

الفيلم إنتاج عام 1989 مدته ساعتان، ويعد أول فيلم يقدم عن روايات محفوظ عقب حصوله على جائزة نوبل عام 1988، وهو مأخوذ عن رواية ذات طابع فلسفى صعب تقع فى حوالى 150 صفحة، ونشرها محفوظ فى منتصف السبعينيات من القرن الماضى.

وقدم للفيلم وعقب عليه الكاتب الزميل شريف صالح الذى أكد أن الفيلم من أكثر التجارب السينمائية إخلاصًا للعالم السردى لمحفوظ، حيث ابتعد المخرج عن الاستغلال التجارى محاولا تقديم تجربة سينمائية جادة توصل أفكار وتساؤلات محفوظ.

كما أشار إلى أن الرواية تبدأ من فصام وجنون بطلها "جعفر الرواى" الذى راح يروى تفاصيل مأساته مع جده صاحب الوقف الكبير، على موظف الوقف محاولا استعادة أملاكه. أما الفيلم فانتهى إلى ما بدأت به الرواية وتدرج بشكل واقعى بسيط ليصل فى نهايته إلى فصام جعفر.

كما إن المقارنة تفرض نفسها ما بين "قلب الليل" التى تمثل محاولة جعفر المضنية للخلاص من سطوة وجبروت "جده" أو الأب الرمزي، والهروب من قصره أو سجنه الكبير، متحملا نتائج اختياره ومصيره وحريته.. وبين رواية "الطريق" حيث لا يشغل البطل سوى العثور على أبيه الرمزى "سيد سيد الرحيمي".. وإن اتفق بطلا الروايتين فى النهاية المأساوية بارتكاب جريمة قتل.

واعتبر "صالح" أن المقولة الأساسية للفيلم تركز على مفهوم "الحرية" وقدرة الإنسان على الاختيار وتحمل نتيجة ذلك، على عكس معظم روايات محفوظ المشغولة أكثر بمفهوم "العدالة". ملخصا أهم مقولات الفيلم والرواية فى عبارات مثل: "إننى أتمرغ فى التراب لكننى فى الأصل هابط من السماء" و"لن أكف عن القتال حتى أنال حقى الكامل من تركة جدى اللعين".

وتناول أيضاً رمزية الشخصيات والأحداث والأسماء مثل "الرواى الكبير"، وضياع طفلى جعفر فى الحياة، أحدهما كتب عليه الفقر، والآخر كتب عليه الثراء، مشيرًا إلى أن شخصية البطل ذاتها بها الكثير من الضعف والتناقضات التى كانت السبب فى تحولاته الدراماتيكية.

وختم بالقول إن الفيلم رغم جودته لكنه لم يقدم كل مقولات الرواية، كما إنه تأرجح فى مستواه الفني، حيث جاء أكثر تميزًا فى نصفه الأول على مستوى الصورة والإيقاع والنقلات، لكن النصف الثانى مال إلى التسارع وعدم الاهتمام بالكادر والفجوات فى النقلات.

وعقب العرض ناقش أعضاء استديو الأربعاء الجوانب الفنية والفلسفية باستفاضة، وطرحت مداخلات كثيرة حول رموز الفيلم، وتميز عناصر التمثيل والموسيقى والإضاءة المركزة، وطغيان العتمة التى تشير إلى عنوانه "قلب الليل".

كما تطرق الأعضاء إلى ميل "جعفر الرواي" إلى تقليد غيره على الدوام، وافتقاره إلى الوعى المعرفى الذى يساعده فى الاختيار وتحمل مصيره، فهو نموذج مشوه فى الأساس، وإن تمسك بقيم الحرية. وكذلك ثار الجدل حول رمزية "الراوى الكبير" بوصفه معبراً عن السلطة الدينية والدنيوية. وكذلك مصادر المعرفة التى يعتمد عليها الوعى مثل الأساطير والكتب والتجارب الحياتية، وشكوك محفوظ العميقة فى إمكانية الوصول إلى اليقين والمعرفة والحرية والسعادة، وهو ما انتهى بالفيلم إلى جنون البطل.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة