د. نيفين شكرى تكتب: لماذا نطقت المعارضة أخيرا؟!

السبت، 06 مارس 2010 06:04 م
د. نيفين شكرى تكتب: لماذا نطقت المعارضة أخيرا؟!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما شاء الله! كل من هب ودب فى مصر أصبح شايف نفسه أنه أصبح خبيرا سياسيا وأنه لا يخطئ وأنه منزه عن الغلط وأنه صار فجأة وطنيا ولديه الصلاحية أن ينتقد الآخرين ولو كان غير قادر على انتقاد رئيسه المباشر فى العمل فإنه يخرج طاقة غضبه وينتقد الحكومة والرئيس!!! وكأنه هو شخصيا بلا عيوب كثيرة وكأنه هو شخصيا لا يأخذ من الدولة أكثر مما يستحق وكأنه هو شخصيا يؤدى عمله، والآخرون فقط المخطئون!!

فأين كانت كل تلك المعارضة فى العقود السابقة؟ بل وفى عهود الرؤساء السابقين؟ يعنى ناموا وصحيوا لقيوا نفسهم "برعى"؟!!

سكتوا قرونا طويلة وعلى أقصى تقدير فى عهود الاحتلال الأجنبى كانوا أكثر ما يستطيعونه كتابة منشورات فى الخفاء ثم الخروج فى مظاهرات لا تزيد ولا تنقص ثم ما تلبث أن تنتهى مع أول طلقة رصاص فى الهواء مثلما لا تزال إيران تتعامل مع المعارضة والمظاهرات فيها مع فارق أن الرصاص يكون فى المليان والبديل هو الاعتقال والإعدام والتهديد لبقية المعارضة واعتبار أن كلمة معارضة تعنى مخالفة أمر الولى وهو ما يستوجب الإعدام وفورًا!!!

فهل يعنى طوال العصور السابقة لم يكن هناك أى أشخاص معترضين على أى شىء؟ لماذا لم يكن يجرؤ أى شخص معارض فى عهد الراحل عبد الناصر أن ينطق اسمه بالسوء لئلا ينقل له أحد ذلك فيجد نفسه فى المعتقلات والتعذيب؟ ولماذا لم يجرؤ أحد على ذلك فى عهد السادات أيضا الذى كان من يمس كرامته يلقى السجن والعقاب باعتباره تطاولا على رئيس الدولة وقائد القوات المسلحة!!!

ماذا لو فعل مبارك مثلهم؟ أو ماذا لو أراح نفسه وفعل ما فعله آخرون فى دول عربية اخرى معروفة؟ وماذا لو قال إن أى معارض يعتبر ضد النظام ويستوجب السجن؟ وماذا لو أغلق ومنع وحجب القنوات التى تسىء لمصر؟ وماذا لو أغلق وسجن أى صحفية أو صحفى يشتم ضده وضد الحكومة؟!!

فى الغرب الناس أكثر نضجا لذلك ليست الحرية شيئا غريبا ولا مستجدا عليهم، فلذلك يعرفون كيف يستخدمون المعارضة ليس لأجل التشويش والتشويه وإثارة الشغب والاضطرابات بل لأجل النقاش مع الحكومة وطلب المزيد من العمل والإصلاح لأجل منفعة الدولة، وليس لأجل مصلحة أشخاص قليلين أو جماعات أو أحزاب، فلو أن مصر أولا ولو أننا ناضجون لاستفدنا فى أن نعارض بأدب وبصوت مسموع غير مشوش وبلا ضجيج وبالطرق المشروعة وليس بالفوضى وبالعقل والمنطق وليس بمطالب مخربة ولا غير منطقية ولكن للأسف لو سألت الناس عندنا فكلهم يريدون أن يأخذوا أقصى ما يمكن أن يأخذوه من البلد والآخرين بأقل جهد وأسرع وقت وبلا مقابل وبالبلطجة لو أمكن، ويتساوى فى ذلك الفقير والغنى والمتعلم والجاهل!!

ما أسهل أن تقوم مصر مثل دول عربية أخرى ورثت الحكم فى صمت تام ولم يسمع أحد صوتا لأى معارض ليس لأنهم سعداء لكن لأنهم مقموعون ودول أخرى فى الطريق وبنفس الهدوء إلى التوريث وغير مسموح أصلا مناقشة ذلك سواء داخلها أو فى بلاد أخرى، أما فى مصر فلأن الشعب لم ينضج بعد فمثل الفرق بين ابن ناضج يعرف معنى الحرية وأنها مسئولية وابن آخر عاق متهور يعتبر الحرية انفلات وتخريب ولهذا السبب فالحرية بلا ضوابط هى فعلا فوضى وانفلات.

صار كل شخص يشعر بالفشل لا يلوم نفسه أبدا ولا يلوم أهله على كثرة الإنجاب ولا يلوم المجتمع بل يلقى بفشله كله على الرئيس والحكومة ليفرغ طاقة الغضب رغم أنه لو أحسن استغلالها لنفع نفسه وحولها لطاقة بناء وطاقة إيجابية ولا أنسى مشهد العراق يوم دخول الدبابات الأمريكية وانهيار تمثال صدام فماذا فعل غالبية العراقيين؟ جروا على القصور لنهبها وصورتهم الكاميرات وهم يجرون هذا بتمثال وهذا بمروحة!! ويوم بناء مصر لجدار المعبر قاموا بجمع أطفال مشردين فى غزة ليلقوا الطوب على جنود مصر!!!!

المعارضة فى الدول الأفريقية سببت الخراب والدمار وما أن تقوم معارضة حتى تتبرع جهات خارجية بتمويلهم وتسليحهم ثم يقتتلون مع الآخرين ثم يسقطون رئيسا ويجىء آخر ليتكون ضده أيضا معارضون من أتباع من سبقوه ليتسلحوا أيضا ويسقطوه، وبين هذا وذاك يتم تدمير الشعوب ويسقط ملايين القتلى وتتدهور الأحوال ويزيد الفقر والخراب ولكن هل تنتبه الحكومة وتضع قيودا للحرية قبل أن تصبح فوضى فعلا؟!!









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة