وزير الخارجية: مصر لن تسمح بانطلاق أى نشاط من أراضيها يضر بالسودان الشقيق

الأحد، 07 ديسمبر 2014 11:51 ص
وزير الخارجية: مصر لن تسمح بانطلاق أى نشاط من أراضيها يضر بالسودان الشقيق وزير الخارجية سامح شكرى
الخرطوم (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، أن مصر لن تسمح بانطلاق أى نشاط يضر بالسودان الشقيق من الأراضى المصرية، مشددا على أن الحكومة تلبى إرادة الشعب المصرى الذى يريد أن تكون علاقاته بأشقائه السودانيين وثيقة.

ووصف وزير الخارجية المصرى سامح شكرى فى حوار أجراه خلال زيارته للسودان مؤخرا مع صحيفتى"الرأى العام" و"الوطن" الصادرتان بالخرطوم اليوم الأحد- ما تشهده علاقات البلدين بالطفرة خاصةً بعد لقاء رئيسى البلدين والتوافق الواسع فى رؤيتيهما، مشيرا إلى أن الرأى العام فى مصر يكن كل احترام للشعب السودانى، ولا يرضى بأى نوع من التجاوز.

كما دعا وزير الخارجية المصرى سامح شكرى إلى ضرورة العمل المشترك لضبط الحدود، وقال "إن هناك جهات غير شرعية لديها مصالح سياسية وإجرامية ولابد من ضبط الحدود"، وقلل شكرى من الخلافات فى سد النهضة، وقال "إن قضية المياه بسيطة جدا ولابد أن نستفيد جميعا".

وكشف وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، عن اجتماع سيعقد بالقاهرة اليوم الأحد، للوزراء المصريين المعينين كافة بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع السودان لدراسة سبل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وإيجاد الحلول لأية مشكلات إدارية قد تعوق عمليات التنفيذ.

وفى رده على سؤال حول مشاركته فى منتدى التعاون العربى الروسى، أكد وزير الخارجية المصرى سامح شكرى أن روسيا الاتحادية لها مواقف تقليدية داعمة للقضايا العربية، وهى منفتحة بشكل أكبر على علاقاتها بالدول العربية، مشيرا إلى أننا لمسنا رغبة فى أنها تريد أن تستعيد قدرا من ارتباطاتها التاريخية بالمنطقة، وهى دولة كبيرة لها إمكانيات وقاعدة اقتصادية ضخمة وهى من المنتجين للمحروقات ولديها فرص للاستثمار فى كثير من المشروعات التنموية فى الدول العربية، مؤكدا أنه لنا مصلحة فى أن تكون علاقتنا فيها مزيد من التوازن مع الأطراف الدولية المختلفة، وأن نستفيد من القدرة التنافسية فى مختلف العلاقات التى تربطنا بالعالم الخارجى كمصر وكدول عربية.

وقال وزير الخارجية المصرى سامح شكرى "إن وجود وزير الخارجية الروسى فى المنتدى عبر عن رغبة مشتركة ومتبادلة لتوثيق العلاقات مع العالم العربى فى النطاق السياسى والاقتصادى والثقافى وهى من المبادرات الطيبة "وزاد" أن انعقاد المنتدى فى السودان كان حافزا أقوى لأن نشارك فيه ونكون وسط الأشقاء".

وبشأن اجتماع دول الجوار الليبى الذى استضافته الخرطوم، قال وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، إن الخرطوم ركن أساسى فى آلية دول جوار ليبيا التى نشطت خلال نصف عام ماضى، وكان للإسهامات السودانية أهميتها فى الاجتماعات التى عقِدت فى الجزائر ثم أعقبتها اجتماعات أخرى فى تونس واجتماع فى القاهرة فى 25 أغسطس تم من خلاله وضع إطار مبادرة لإخراج ليبيا من الانزلاق فى هذه الأزمة والحفاظ على مصالح الشعب الليبى، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يأتى للتشاور والتنسيق فيما بين دول الجوار باعتبارها أكثر الأطراف تأثراً بالتطورات فى ليبيا، معربا عن أمله أن تكون فرصة أخرى لتنسيق المواقف فيما بين دول الجوار بهدف حماية مصالحنا وأيضا أن نسهم فى استعادة الاستقرار والحفاظ على وحدة الأراضى الليبية ومصالح الشعب الليبى الشقيق.

وحول علاقات مصر الخارجية، أكد وزير الخارجية المصرى سامح شكرى أن مصر قريبة دائما من القضية الفلسطينية، وعلاقتنا بالسلطة الفلسطينية علاقات وثيقة جدا وهناك تعاون وتشاور مستمر وتأييد وتعضيد لخيارات القيادة الفلسطينية فى مسيرتها نحو تحقيق طموحات الشعب الفلسطينى وتوفير حقوقه المشروعة وخاصة إقامة الدولة.
وقال وزير الخارجية المصرى سامح شكرى "لنا علاقات وثيقة بالولايات المتحدة والتقيت بالوزير كيرى أربع مرات على مدار الفترة الوجيزة الماضية، وتحدثنا كثيرا وأطلعنا على أفكاره فيما يتعلق باستئناف عملية السلام، وأبدينا الاهتمام فى أن يقدم على هذه الخطوة فى أقرب فرصة حتى نستطيع أن نحقق الهدف وهو حل القضية الفلسطينية وإقامة الدولة"، مؤكدا أن مصر تواصل التنسيق، ومؤخرا كان هناك اجتماع لجنة المتابعة ثم اعتماد المجلس الوزارى لمشروع قرار يتيح للسلطة الفلسطينية ويؤكد تضامن الدول العربية مع خطوات القيادة الفلسطينية باللجوء إلى مجلس الأمن لاستخلاص موقف دولى وإرادة دولية مشتركة داعمة لإقامة الدولة الفلسطينية ونحن نزكى وندعم العمل فى كافة المسارات التى تحقق مصالح الشعب الفلسطينى.

وبشأن العلاقات المصرية التركية، أكد وزير الخارجية المصرى سامح شكرى أن العلاقات المصرية التركية يشوبها بعض الفتور فى الآونة الراهنة ليس بحكم أى فعل من قبل مصر ولكن لما دأبت عليه القيادة التركية من تصريحات - لن أصفها فى هذه المناسبة- ولكنها لا تصب فى مصلحة العلاقة الثنائية المصرية التركية، مشيرا إلى أننا نكن كل احترام وتقدير للشعب التركى ولنا أيضا اهتمام بأن تكون هناك ظروف مواتية تؤدى إلى عودة العلاقة إلى عهدها السابق وإلى طبيعتها، ولكن هذا يتطلب أن تحترم القيادة التركية مبادئ العلاقات الدولية وعدم التدخل فى الشئون الداخلية والاحترام المتبادل فى هذه العلاقات.

وحول العلاقات المصرية السودانية، قال وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، إن العلاقات تشهد طفرة بعد لقاء القيادتين فى الخرطوم والقاهرة والعلاقة الوثيقة التى أصبحت تربط على المستوى الشخصى بين الرئيسين عبد الفتاح السيسى وعمر البشير، وكانت هناك فرصة ليلتقيا على انفراد وبحضور وفدى البلدين وكانت فرصة لتناول مجمل قضايا العلاقات الثنائية، وأيضا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وكان شيئا مطمئنا أن هناك توافقا واسعا فى رؤية قيادتى البلدين.

وحول تطبيق اتفاقية الحريات الأربع بين البلدين، قال وزير الخارجية المصرى سامح شكرى "هذه بدون شك مسئولية مشتركة على الحكومتين أن ترتقيا إلى طموحات الشعبين، وبدون شك إن طموحات الشعبين تفوق بكثير وتيرة عمل الأجهزة الإدارية" وقال "إنه من ضمن النتائج الإيجابية للقاءات على مستوى القمة أنها تعطى دفعة للأجهزة الإدارية لأن تكثف جهودها وتسارع فى وتيرة الخطوات التى تتخذها حتى تلبى رغبة الشعبين فى مزيد من التنمية والتعاون والتواصل بينهما".

وقال وزير الخارجية المصرى سامح شكرى إننا عازمون على تسريع إجراءاتنا المشتركة وأن نتخذ خطوات فعلية لتنفيذ التعاقدات والأطر القانونية حتى يشعر الشعبان بأن هناك فعلا توجهاً أكيدا وعمليا لتنفيذ هذه الاتفاقيات واستخلاص الفوائد التى ستعم من تنفيذها.

وأكد وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، أن نتائج ثورة 25 يناير ونتائج ثورة 30 يونيو، أن الحكومات المصرية والقيادة المصرية أصبحت تلبى رغبة الشعب المصرى وتعمل على تحقيق هذه الإرادة، وبدون شك أن إرادة الشعب هى أن تكون العلاقات المصرية السودانية علاقات أخوة وعلاقات حميمة ووثيقة وهذا أمر طبيعى.

وبشأن المعارضة السودانية المتواجدة فى مصر أكد وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، أن مصر تستضيف ملايين السودانيين الذين يعيشون وسطنا كمصريين يتمتعون بكافة الحقوق ودائما مصر لا ترفض ولا تمنع أى سودانى من أن يأتى إلى أراضيها لأن هناك روابط من المصاهرة وعلاقات المصالح، وفى نفس الوقت حكومة مصر تراعى دائما أن لا يتم عمل أى نشاط على أراضيها له أى طابع فيه أى ضرر بالسودان الشقيق ومصالحه.

وردا على سؤال بشأن تقبل مصر لوجود معارضين للقاهرة فى الخرطوم، قال وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، " يتردد أن هناك عناصر ربما لها أفكار وتوجهات غير متسقة مع الرأى السائد فى مصر، ونحن نثمن على قدرة الحكومة السودانية إذا ما كان هناك أى عنصر مصرى أن لا يقوم بأى عمل ضار كما تحرص مصر على نفس الشىء بالنسبة لملايين السودانيين الموجودين على أرض مصر، فوجودهم على أرض مصر مرهون بأن لا يقوموا بأى نشاط يكون ضارا بالسودان لأن هذا سيكون ضارا بمصر".
وردا على سؤال حول أن ملف مصر والسودان يعامل كملف أمنى تديره المخابرات وليس وزارة الخارجية، قال وزير الخارجية المصرى سامح شكرى "إطلاقا هذا غير صحيح.. ويمكن أن تعد، كم لقاء تم بينى وبين أخى الوزير على كرتى خلال الأشهر الأربعة الماضية، ولا تنسى أن هذه حكومة حديثة لم يمض عليها أكثر من ستة أشهر وحصلت فيها زيارتان على مستوى القمة وأن هذه ثانى مرة آتى للخرطوم والتقيت بوزير الخارجية على كرتى فى القاهرة أكثر من سبع مرات، والتقيت به فى أديس أبابا، وما اجتمعنا فى عاصمة أوروبية أو فى الولايات المتحدة إلا حرصنا على أن نلتقى لقاء خاصا وحرصنا على أن يتم تناول العلاقة الثنائية فى جميع أبعادها فهى علاقة شفافة وعلاقة واضحة ويتم تسييرها من خلال الأطر".

وتابع وزير الخارجية المصرى سامح شكرى "هناك طبعا شق أمنى ويتم التعاون بين الأمن السودانى والأمن المصرى لحماية مصالح وحدود البلدين لأن أى ضرر يقع على السودان يقع على مصر والعكس صحيح".

وبشأن حدود البلدين، قال وزير الخارجية المصرى سامح شكرى "أنه يوجد بيننا حدود واسعة وطويلة فى منطقة تموج بالتفاعلات والصراعات، وهناك أطراف غير شرعية تستغل ذلك للترويج لمصالح سواء أكانت مصالح سياسية أو مصالح إجرامية وطبعا لابد أن نكثف جهودنا المشتركة لأن هؤلاء يعملون على زعزعة استقرارنا وعلينا أن نكون يقظين ونكون متضامنين فلا يستطيع جانب واحد أن يحمى حدودا مشتركة ولابد أن يكون هناك جهد مشترك على جانبى الحدود حتى يتم بشكل فعال".
وردا على سؤال حول تضرر الجانب السودانى من بعض التناول الإعلامى المصرى لقضية العلاقات بين الخرطوم والقاهرة، قال وزير الخارجية المصرى سامح شكرى "الجانب المصرى أيضا عانى بالمثل، فالعلاقة التبادلية هذه فى كل شىء، وهذه الأمور طبعا لا تشجعها الحكومة المصرية بل بالعكس دائما تشعر وتسعى فى كافة الأحاديث واللقاءات الصحفية والإحاطات التى تحرص عليها القيادة المصرية أن تؤكد على ضرورة أن تكون الصحافة صحافة مسئولة وعاكسة للرأى العام، والرأى العام فى مصر يكن كل تقدير واحترام ومحبة لشعب السودان ولا يرضى أبدا بأى نوع من التجاوز أو السقوط بما لا يتناسب بالعلاقات الأخوية التى تربط بين الشعبين".

وبشأن العلاقات المصرية الإيرانية، قال وزير الخارجية المصرى سامح شكرى "هى على وضعها.. ووضعها ظل متوترا لسنوات طويلة زادت عن ربع قرن، لكن نقدر الشعب الإيرانى ونقدر أن إيران دولة لها ثقلها الإقليمى ومصر لها أيضا ثقلها الإقليمى وحتى يتم استقرار المنطقة فهناك حاجة لتواصل عندما تكون الظروف مواتية وعندما يكون هناك اطمئنان للتوجهات السياسية من قبل إيران وعلاقاتها الإقليمية مع دول الخليج بانتهاج سياسات إيجابية ويكون هناك بناء للثقة بين إيران والنطاق العربى بصفة عامة".

وحول ملف مياه النيل، أكد وزير الخارجية المصرى سامح شكرى أن هناك تفاهما واتفاقيات قائمة وعلاقة وثيقة بين مصر والسودان على مدى عقود طويلة والهدف منها خدمة مصلحة البلدين والاستجابة لاحتياجات البلدين، وقضية المياه هى بسيطة جدا، فهناك 90 مليون مواطن مصرى يعتمدون على مياه النيل للحياة وليس للتنمية، وأنا واثق أن هذا المعنى واصل للإخوة فى القيادة السودانية والشعب السودانى، وبقدر حرصنا على مياه النيل لمصلحة هذا الشعب، نحرص أيضا على استفادة السودان، ولابد أن نستفيد جميعا وأن نعمل ولذلك نحن الآن فى علاقة لبناء الثقة مع أثيوبيا واللجنة الثلاثية التى تضم مصر والسودان وأثيوبيا، وقد حققت إنجازات ونأمل أن تحقق المزيد من الإنجازات والتفاهم حتى نستفيد جميعا من مياه النيل بشكل يحقق طموحاتنا ولا يؤثر على مستقبلنا وحياتنا.

وبشأن قضية سد النهضة الأثيوبى، قال وزير الخارجية المصرى سامح شكرى "هى ليست قضية خلاف، ولكن هى قضية لكل طرف حاجة للتعامل معها ولا بد أن نتعامل معها" وتابع "السودان طرف فى معادلة ثلاثية فنهر النيل كما يمر فى مصر فهو يمر فى السودان والنيل الأزرق الذى نعتمد عليه فى هذه المياه يأتى من الهضبة وتختلف الظروف، فالسودان فيه مناطق لا تعتمد على مياه الأنهار وإنما على الأمطار والله سبحانه وتعالى هو الذى يوزع الأرزاق وهو أيضا الذى يوزع خيرات النيل، وهو الذى جمعنا من خلال النيل".

وفى السياق، وصف المستشار الإعلامى للسفارة المصرية بالخرطوم عبد الرحمن عبد الفتاح ناصف، اللقاءات التى أجراها وزير الخارجية المصرى سامح شكرى مع رموز الإعلام السودانى بأنها جرت فى أجواء "ودية وحميمية"، حيث رحب الوزير برئيسى التحرير اللذان يمثلان أهم صحيفتين تصدران بالسودان، مشيرا إلى أن الحوار كان محددا له 25 دقيقة فقط، ولكنه امتد لقرابة الساعة، كما حرص وزير الخارجية على الإجابة على كافة الأسئلة التى طرحها رئيسى التحرير بكل وضوح وشفافية.

وأشار إلى حرص الوزير على الاستجابة للقاء الصحفيين والإعلاميين السودانيين، الذين يمثلون جيل الشباب السوداني، وكذلك إجرائه لحوار مع التليفزيون القومى السودانى "استغرق 25 دقيقة"، رغم ضيق الوقت وانشغاله بفاعليات ولقاءات عديدة بالخرطوم، أنما يؤكد على الاهتمام المصرى الرسمى بالإعلام السودانى ودوره الهام، كما يؤكد حرص الجانب السودانى على إجراء المقابلات مع وزير الخارجية المصرى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة