سفيرة السويد بالقاهرة شارلوتا سبار تكتب لـ"اليوم السابع" بمناسبة "يوم الطفل": فلنحتفل بالأطفال ولنتكاتف جميعاً من أجل حقوقهم..وتؤكد: جميعهم لهم الحق فى اللهو والمشاركة بحرية فى الحياة الثقافية والفنية

السبت، 22 نوفمبر 2014 11:11 ص
سفيرة السويد بالقاهرة شارلوتا سبار تكتب لـ"اليوم السابع" بمناسبة "يوم الطفل": فلنحتفل بالأطفال ولنتكاتف جميعاً من أجل حقوقهم..وتؤكد: جميعهم لهم الحق فى اللهو والمشاركة بحرية فى الحياة الثقافية والفنية سفيرة السويد بالقاهرة شارلوتا سبار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوافق الـ20 من نوفمبر هذا العام الاحتفال بمرور خمسة وعشرين عاماً على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، والتى تضع الإطار للحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية والصحية، وأيضا الثقافية للأطفال. فحماية حقوق الطفل هى قضية عالمية ذات أهمية حيوية. فأطفال اليوم هم أيضا رجال ونساء الغد الذين سيشكلون مستقبل مجتمعاتنا والعالم الذى نعيش فيه. من واجبنا كمجتمع وكأمهات وآباء أن ندافع عن حقوقهم، وأن ننصت بعناية إلى ما يحتاجه أطفالنا. فبعد مرور 25 عاماً، علينا أن نذكر أنفسنا، ماذا حققنا لأطفالنا وماذا ينتظرون منا؟.

الأطفال فى حاجة إلى قانون يحمى حقوقهم. حقوق الإنسان - بما فى ذلك حقوق الطفل - بمثابة حجر الزاوية فى كل من السياسة الداخلية والخارجية للسويد. وكانت السويد ليست فقط من أوائل الدول التى صدقت على الاتفاقية، ولكن أيضا منذ أوائل السبعينات تلتزم السويد بتوفير الرعاية والدعم اللازم للأطفال. وفى عام 1979، أصبحت أول دولة فى العالم تجرم جميع أشكال العقاب البدنى للأطفال. كما أعلنت الحكومة السويدية الجديدة مؤخرا أنها ستبدأ فى العمل من أجل إداراك اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل ضمن القانون السويدى. فالدفاع عن حقوق الأطفال، والعمل من أجل المساواة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين ستكون من أولويات عمل الحكومة السويدية لضمان تمتع أطفال العالم بجميع حقوقهم التى لا جدال فيها.

الأطفال فى حاجة إلى أن يكونوا على قائمة جدول أعمال التنمية العالمية. فمنذ اعتماد اتفاقية حقوق الطفل فى عام 1989، تم تحقيق الكثير من الإنجازات فى هذا المجال فى جميع أنحاء العالم. كما أصبح حقوق الطفل فى صميم المناقشات الخاصة بالتنمية العالمية، بما فى ذلك الأهداف الإنمائية للألفية التابعة للأمم المتحدة. ولكن بالرغم من ذلك، لا يزال مئات الآلاف من الأطفال مهددون بسبب النزاعات والحروب والكوارث الإنسانية. هناك الكثير الذى يتعين علينا القيام به لمواجهة هذه التحديات. والسويد عازمة على أن تكون قوة عالمية رائدة من أجل حماية حقوق الطفل وتلبية احتياجاتهم. فكونها من أكبر الدول المانحة، تساهم السويد فى توفير حياة أفضل للأطفال من خلال برامج ثنائية وبرامج الأمم المتحدة للحد من وفيات الأطفال، وتحسين الصرف الصحى وزيادة فرص الحصول على التعليم للملايين منهم.
الأطفال فى حاجة إلى التعلم والمرح. الفنون والترفيه هى حجر الأساس لتنمية القدرات الإبداعية و الاجتماعية والتعليمية للطفل. كل طفل له الحق فى اللهو والاستمتاع بأنشطة ترفيهية والمشاركة بحرية فى الحياة الثقافية والفنية. ويعتبر الأدب من أهم العناصر التى يجب توفيرها للطفل. فأدب الأطفال ليس فقط أداة للترفيه، فالقراءة تغذى شخصية الطفل، وتثير فضوله للمعرفة وتزرع بذور الإبداع والابتكار والتفكير النقدى. وقد أدركت السويد أهمية القراءة منذ زمن بعيد. فكل كتاب من ضمن عشرة كتب تنشر فى السويد هو كتاب للأطفال، ويتم نشر ما يقرب من 1700 كتاب للأطفال كل عام. وترجع شعبية وتميز كتب الأطفال السويدى إلى تناولها موضوعات قد يجد البالغين صعوبة فى الحديث عنها مع الأطفال مثل الخوف والوحدة والعنف والطلاق والوفاة.

استنادا إلى التجربة السويدية الغنية فى هذا المجال، قامت سفارة السويد فى القاهرة، بالتعاون مع اليونيسيف والشركاء المحليين فى مصر، بإطلاق مبادرة "القراءة للأطفال" خلال شهر نوفمبر لرفع مستوى الوعى حول أهمية القراءة. فعلى مدار شهر كامل، تنظم عدد من المكتبات ومنظمات المجتمع المدنى أنشطة للتشجيع على القراءة، مستخدمة كتب أطفال عالية الجودة لكتاب سويديين تم ترجمتها للغة العربية، وبالتوازى مع مجموعة واسعة من الأنشطة تشمل حكى القصص، والفنون والحرف اليدوية، وورش الدراما. ونأمل أن تساعد هذه المبادرة على إلهام الآباء وغيرهم لجعل القراءة جزءا أساسيا وممتعاً ضمن الأنشطة اليومية للأطفال.

الأطفال فى حاجة إلى التشجيع والتكريم. وتعتبر الجائزة العالمية للأطفال أكبر مبادرة سويدية لتثقيف الشباب والأطفال حول قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية. فكل عام يشارك الملايين من الأطفال من جميع أنحاء العالم فى البرامج المتعددة لهذه الجائزة. حتى الآن، تم دعم حوالى 36 مليون طفل (من ضمنهم نصف مليون طفل فى السويد) لكى يصبحوا أشخاصا قادرين على إحداث التغيير سواء فى حياتهم اليومية أو فى مجتمعاتهم. وكانت الطفلة الباكستانية ملالا يوسف من ضمن الحائزين على الجائزة العالمية للأطفال لعام 2014 تكريما لها لمعركتها الشجاعة والمليئة بالمخاطر فى الدفاع عن حق الفتيات فى التعليم. فقد أصبحت مالالا نموذجا يحتذى به بالنسبة للعديد من الأطفال فى جميع أنحاء العالم.

أما فى مصر، وكجزء من الجهود التى تبذلها منظمة اليونيسف لدعم الأطفال وبناء مهاراتهم، تم تكريم خمسة وعشرين طفلا موهوبا فى وقت سابق خلال هذا الشهر لأعمالهم الفنية الرائعة وصورهم التى التقطوها فى شوارع القاهرة، والتى تم عرضها خلال احتفالية بمقر السفارة السويدية. هؤلاء المصورون الشباب ليسوا مثل الأطفال الآخرين. هم أطفال مروا بظروف قاسية. كانوا يعيشون فى الشوارع ولم تتح لهم رفاهية الحصول على التعليم المناسب أو العيش داخل جو عائلى مستقر. ومع ذلك، فقد استطاعوا أن يبهرونا و أن يعطونا بريقا من الأمل. وهذا دليل على أن الأطفال- عندما تتوفر لهم الأدوات المناسبة - يمكنهم أن يفعلوا المعجزات وأن يساهموا فى تقدم وازدهار بلدهم.

دعونا نوحد قوانا لدعم التنمية الاجتماعية والتعليمية والثقافية لأطفال العالم، وإعدادهم لتحمل مسئوليات الغد. فهم رجال ونساء المستقبل الذين سيشكلون مجتمعاتنا والعالم الذى نعيش فيه.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة