مؤتمر العلمانية: الشرق الأوسط محكوم بصراع الأصولية والمذاهب الدينية

الإثنين، 01 مارس 2010 04:52 م
مؤتمر العلمانية: الشرق الأوسط محكوم بصراع الأصولية والمذاهب الدينية الدكتور مراد وهبة
كتبت ناهد نصر - تصوير سامى وهيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مؤتمر العلمانية الذى عقد اليوم، ذكر الباحث رفعت عوض الله فى إطار تعليقه على كتاب "العلمانية والأصولية" للدكتور مراد وهبة، أن هناك حالة من التشاؤم العام، بسبب توسع المد الأصولى فى المجتمع، إلا أنه قال "إننا نتمسك بأهداب الأمل، وسيأتى يوم ونرى شجرة العلمانية وشمس التنوير ساطعة على مصر".

وقال عوض الله إن الصراع بين الدوجما الدينية، وبين المنهج العقلى فى التفكير صراع تاريخى، حيث تعرض من يخالفون الدوجما الدينية لأبشع أنواع الاضطهاد، ووصفوا بالكفر، ووجهوا بالعنف والإرهاب والقتل والترويع وقال "هذا ما حدث على مر التاريخ، ويحدث الآن".

وأضاف عوض الله أن العلمانية هى نقيض الأصولية، لأن الأصولية تؤمن بالحقيقة المطلقة ولا تفى بالحاجات المتجددة للحياة البشرية، لأن شئون العالم نسبية وتحتاج إلى قانون متغير باستمرار، وليس قانون ثابت نابع من الدين. وقال "الاستناد إلى الدوجما الدينية يؤدى إلى غياب المعرفة، وتبدد الحضارة" إلا أنه أضاف أن العلمانية ليست ضد الدين، وليست دعوة للإلحاد ولكنها تفرق بين ما يمكن معرفته، وبين ما لا يستطاع معرفته، فنسلم ونؤمن به دون دليل. وأضاف "العلمانية منهج للسلام والتعايش بين شعوب العالم المتعددة فى عقائدها، والسبيل الوحيد نحو الخروج من طور الأسطورة إلى العقل والعلم، فلا حضارة بلا علمانية".

وعرض القس رفعت فكرى لأجزاء كمن كتاب الدكتور مراد وهبة "العلمانية والأصولية"، مشيراً إلى أن ملخص الكتاب هو أن الأصولية أيا كان دينها تخلط بين المطلق والنسبى، وتمنح مصداقية مطلقة لأمور نسبية. وقال "سلام العالم ليس ممكناً إلا بسلب الدوجما من الدين، ولن يتم ذلك إلا بنفى علوم العقائد لأن الحرب كامنة فيها، وهى تتنافى مع الحوار المبنى أساساً على التسامح، بينما المطلق الدينى لا يقبل التعدد، ولا الحوار، ومبنى على صراع".

ومن جهته أشار أشرف راضى الباحث السياسى، إلى أن النتيجة الحتمية لتعدد المطلقات الدينية فى نظر الدكتور مراد وهبة هو غياب أى فرصة للحوار بينها، لأن ما بينها فى الحقيقة هو صراع وجود، لا ينتهى إلا بانتصار أحد المطلقات على الآخر. وقال إن الشرق الأوسط محكوم بثلاث أصوليات هى المسيحية والإسلامية واليهودية، مشيراً إلى أن الصراع الأصولى يحكم منطق التعامل بين اتباع الأديان الثلاثة، فى منطقة الشرق الأوسط، والتى تمتد من الديانات إلى المذاهب كما هو الحال فى العراق مثلاً، وقال "هذا ما لمسه الدكتور مراد وهبة مبكراً جداً من خلال كتابه الذى يؤسس لتيار علمانى أو حركة علمانية فلا مصر. وشدد راضى على أنه لا يوجد تصادم بين العلمانية والإيمان، لأن إعمال العقل يحرر الإيمان من سيطرة مجموعة من رجال الدين يحتكرونه.

من جهته أكد أسامة عيد عضو منتدى الشرق الأوسط للحريات، أن الهدف من استضافة المؤتمر، هو محاولة إزالة الكثير من المفاهيم المغلوطة حول العلمانية، حيث دأب الأصوليون على الربط بينها وبين الإلحاد، وقال "العلمانية ليست ضد الدين، ولكنها بكل تأكيد نقيض الأصولية".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة