قال إن فتاوى رجال الدين تعيق التطور

مراد وهبة يدعو لتأسيس قناة فضائية علمانية

الإثنين، 01 مارس 2010 01:51 م
مراد وهبة يدعو لتأسيس قناة فضائية علمانية المفكر مراد وهبة
ناهد نصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعا المفكر مراد وهبة رئيس منتدى ابن رشد المثقفين المصريين إلى أن يعوا دورهم الحقيقى فى المجتمع، والذى يتمثل فى إصلاح العقل وتنقيته من توهم امتلاك الحقيقية المطلقة، وصولاً إلى التغيير المنشود، مشيراً إلى أن المثقفين يتوهمون خطأً أن من واجبهم تغيير نظام الحكم، واستبدال أشخاص بأشخاص آخرين فى السلطة على الرغم من أن ذلك لا يمكنه أن يغير المجتمع، ولا أن يطوره، دون تغيير العقول.

جاء ذلك خلال الجلسة الأولى لمؤتمر "العلمانية نقيض الأصولية" الذى ينظمه منتدى ابن رشد اليوم الاثنين بالتعاون مع منتدى الشرق الأوسط للحريات.

وقال وهبة إن الصراع القائم حالياً فى المنطقة ليس صراعاً بين العلمانية والأصولية، وإنما هو صراع بين الأصوليات وبعضها البعض، مشيراً إلى تصريحات آية الله خامنئى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية بأن مستقبل الشرق الأوسط هو الإسلام، وهو ما يعنى ضمناً أن الأصولية الإسلامية تضع نفسها على المحك فى صراع مع الأصولية المسيحية واليهودية.

وأشار مراد وهبة إلى أن العلمانية لا يمكن فرضها بالقوة من أعلى مثلما هو الحال فى تركيا التى فرض فيها الجيش العلمانية على المجتمع، دون أن تحدث تغييراً فعلياً على المستوى الفكرى والنتيجة التى نراها حالياً أن العلمانية التركية منقوصة لأنها ليست قائمة على مجتمع تطور نحو العلمانية، مثلما كان الحال فى أوروبا خلال أربعة قرون، وهو ما ينبغى أن يلتفت له المثقفون فى مصر والمنطقة.

وأضاف أن الفكرة المحورية فى فلسفتى هى النضال ضد توهم امتلاك الحقيقة المطلقة، لأن الاعتقاد فى امتلاكها، يدفع نحو محاولة فرضها على المجتمع، وهناك خيارين فى هذه الحالة، إما أن ينزلق المجتمع نحو التخلف ليعطى السلطة المطلقة لأصحاب الحقيقة المطلقة، أو يخرج المجتمع عن فكرة المطلق، فتنتشر الاتهامات بالهرطقة، والتكفير ويدخل من ثم المجتمع فى صراع عنيف.

وأضاف "استنتجت من ذلك أن الوقوف ضد امتلاك الحقيقة المطلقة أمر صعب للغاية، وانتهيت إلى أننى كمفكر متشائم، لكن كمناضل متفائل"

وأضاف وهبة أن الأصوليات الدينية مسئولة عن العزلة التى تعانى منها مصر عن العالم، مشيراً إلى أن الفكر العلمانى يعتمد على التفكير فى النسبى بما هو نسبى وليس بما هو مطلق، بمعنى وضع حلول للمشاكل الاجتماعية من دون اللجوء لرجل الدين، لأن فتاوى رجال الدين تعرقل التطور الاجتماعى، وقال "التطور الاجتماعى مسألة نسبية تحتاج إلى تغيير مستمر، وعلينا أن نكون بعيدين عن فتاوى رجال الدين لأنها فتاوى مطلقة، ومعرقلة"

وشدد المفكر مراد وهبة على أهمية التركيز على دور الثقافة فى المجتمع، وعلى أن يكون هناك علاقة وطيدة بين المثقف وبين المجتمع، مشيراً إلى أن الفارق بين كوريا الجنوبية وغانا هو أن الاولى تحولت إلى دولة كبرى خلال ثلاثين عاماً بفضل تغيير الثقافة، بينما بقت غانا متخلفة.

وقال "نحن بحاجة شديدة لدور السلطة الثقافية فى المجتمع"، ودعا وهبة دعاة الفكر العلمانى إلى أن يتواجد بكثافة مع الجمهور من خلال وسائل التكنولوجيا المختلفة كالإنترنت والفضائيات، وقال "يجب أن يكون للعلمانيين قناة فضائية يتحدثون من خلالها".

من جهته قال محمد فرج القيادى بحزب التجمع، والذى ترأس الجلسة أن العلمانية ليست ضد الدين، وليست ضد الإيمان، لأنها تعتمد على أدوات مختلفة عن الأدوات الدينية، فالعلمانية أداتها العقل، أما الدين فأداته الثقة والتصديق النابع من القلب، وقال "هناك ضرورة للتفريق بين الاثنين حتى نزيل الالتباس المقصود أو غير المقصود حول العلمانية".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة